hit counter script
شريط الأحداث

متفرقات

كيف يحارب علماء البيولوجيا ضد أثار الإنحباس الحراري؟

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 17:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

​على مدى عشرات السنين، نوقش على مدار واسع موضوع الإحتباس الحراري في جميع أنحاء العالم. كما وإن العلماء، والسياسيين، والشخصيات العامة والصحفيين يجادلون حول الأسباب، والعواقب عن سبب وجود هذه الظاهرة.
​يقول البعض، بأن الإنحباس الحراري - هو نتيجة النشاط الإقتصادي للإنسان، ( ولا سيما طرح غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من إحتراق الوقود). كما ويرى البعض الأخر بأن هذا هو جزء من العملية الشاملة للكواكب الناتجة عن الإرتفاع والإنخفاض الدوري لدرجات الحرارة. وأخرون عموما يلومون الشمس والبراكين بهذه الأسباب.
​ومهما كانت الأسباب الحقيقية للإنحباس الحراري، فإنه وبدون شك، إن هذا يخل بالتوازن والنظم البيئية، ويخلق هذا بالفعل العديد من المشاكل للبشرية. ذوبان الأنهار الجليدية وإرتفاع مستوى المحيط العالمي يثير من شذوذ وتقلبات الطقس. ويزيد هذا من زيادة عدد الفيضانات والجفاف. تنمو الصحاري، تتأكل التربة الخصبة، وتجف الأبار المائية، وتهلك الغابات. وكل هذا له تأثير سلبي للغاية على التنوع البيولوجي للأنواع النباتية والحيوانية.
​إن واحدة من أبرز وأخطر أثار التغيير المناخي على المدى الطويل، والذي يعتبر التغيير في موطن الطفيلييات (وخصوصا إذا كانت تصيب الإنسان) والأفات التي تصيب النباتات.
​على سبيل المثال: إن الباحثين الروس لاحظوا أن تغيير المناخ قد أدى بالفعل إلى زيادة أمراض القراد وإنتشاره بسرعة. وبنسبة كبيرة فإن هذه الحيوانات تتحمل الشتاء الروسية، ولذلك فإنها تنتشر مثل الجراد تماما. وفي السنوات الأخيرة وبوجود أمراض القراد في الأقاليم الروسية التي لم تكن موجودة من قبل، على سبيل المثال، في شمالي إقليم أرخانغليس (بالقرب من فلندا والسويد).
​يرى الكثير من الخبراء بأن الإتجاه المناخي للإحتباس سيستمر في السنوات المقبلة، وهذا يعني بأن المشاكل سوف تتفاقم. ولذلك، فإن الإنسانية بحاجة إلى البحث عن سبل للحماية من أثار التغير المناخي.
​وكثير من الأعمال تجري في العديد من مراكز البحوث العلمية في العالم. ومن بين الأساليب المختلفة، تحتل مكانة هامة من بين الأساليب البيولوجية لمكافحة الأفات والطفيلييات. على سبيل المثال، يمكن إستخدام الكائنات الحية التي ترتبط بالطفيلييات لمكافحتها والتي تتسبب في تلك الأمراض وتؤدي إلى موتها.
​الباحثين في جامعة تيومين الحكومية (تيومين، روسيا)، على سبيل المثال، يدرسون بجدية إستخدام القراد لمكافحة الطفيلييات والأفات. يوجد في الجامعة واحد من أكبر مراكز الخبرة في روسيا في مجال الزراعة، والغابات، والتربة وعلم الحيوان (وهي قسم علم الحيوان، اللافقاريات، التي تدرس القراد). المختبر الدولي لدراسة تغير المناخ في إستخدام الأراضي والتنوع البيولوجي التابع لجامعة تيومين الحكومية والدعم الحكومي الذي يتعاون بنشاط مع المراكز العلمية من جميع دول البريكس. وتجذب أعمال المختبر المتخصصين الروس والأجانب، والتي لـ 5 سنة وصفت بالتفصيل أكثر من 550 نوع من أنواع القراد، ونشروا أكثر من 200 مقالة علمية في أشهر المجلات العلمية العالمية وذات الشهرة.
​في عام 2015 ميلادية، جامعة تيومين الحكومية دخلت بين المشاركين في البرنامج الحكومي "المشروع 100-5". كما أن الجامعات – المشاركة في المشروع – هي نوع من الجمعية العليا للجامعات الروسية. كما إن إختيار المشاركين في المشروع يكون بالتنافس. ومجموع المشاركين حاليا في المشروع 21 جامعة، والتي وضعت مهمتهم بمهمة طموحة: قبل عام 2020 ميلادية ما لا يقل عن 5 من الجامعات الروسية يجب أن تدخل في أفضل مئة جامعة في العالم. كما وإن واحدة من مهام المشروع هي جذب كبار العلماء في العالم، فإن الدخول في المشروع "100-5" يوسع من إمكانيات التعاون الدولي لجامعة تيومين الحكومية.
