hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع اقامت غداء على شرف البطريرك عبسي

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 21:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

-أقامت ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك غداء تكريميا على شرف البطريرك يوسف العبسي في مونتي البرتو زحلة، لمناسبة زيارته الرسمية الأولى الى الأبرشية، حضره وزير العدل سليم جريصاتي،النائبان نقولا فتوش وشانت جنجنيان والمطارنة عصام يوحنا درويش، جوزف معوض وبولس سفر، مدعي عام البقاع القاضي منيف بركات، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب وأعضاء المجلس البلدي، السيدان بيار وموسى فتوش،السيدة ماغدا بريدي رزق، الرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الأم منى وازن، الرئيسة العامة للراهبات الشويريات الأم دنيز عاصي وعدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والأمنية ورؤساء البلديات والمخاتير ورجال الأعمال وأعضاء المجلس الأبرشي والكهنة والفاعليات.

جريصاتي
بعد كلمة ترحيب من الأب ايلي أبو شعيا القى وزير العدل سليم جريصاتي كلمة جاء فيها:"غبطة ابينا البطريرك يوسف العبسي، بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك، سيادة المطران عصام يوحنا درويش، سيد المدينة. أصحاب المعالي والسعادة والسيادة، الحضور الكريم.

أتانا بطريرك من بلاد الشام ووطأت قدماه أرض عاصمة الكثلكة، زحلة، فدخل الى بيته، على مقربة من كرسيه، وإرتقت نفوس المؤمنين معه الى العلى بعد أن اختاره الروح القدس من بين اترابه الأحبار رئيسا روحيا لكنيستنا الرومية الملكية الكاثوليكية، فإنبعث، بإتفاق المنى والقدر، من ابرشيته والحانه الليتورجية الى السدة البطريركية، منحنيا بتواضعه أمام الله كملأى السنابل، كيف لا والوداعة من شيم كنيستنا بالرغم من انها سليلة عظمة بيزنطيا ومجد روما."

وأضاف "سيدي البطريرك، اردت ان تكون زيارتك الى عاصمتك ذات منحى روحاني وإنساني بإمتياز، تتفقد خلالها الرعية، وتدخل بيوت الله للصلاة والتأمل، وتتحسس أحوال الناس وشؤونهم، في يسرهم وعسرهم ودائهم، وكان لك ما اردت. لعلك تعرف سيدي، أن قومنا طيب وصلب عند الشدة ويأبى الذل والهوان، واننا في لبنان درة المسيحيين المشرقيين، اذ ان لهم في بلاد الأرز مكانة خاصة، وقد تعزز الوجود والمعتقد والدور عندما امسك قائد زمني استثنائي بناصية الحكم وبأزمة الطائف، فأعاد الى الوطن مناعته ومنعته وكرامته وعنفوانه، واسمه على الجبين المرفوع، فخامة الرئيس العماد ميشال عون.
قيل يوما :
" اذا لم يكن صدر المجلس سيدا فلا خير في من صدرته المجالس"

نحن قوم لا نؤله الذات البشرية بل نزن الوزنات، وقد اعادها الينا سيد القصر وزنات مضاعفة في تجربة قاسية مر بها لبنان في بدايات الشهر المنصرم، فاذا بالرئيس القوي يملأ المساحات، التي اعتدنا على رماديتها، بزهو القرارات الحاسمة والصائبة وغير المرتبكة، فتوحد الشعب بأطيافه كافة حول الرئيس ووقف وقفة واحدة، كتفا الى كتف، عندما شعر أن ثمة مسا بالكرامة الوطنية، فانتصر على الذات، بعد طول تشرذم وانقسام"

وتابع جريصاتي "ان الأوطان تقاس إنجازاتها ويخط تاريخها بأحرف من ذهب بقدر آلام شعوبها والتجارب القاسية التي عانت منها والإنتصارات التي سطرت على العدوان، فيستحيل الألم املا، والجرح غديرا عذبا، على كا قال يوما الأخطل الصغير، أمير الشعراء بشارة الخوري:
" لا يتور المجد في اعراقها أمة تغدو على النوح وتمسي"

تعرف كل ذلك سيدي، وغرسك من بلاد الشام، تلك البلاد المقاومة التي ينتصر فيها الحق على الباطل، والتي عانت الإرهاب التكفيري والكوني القاتل والمدمر، والمنحسر راهنا عن يأس وحقد، ونحن عانينا في لبنان من هذا الإرهاب وانتصرنا عليه في الداخل وعلى حدودنا الشرقية، على تخوم بلدات ملكية ومن خليط شعبنا المقاوم، فكان لجيشنا الباسل والمقاومة الرائدة انتصارات في الميدان ادت الى تحرير الأرض من رجس هذا الإرهاب، وبقي النزوح الكثيف عندنا وقد تجاوزت اثقاله واعباؤه الحدود القصوى، وقد عقدنا العزم على الحلول الناجعة كي يعود النازح الى ارضه عودة آمنة في ظل سوريا الإنتصار."

