hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

حوار مع اسماعيل سكرية حول كتابه الصحة حق وكرامة في الحركة الثقافية انطلياس

الخميس ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 13:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقيم في الحركة الثقافية في انطلياس حوار مع النائب السابق الدكتور اسماعيل سكرية حول كتابه الأخير "الصحة حق وكرامة" حضره النائب نبيل نقولا، الامين العام للحركة الدكتور عصام خليفة وعدد كبير من الأطباء ورؤساء البلديات والمخاتير وحشد من المواطنين.

بداية النشيد الوطني، ثم كانت كلمة للدكتور اميل أبو حبيب رحب فيها بسكرية معتبرا "اننا في زمن تراجعت فيه ثقافة القيم والاخلاقيات والانسانيات وتساقطت مفاهيمها امام اجتياح جبروت المادة وثقافتها السطحية الإستهلاكية المشوهة والمدنية بما تبقى من حصون المناعة الاخلاقية، تتصدر الفساد يوميات حياتنا وتجذر، لكن صوت الحق والخير بقي الاقوى والارسخ في العمق لردع الماديين الفاسدين والمفسدين وجبروت سلطانهم وتسلطهم، فكان صوت الدكتور اسماعيل سكرية يدوي عاليا غي كتابه حيث انبرى انطلاقا من قناعاته و ثوابته الصلبة المخزنة في دماغ نير، وطبق نهجه انطلاقا من قسم ايبوقراط الموجود على غلاف الكتاب والذي يقسم الأطباء عليه وليس على الإنجيل او القرآن او التلمود، لأنه يسدد على ضرورة تمتع الطبيب بالمعرفة والضمير الحي والأخلاق الدمثة والاستقامة ونظافة الكف وكتمان السر وهي المزايا التي يتمتع بها الدكتور سكرية بالاضافة إلى الجرأة في الدفاع عن الحق".

اما الدكتور سكرية فقال: "ان كتاب الصحة حق وكرامة يختصر تجربة مرتكزاتها ثلاث: تربوية - طبية - سياسية، أساسها والعمق تكون بتربية منزلية ثقافية، تحاكي الناس بإنسانيتها، من دون تمييز او تصنيف، تشاركهم معاناتهم وهمومهم واحلامهم،متحركة من حمل لواء الدفاع عن حقوقهم وكرامتهم...ثقافة تلتزم بما تؤمن به من مبادىء وقيم ، بالممارسة وامتحان الذات لا بضجيج الخطاب ورنين الشعارات والممارسات الفولوكلورية وتعززت بالمناخ الوطني الليبرالي المنفتح في مدرسة برمانا العالية دراسة الطب، وقد جاءت تلبية وترجمة لهذه الثقافة "الانسانية - الاجتماعية"، لما يختزنه الطب من طاقة مضافة تتخطى جسد المريض اتصل إلى أعماق وخفايا شخصيته، فكان من الطبيعي ان يمارس رسالة لا مهنة والفارق كبير بين "الحكيم والطبيب"، فكانت النتيجة تمدد وتعمق العلاقة بالناس وارتفاع حرارة التفاعل معها بالشكل الأجمل والتمتع والامنع، وانتهى بذلك بالوصول إلى الميدان السياسي،بفعل قدرة هكذا علاقة على استدراجك لهكذا ملعب، وبدافع مباشر من الناس خارج اي وسيط سياسي إم حزبي ام مالي، لا بدفع طموح ذاتي يعتمد فن الوصول سعيا وراء لقب برستيج لا قيمة له ألا في عقل صاحبه، براق العنوان بارد المضمون لفقدانه الاحتضان بدفء محبة الناس".