​كما إن واحدة من الإتجاهات الأكثر نشاطا في الجامعة هو إستخدام نشاط القراد بهدف مراقبة البيئة. ومن بين القراد يوجد منها أفات ضارة وكبيرة في الزراعة والغابات، ومنها العوامل المحتملة للتحكم البيولوجي على الأفات الأخرى الضارة للنباتات. حيث أن القراد يمكنه أن يسرع أو يبطئ من الدوران الطبيعي للعناصر الدقيقة في التربة ومعدل التحلل للأوراق المتساقطة، وزيادة وخفض معدل إنتاج المحاصيل الزراعية.
إن الباحثين من جامعة تيومين الحكومية يولون إهتماما كبيرا بدراسة كل من القراد الطفيلي والحياة الحرة للقراد. ويدخل في عدد من الأبحاث الكبرى التي أجراها علماء البيئة في الجامعة، والتي تتعلق بمشروع دراسة القراد، والخنافس في غرب سيبيريا.
​وتحت إشراف الدكتور في العلوم البيولوجية أليكساندر خاوستوف، فإن العلماء عملوا في أماكن تكائر أفات النباتات الخشبية – وخنافس اللحاء - في البراري والغابات. وكانت البعثة مهتمة في أخطر نوع من كاشف الأفات، الذي يسبب ضررا كبيرا لخشب التنوب وغابات الأرز. وبمساعدة طرق التحليل البيولوجي الجزئي، ولذلك، درس العلماء جميع الكائنات التكافلية التي تتعلق بخنفساء اللحاء.
​وبالإضافة إلى سيبيريا، فإن العلماء في جامعة تيومين الحكومية يقومون بعمل البعثات في جميع أنحاء العالم تقريبا. وبالتعاون مع الزملاء من قسم الإدارة البيئية في المتحف الوطني لجمهورية جنوب أفريقيا قاموا ببعثة إلى جنوب أفريقيا.
​ووفقا لكلام نائب رئيس جامعة تيومين الحكومية أندريه تولستيكوف، فإن العلماء إكتشفوا ووصفوا شيء غير معروف من قبل للعلم من نوعية القراد، والذي يعيش في أعشاش ومساكن النمل الأبيض. وكما هو معروف، فإن النمل الأبيض ينتمي إلى الحشرات الأكثر شيوعا بإنتشارها في جنوب أفريقيا، وبعضها يمكن أن يسبب أضرارا كبيرة للمباني. وإن إستخدامه ضد النمل الأبيض لأعدائه الطبيعيين من القراد وتطوير طرق فعالة لمكافحة أعداد هذه الأفات الضارة.
​وفي البقع والمستنقعات قي الشمال – الغربي من سهل أوروبا الشرقية، فإن العلماء من جامعة تيومين الحكومية وبالتعاون مع ممثلين من جامعة ميسسي (نيوزيلاندا الجديدة). وجد أن الرطوبة لها تأثير مباشر على إنتشار القراد لبعض أنواعه.
​وكذلك تم إجراء البحوث في أمريكا اللاتينية (على سبيل المثال، في البرازيل)، والتي تم إكتشاف العديد من الأنواع العلمية للقراد الغير معروفة من قبل.
​وكما قال نائب رئيس جامعة تيومين الحكومية أندريه تولستيكوف: "إن دراساتنا العديدة أثبتت أن القراد يلعب دورا كبيرا في العمليات الطبيعية: تساهم في تكوين التربة، قادرة على تسريع دوران العناصر الدقيقة، وتزيد من المحصول، وتتحكم على عدد من الحشرات الضارة. وهي واعدة لإستخدامها في تقييم نوعية البيئة الطبيعية حسب الحالة والكائنات الحية، والرصد البيئي والتأثير على الكائنات الحية الأخرى. النتائج الناجحة لبحوث القراد يمكن أن تساعد في تحقيق المستوى البيولوجي المطلوب والأمن الغذائي الضروري لحياة الإنسان وإقتصاده".
إن الباحثين في جامعة تيومين الحكومية يتعاونون بفعالية مع زملائهم من إيران. وكما هو معروف، فإن علم الحيوان في إيران يتطور بسرعة. وفي سبع جامعات في البلاد تقدم 10 دورات دراسية متخصصة. في عام 2017 ميلادية في الجامعات الإيرانية يتم إنجاز أكثر من 200 أطروحة ماجستير وأكثر من 30 أطروحة دكتوراه في الدراسات عن علوم الحيوان. ويتم إصدار مجلة
«Persian Journal of Acarology».
​علماء الحيوان الإيرانيين كذلك والعلماء الروس يولون إهتماما كثيرا لعلوم الحيوان الزراعية، وللقراد – والأفات الزراعية مع طرق مكافحتها وعددها.
​في صيف عام 2017 ميلادية في المؤتمر الدولي الإيراني لعلماء الحيوان بين العلماء الإيرانيين والروس تم التوصل إلى إتفاق عن المشاريع العلمية - البحثية المشتركة بينهما، وكذلك إستقبال الباحثين الإيرانيين في برامج الدراسات العليا ودرجة الدكتوراه في جامعة تيومين الحكومية.

("سبوتنيك- ومشروع 100-5 الروسي)

  • شارك الخبر