وختم "سيدي اهلا بك في عاصمتك، فالبيت بيتك، والكنيسة كنيستك ولتقرع اجراسنا لك، واعرف اننا نقدر عاليا حسن تمثيل زحلة والبقاع في المجلس الأعلى لطائفتنا الذي ترأس، امانة عامة وعضوية، واننا نحمل معك في كل حين عن المصلوب صلبانا."

زغيب
وكانت كلمة ترحيب لرئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب، قدم على اثرها هدية الى غبطة البطريرك، عبارة عن سجادة حائط حيكت عليها صورة غبطته.

العبسي
والقى البطريرك العبسي كلمة شكر فيها عاطفة أبناء الأبرشية واستقبالهم وقال:" أيها الأحباء، أشكركم على حضوركم الذي أرى فيه أكثر من تجمع أو لقاء للاحتفال بحدث أو بشخص، أرى فيه لقاء عائليا، لقاء عائلات هذه البلدة العزيزة على قلب كل رومي ملكي كاثوليكي. لقاء زحلة اليوم ليس لقاء أهل زحلة فقط. إنه لقاء الروم الملكيين جميعا لأن زحلة هي رمزهم وعنوانهم. كل ملكي هو زحلاوي. زحلة هي بصمة الانتماء إلى كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك.

أيها الأحباء، كم نود أن يكون هذا اللقاء الجميل انطلاقة نحو أفق جديد. كل واحد منا، كل جماعة منا، له تطلعات شرعية، أحلام حلوة، مشاريع مفيدة، من أجل كنيسة ملكية فاعلة على مستوى أبنائها وعلى مستوى الوطن. لنشبك أيدينا. وجودنا اليوم معا هنا هو إشارة بل هو تأكيد على أننا نريد أن نعمل معا وأن نبقى معا. ليكن بيننا عهد، ميثاق، إعلان. إذا كان الزمان، في نظر الشاعر الكبير أحمد شوقي الذي جاء زحلة زائرا عابرا، قد جمع في لقاء زحلة، كم يجدر بنا نحن أبناء زحلة أن يجمع حبنا اليوم في لقاء كنيستنا."

وأضاف " كنيستنا الملكية كانت وما زالت رائدة في التعاون مع العلمانيين، في إعطائهم الدور الذي لهم فيها. نريد أن يتفعل هذا الدور وأن يتقوى.أن نكون كلنا سندا بعضنا لبعض. والتاريخ يشهد لأهل زحلة بأنهم كانوا في قلب كنيستهم وفي قلب بلدتهم في كل الظروف والأوقات. أجل، أنتم قلبنا ونريد أن يبقى هذا القلب خفاقا، أن تبقوا كما عرفتم به شجعانا مقدامين، كرماء منفتحين، أوفياء ثابتين.

لكن حضور كنيستنا التي في زحلة لم يقتصر على ذلك بل كان مميزا أيضا في الأدب والسياسة والصحافة، في الاقتصاد والمال، في الزراعة والصناعة. إن لزحلة فضلا كبيرا في أن يكون حضورنا الكاثوليكي في لبنان وفي العالم العربي وفي المهاجر حضورا فاعلا في مختلف الميادين. كنيستنا الملكية كنيسة الحضور والحضارة. ليس من مجتمع في لبنان وفي الخارج إلا ونحن فيه كالخميرة في العجين وكالملح في الطعام. هذه رسالة لا يسعنا بل لا يحق لنا أن نتخلى عنها وإلا فقدنا شيئا جوهريا لا أقول فقط من حضورنا بل من كياننا. وهذا ما جعل كنيستنا كنيسة جامعة فوق الطائفية والمذهبية.أجل نحن كنيسة بكل ما لهذه الكلمة من معنى ولسنا طائفة ولا مذهبا.

أيها الأحباء أراكم الآن وأرى فيكم صلابة الإيمان التي جعلتكم تتغلبون على كل الشدائد التي مررتم بها في تاريخكم القديم والحديث. شيء واحد يجدر بنا أن نحفظه من ذلك التاريخ الحافل بالبطولات وهو أن الإيمان أكبر معين على إرادة البقاء. فإن أردنا الاستمرار علينا أن يكون لنا إيمان كذاك الإيمان الذي وصفه يسوع، إيمان ينقل الجبال، إيمان ينقل زحلة إلى مرابع العز والكرامة. تاريخنا هو تاريخ إيماننا، وتاريخ إيماننا هو تاريخ هويتنا. أمنيتي أن لا نفقد هذه الهوية، أن لا نستحي بها، لأنها عامل سلام وفرح وحامل رقي وازدهار."

وختم "أيها الأحباء، هذه الأبرشية الزحلاوية تعاقب عليها أساقفة بذلوا أنفسهم في سبيلها. والمطران الذي على رأسها اليوم هو من سلالتهم، لا يألو جهدا في سبيل خدمتها على كل المستويات وفي كل الظروف والمناسبات، ويحمل لواءها في كل المنتديات. فله منا جميعا الشكر على كل ما يصنعه من مشاريع وأعمال وخدمات."

وفي ختام الحفل جرى قطع قالب حلوى اعد خصيصا للمناسبة بمشاركة الحضور.
 

  • شارك الخبر