أضاف: في العام 1996 وصلت الندوة البرلمانية مستقلا منفردا عن محافظة البقاع، وبدعم وحراك مباشر من الناس، سبقتها تجربتي في نقابة الاطباء 1992-1994 ومجلس إدارة صندوق الضمان 1993-1998، حيث تزودت ببعض خبرة في الشؤون النقابية الصحية والاجتماعية أما هي عليه من أناس واطلالة بهذا الشأن وسرعان ما وجدت نفسي أمام امتحان هو الأصعب في هذا الزمن وأمام خيار من اثنين: اما الانخراط والانسجام في سياسات تتقن فنون الشطارة والتزبيط وعقد الصفقات، بما هو أقرب إلى سياسة "سوق عرض وطلب. واما الانسجام مع الذات، والوقوف مع الحق والعدل والقانون وممارسة دور النائب الصحيح، نائب الأمة حسب الدستور" رقابة ومقابلة ومحاسبة" بوجه ممارسات الفساد والبلطجة، وبخاصة أن الامتحان ومحور حول القضية اللهم والاقدس وهي الصحة العامة صحة الناس وكرامتها، فوضع قسمك أمام الامتحان أيضا".

أضاف: "الخيار الأول يريحك الرقم المصرفي الملوث، كما الوصول إلى مناصب وعناوين اخرى، فتخسر نفسك وتاريخه وكرامتك، كما قسمك الطبي بما حمل من اخلاقيات وقيم انسانية وتكتفي منبهرا باقي صاحب السعادة والعمرة الزرقاء. الخيار الثاني، يستطيع أن يقطع عليك طريق الوصول المذكور، لكنه أعجز من قطع الوصول إلى الحقيقة وقلوب الناس، بل هو وفي قرارة نفسه يحترم بك ما يفتقد. وكان ان اخترت الثاني، فكانت هذه التجربة وكان هذا الكتاب، الذي تألقت شعبيته في احتفالات توقيعه المتنقلة والمستمرة في كل المناطق اللبنانية، تعبيرا عن توق الناس لقضية خالية من التلوث".

وتابع: "يختصر الكتاب تجربة 20 عاما في مواجهة الفساد في القطاع الصحي، داخل مجلس النواب وخارجه، مع استطلاع بتاريخ النظام والصحة منذ الاستقلال. وقد أردت من خلاله التركيز على عدد من النقاط: توثيق التجربة، إطلاع الرأي العام على واقع القطاع الصحي وعمق أزمته المنطلقة من ثلاثة نقاط، نظام سياسي طائفي لا يبني دولة حقيقية تطبق القانون، ولم يثبت احترامه للصحة العامة وما يليق بها من تمايز في التعاطي. مجالس نواب متعاقبة، أكدت رضوخ قرارها في مفاصل الشأن الصحي وخاصة الدواء القرار المافياوي الدوائي (الرئيس بري -30 تموز2000 ). غياب ثقافة المواطنة والفهم الحقيقي لدور النائب وهو الأهم في تركيبة النظام ليعي الناخب أنه المسؤول اولا،وبالتالي فأن الكرة في ملعبه. وأخيرا مخاطبة كافة شرائح المجتمع وخاصة الأطباء لأن الطبيب هو محور اساس في تطبيق السياسة الصحية، ليتحمل الكل مسؤولياته".

وختم: "آمل أن يشكل هذا الكتاب بما به وبما عليه، منطلقا جديا لحوار "وطني صحي"، يعتمد القانون والعلم واستعراض ثقافة المواطنة عند الناس والإجابة على السؤال الذي حملته التجربة وليس من الأشرف والاصدق وطنية العمل على توحد اللبنانيين حول قضاياهم المعيشية المشتركة الواحدة وأهمها صحتهم، وفضلها عن اصطفافاتهم السياسية التي تفرق، وانقاذهم من وجلسات وسمفونيات العيش المشترك الخاضع للاختبار عند كل مفترق وتستخدم فيه الناس وقودا؟الإجابة عند الناس".

بعد ذلك كان حوار بين الدكتور سكرية والحضور وقدم خلاله خليفة نقاطا تصلح للمناقشة في موضوع الصحة والدواء وتركز على ضرورة إيجاد مختبر مركزي لمراقبة الدواء وتقييمه، وتشجيع صناعة الدواء المحلي وتطبيق سياسة تسعير مرضية له، اضافة الى تفعيل المكتب الوطني للدواء واخضاع المستشفيات للرقابة. 

  • شارك الخبر