hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - غاصب المختار

السعودية غاضبة والحريري راضٍ... التسوية السياسية إلى أين؟

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

برغم عودة التصعيد السياسي والاعلامي السعودي، تجاه لبنان و"حزب الله"، والذي تجلى بكلام وزير الخارجية السعودية عادل الجبير في مؤتمر روما الاورو-متوسطي نهاية الاسبوع الماضي، الذي اتهم المصارف اللبنانية بتسهيل عمليات الحزب المالية، فإن قطار تحصين التسوية السياسية اللبنانية الداخلية ماضٍ على سكته ونحو وجهته الاساسية وهي الوصول الى اعادة دورة الحياة الى مجلس الوزراء، بعد استئناف رئيس الحكومة سعد الحريري لنشاطه الرسمي المعتاد منذ عودته من الرياض عبر باريس.
 ورأت مصادر وزارية وازنة ان كلام الوزير الجبير لم يترك انعكاسات سلبية سياسيا على الرئيس الحريري ولا على المسار السياسي القائم لإيجاد مخرج للأزمة الحكومية، وإن كان قد حاول التأثير على متانة القطاع المصرفي اللبناني والثقة الدولية الكبيرة فيه، لكن حتى هذه المحاولة سرعان ما تلاشت بعد الردود الواضحة من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومن رئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه، عدا الردود الرسمية السياسية ومن اعلى المراجع. وبالطبع لم يترك كلام الجبير من روما حول المصارف اللبنانية اي تأثير لدى الدول الاوروبية، التي تعلم تمام العلم - كما الادارة الاميركية - التزام هذه المصارف بالمعايير المطلوبة للتطبيق بحق الجهات التي تتعرض لفرض عقوبات مالية ومصرفيه.
أما في الجانب السياسي، فإن الضغط السعودي المستجد عبّر عن استياء من المنحى الذي اتخذته حركة المشاورات السياسية اللبنانية، والتي شملت الاطراف المعنية الاسياسية بالازمة ومنها "حزب الله"، ولم تشمل حلفاء السعودية، بمن فيهم "القوات اللبنانية"، ذلك ان مسار الحل يسير على طريق معبّد لكنه بحاجة الى بعض التطمينات للطرفين المعنيَيّن اكثر من غيرهما بالازمة، الرئيس سعد الحريري و"حزب الله"، بأن صيغة الحل المفترض ان تخرج عن مجلس الوزراء المرتقبة بين ساعة وأخرى، ستراعي هواجس الطرفين، هواجس الحريري بأن الصيغة ستُرضيه وتحمي ظهره من السهام الداخلية والخارجية، بحيث تشكل مادة إقناع للمعترضين على شكل التسوية ومضمونها،وتُرضي الحزب بأنها لن تكون انقلابا على التفاهمات الكبرى التي عقدت وحيّدت موضوع السلاح عن اي بحث ولو لفترة متوسطة او بعيدة المدى،طالما ان الحرب الاسرائيلية والارهابية مفتوحة على لبنان وعلى الحزب وقياداته وكوادره بشكل خاص،عدا عن تمسك "الثنائي الشيعي" بمبدأ ان النأي بالنفس يجب ان يشمل الخارج ايضا بحيث يكف اذاه وضغطه عن لبنان، وهو ما عبر عنه بعض النواب الذين التقوا الرئيس نبيه بري قبل ايام.
وفي حين اكدت المعلومات ان لقاء الرئيس الحريري بالوزير جبران باسيل في باريس مساء الجمعة الماضي كان ايجابيا وبناء ويوفر فرص التوصل الى صيغة التسوية المنشودة، فإن جميع الاطراف تتعامل مع الوضع القائم على اساس إرضاء الحريري ومن يضغط عليه، وإرضاء الحزب. ولذلك بعد إنجاز التسوية ستكون الطابة عند الطرف السعودي المتلقي: هل سيقبل بما توافق عليه اللبنانيون لضمان الاستقرار المطلوب دوليا، أم يواصل ضغطه على الحريري ولبنان علّه يحقق مكاسب إضافية؟

  • شارك الخبر