hit counter script

الحدث - جوزف القصيفي

قراءة هادئة لواقع حزب الله وموقفه

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تقود الولايات المتحدة الاميركية حربا لا هوادة فيها ضد "حزب الله" واعدت ما استطاعت من قوة، وسخرت لها ما توافر لديها من امكانات، وهي ليست بالقليلة، وآخرها العقوبات المالية والاقتصادية والتهويل على بيئته الحاضنة في سعي منها للايقاع بين الحزب وجمهوره لعزله وارغامه على الاستسلام.

وفعل ضغط واشنطن فعله مع الاتحاد الاوروبي الذي ادرجت دوله الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الارهاب،, وأدخلت في روع الدول العربية ولا سيما الخليجية أن الحزب هو مجرد اداة مطواعة بيد ايران مهمته تنفيذ مخططاتها، ونجحت في استيلاد المخاوف واستحضارها على قاعدة مذهبية سنية - شيعية، واخرى قومية على قاعدة عربية - فارسية.
ان هذا المشهد شكل عامل اطمئنان لاسرائيل التي تجد في الصراع الدائر في الاقليم خدمة لمخططاتها الاستيطانية ولرؤيتها الخاصة بحل القضية الفلسطينية.
ويبدو ان لبنان في ظل العجز الواضح عن استهداف طهران مباشرة وايلامها، تحول الى صندوقة بريد تودع فيها الرسائل الملغومة او المشفرة للجمهورية الاسلامية، وفي يقين مودعيها ان التصويب على المقاومة سيؤتي اكله ويثمر تنازلات .
ويقول مصدر قريب من "حزب الله" ان الهجوم الذي يتعرض له الحزب وبهذا الشكل يرمي الى افتعال مشكلة كبيرة يأمل مفتعلوها ان يشلوا الحياة السياسية في لبنان ومعها عمل الدولة واجهزتها وتعميق الشرخ بين المجموعات السياسية والطائفية، واستحضار مناخات الحرب الاهلية، وتحريك ورقتي النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، والذهاب بالبلاد الى مدارات ساخنة تبعث على الشك والريبة.
ويضيف هذا المصدر ان الحزب ادرك اللعبة ومراميها فقرر تعطيلها مستجيبا مع الموقف النوعي والمميز لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والروح الايجابية المعهودة لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والتعاطي بانفتاح وتفهم مع رئيس الحكومة سعد الحريري وهواجسه. وهذا ما قام به الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في اطلالتيه بعيد استقالة الحريري من الرياض.

وينتظر ان يتبلور الموقف الايجابي لحزب الله في الاجتماع الاول لمجلس الوزراء الذي سيشهد رسميا تعليق الحريري تريثه وعودته لقيادة الحكومة محصنا بشبه اجماع لبناني، معطوف على تفهم دولي، لخصوصية لبنان ودقة الوضع فيه، وهو ما زال ثابتا رغم ترددات الحرب في سوريا وانعكاساتها عليه، واستمرار الخطر الاسرائيلي الكامن في جنوبه. ويتابع المصدر عينه ان الحزب هو الركيزة الاساسية للتسوية التي جاءت بالرئيس عون الى قصر بعبدا والرئيس الحريري الى السراي، وانتجت قانونا جديدا للانتخابات، واثمرت تشكيلات دبلوماسية وقضائية، وتعيينات في المراكز الادارية والمراكز العسكرية الرئيسة. وهو لم يطلب شيئا ونأى بنفسه عن المحاصصة، وكان نصيبه من الحكومة التي عمل على تذليل العقبات من اجل ولادتها واحتفظ بحقيبتين غير سياديتين وغير خدماتية بخلاف ما حصلت عليه "القوات اللبنانية" من حقائب وازنة ومهمة من دون اي اعتراض او عرقلة منه. ومع هذا يتهم بالعرقلة والسلبية من دون تقديم ادلة ملموسة لاثبات صحة هذا الالتزام.
ويضيف المصدر ان "حزب الله" يعتبر ان الرئيس عون دافع عنه بما يكفي لدفع السهام المصوبة عليه، وليس في حاجة لتقديم "براءة ذمة" في اي وقت. وهو احرص الاطراف على الامن والاستقرار وسيادة منطق الدولة، بدليل موقفه من ازالة المخالفات في حي السلم والضاحية الجنوبية اخيرا ورفضه توفير اي تغطية او حماية للخارجين على القوانين من بيئته.

ان "حزب الله" يدعو الى فك الارتباط بين دوره الاقليمي ودوره المحلي. سحب خبراؤه من العراق، واكد عدم وجود مقاتلين له في اليمن والمح بان الحرب السورية شارفت على الانتهاء ما يعني عودة منتظرة لعناصره. وان سلاحه هو لمواجهة اسرائيل اذا ما حاولت الاعتداء على لبنان. اضافة الى التزامه بقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، وان الجنوب بشهادة الدول المشاركة في "اليونيفل" يشهد هدوءا مثاليا. اذن، فان التصويب عليه كان لهدف غير ذاك المعلن في التصريحات.
ويختم هذا المصدر ان الحزب لن يكون سببا لانعدام الاستقرار ببعديه السياسي والامني، بل على العكس من ذلك هو جاهز لاي شيء يبعد عن لبنان كأس التوتر والانقسام ومنفتح على اي حوار مع اي طرف متمنيا الا يهدف ذلك الى محاصرته واحراجه لاخراجه لان لن يرضى ولن يستسلم. والمطلوب سيادة الواقعية والرغبة في التعاون لمصلحة لبنان الذي ينتظر الكثير من العمل لتتوافر له مقومات الاقلاع السليم.

  • شارك الخبر