hit counter script

أخبار محليّة

مجموعة الدعم الدولية للبنان تجتمع اليوم وتضع النأي بالنفس تحت الاختبار

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أَرْخى القرار - القنبلة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمةً لاسرائيل وإعلانه نقْل السفارة الأميركية إليها بثقْله على بيروت، كما سائر عواصم العالم، التي وضعتْها خطوة واشنطن أمام تطوّرٍ بالغ الخطورة يشي بأن يتحوّل كرةً متدحْرجة من تعقيداتٍ وتوتّرات متوالدة على الجبهة العربية والإسلامية مع الدولة العبرية من شأنها ان تتشابك مع «العواصف» التي تهبّ على المنطقة من بوابة المواجهة العربية - الإيرانية.
وإذا كانت غالبية دول العالم بدتْ تحت تأثير «صدمة ترامب» على وقْع مخاوف كبرى من تداعياتها سواء الميدانية أو السياسية المتّصلة بمصير «حلّ الدولتيْن»، فإن حصّة لبنان من القلق جاءتْ مضاعَفة بفعْل احتضانه أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني تعني أي تصفية لقضيتهم توطينَهم في «بلاد الأرز»، كما لكونه الجبهة العربية الوحيدة مع إسرائيل التي ما زال «جمرها تحت الرماد»، ما يجعلها الأكثر قابليةً لتلقّي تداعيات القرار الأميركي.
وفيما سادتْ المخيمات الفلسطينية في لبنان «غضبة عارمة» انفجرتْ على شكل إضرابات وتظاهراتٍ احتجاجية، ارتسم في بيروت موقف رسمي وسياسي أجمع على التنديد بقرار ترامب والدعوة الى التراجع عنه، وهو ما سيُتوّج اليوم بجلسة عامة للبرلمان دعا اليها رئيسه نبيه بري مخصصة للبحث في قضيّة القدس.
وفيما كانت الأنظار شاخصة على كلمة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله التي ألقاها مساء أمس باعتبارها مؤشراً على السقف الذي سيعتمده «محور الممانعة» حيال الخطوة الدراماتيكية للإدارة الأميركية، وصف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قرار ترامب بأنه «خطير ويهدد صدقية الولايات المتحدة كراعية لعملية السلام في المنطقة، وينسف الوضع الخاص الذي اكتسبته القدس على مدى التاريخ»، لافتاً الى «أن هذا القرار، اعاد عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين الى الوراء عشرات السنين وقضى على كل محاولة لتقريب وجهات النظر بينهم». ودعا عون، الذي اتّصل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس متضامناً ومؤكداً وقوف لبنان رئيساً وشعباً الى جانب الشعب الفلسطيني، الدول العربية «الى وقفة واحدة لاعادة الهوية العربية الى القدس ومنع تغييرها، والضغط لاعادة الاعتبار الى القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية».
كذلك أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري ان «القرار الأميركي يرفضها العالم العربي وتنذر بمخاطر تهب على المنطقة»، مؤكداً ان «لبنان يندد ويرفض هذا القرار ويعلن أعلى درجات التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في قيام دولة مستقلة عاصمتها القدس».
ورغم التوجّس العربي والدولي من الارتدادات السلبية لما أقْدم عليه ترامب، فإن بيروت، الخارجية للتوّ من عملية تجديد التسوية السياسية بين المكّونات اللبنانية، بَدَتْ مُطْمئنة للتماسك الداخلي الذي وفّرته صيغة «النأي بالنفس على الصراعات والأزمات والحروب والتدخل في شؤون الدول العربية» التي عاد على أساسها الرئيس الحريري يوم الثلاثاء الماضي عن استقالته التي كان قدّمها من الرياض في 4 نوفمبر الماضي.
ويَزداد الاقتناع في لبنان بأنّ ترميم التسوية يتيح للبلاد المزيد من «الوقت المستقْطع» لتمرير المحطات المفصليّة في أزمات المنطقة تحت سقف الاستقرار الذي يُنتظر ان يجدّد اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي يُفتتح اليوم في باريس بحضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس الحريري بوليصة التأمين له، وسط عدم استبعاد ان يُبقي المجتمع الدولي «سيف الرقابة» مصلتاً على الترجمات العملية للنأي بالنفس، لا سيما وسط الانطباع بأن المَخرج الذي اعتُمد لعودة رئيس الحكومة عن استقالته هو أقرب الى «براعة لغوية» منه الى قرار بمفاعيل مُلزِمة على الأرض وتحديداً على صعيد أدوار «حزب الله» العسكرية والأمنية في الساحات العربية والتي كانت في «أصْل» الاعتراض السعودي ثم العربي الذي جاءتْ الاستقالة على وهجه.
وكان لافتاً ان الرئيس الحريري سجّل اعتراضه على الكلام الذي أدلى به نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم من طهران والذي اعتُبر نسفاً لقرار الحكومة بالنأي بالنفس، مؤكداً ان هذا الكلام «ليس مقبولاً لا من قريب ولا من بعيد، ولن أستفيض في الردّ عليه الآن لأنني سأعطي فرصة لتثبيت النأي بالنفس».
وتساءل الحريري «هل من مصلحة اللبنانيين أن نختلف مع أشقائنا العرب وأن نتدخل بشؤونهم ونؤذيهم؟ أم مصلحتنا أن يكون هناك نأي بالنفس، ولا سيما حين تكون هناك خلافات إقليمية كالتي تحصل في اليمن والعراق وسورية وغيرها؟».
وفي موازاة ذلك، كان بارزاً إعلان كتلة نواب «حزب الله» بعد اجتماعها الأسبوعي أمس «ارتياحها لاستئناف الحكومة اللبنانية أعمالها ومهامها برئاسة دولة الرئيس سعد الحريري»، مؤكدة انها «تجدد دعمها لحكومة استعادة الثقة والالتزام ببيانها الوزاري وتأييدها لما ورد في نص البيان الذي صدر إثر جلستها الأخيرة»، في إشارة الى موضوع النأي بالنفس.
"الراي"

  • شارك الخبر