hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

صمت الحريري "يرهق" اعصاب "الحكيم"

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 05:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

من يسمع المسؤولين والقيادات القواتية يعبرون عن ظلم المسيئين و"الغدر " الذي لحق بالقوات من خلال الحملة المجيشة ضد معراب لفك تحالفها مع بيت الوسط يمكن له ان يبني على واقعة ان الأمور لم تعد ابداَ بخير بين بيت الوسط ومعراب ، ومن يراقب مسلسل الأحداث منذ الرابع من شهر تشرين الأول يوم اختفاء الحريري في المملكة السعودية حتى اليوم وما تخلله من مواقف صدرت عن حلفاء الحريري وعن اخصامه يتأكد له ايضاً ان ثمة تغيرات كثيرة طرأت على المشهد السياسي و ثمة تبدلات في طريقها ايضاً للحصول على التحالفات السياسية .
عاد سعد الحريري الى لبنان وتراجع عن استقالته وقال ما قاله عن غيابه واسرار وجوده في المملكة يحتفظ بها لنفسه ، وعبر عن امتنانه للرئيس ميشال عون وللرئيس نبيه بري ايضاَ و للدولة الفرنسية ولكل من اعتبرهم مخلصين لشخصه، وحده سمير جعجع الحليف الكبير لسعد الحريري لم يأت رئيس الحكومة على ذكره في مرحلة ما قبل وما بعد العودة عن الاستقالة ، وما امتنع الحريري عن البوح به تولت جوقة "الشتامين" واللاعبين على مسرح العلاقة بين القوات والمستقبل امره بعلم او من دون تنسيق مع الحريري ربما ، وقام هؤلاء بأداء الأدوار البطولية ونسج الروايات بغض النظر عن صدقيتها وموضوعيتها وحقيقتها ايضاً . رئيس القوات الذي زار القصر في يوم المشاورات التي اجراها رئيس الجمهورية لم يتمكن من الانتقال الى بيت الوسط وهو بالأساس لم يتواصل مع رئيس الحكومة من يوم عودته مباشرة ، التصرف من "الحكيم" وحده يؤشر الى فتور او معالم اختلاف ناهيك عن حرب وكلام وسائل التواصل الاجتماعي ،و ما لا يقوله فريق المستقبل السياسي تتكفل به قيادات التيار الوطني الحر التي وصل بها الأمر الى حدود اعلانها بالفم الملآن " القوات سعت الى ضرب الحريري وعون معا" .
وحده "الحكيم" في معراب يبدو في مكان مختلف عما يدور على كوكب لبنان ، وكأن لا شيى ء حصل من حوله وبهدوئه المعهود يرد جعجع على سائليه " لا شيىء نفعله ونخجل به، لسنا نحن من نغدر بسعد الحريري ، وكل شي بوقتو منيح" ، العبارة التي تعكس طمأنينة الحكيم لا تشفي بالضرورة غليل المتنهمين لمعرفة مصير ومستقبل العلاقة ، فحتى الساعة لا اتصال او كلام شخصي بل كلام بالواسطة ، سكوت" سمير" يقابله "صمت القبور" من قبل "سعد" ، رئيس المستقبل لم يضع القوات في دائرة الاتهام المباشر ولم يدن القوات لكنه لم يصدر اي قرار بوقف المسترسلين من حوله بتجريم القوات ، هذا الموقف له تفسيران متناقضان فاما ان الحريري يحسبها جيدا ويتريث في موضوع علاقته مع القوات تمهيداً لترتيب الوضع من جديد ، واما ان الحريري صامت على مضض بانتظار الوقت المناسب وقراءة المعطيات بوضوح ، وفي الحالتين فان سعد الحريري لم ينطق" بالحكم " على القوات وبما ان الحريري لم يفعلها بعد فالوضع تحت السيطرة ولا خوف بعد على تحالف ال"س س" ، وليقل الشتامون والمصطادون في الماء العكر للعلاقة ما يريدون ، هكذا يفكر القريبون من معراب وعلى هذا الاساس يتصرفون ، هي ليست المرة الوحيدة التي تسوء فيها العلاقة ولن تكون آخر المطاف فالخلاف يقع بين الأخوة وداخل البيت الواحد .
من "فوق " تراقب معراب ما يحدث حولها بانتظار بلورة موقف او حدث مفاجىء ،تردها على التوالي انباء عن طريقة "انتقام" سعد الحريري و"رد الرجل " لها على ما يفترض انه من صنعها في السعودية بالإقصاء والعزل في الحكومة ، وقد تناهى لها ان قرار العزل نهائي ومتخذ ولا رجوع عنه ، فريق القوات استنفر للدفاع والهجوم الاستباقي عن وجوده في الحكومة ، الدفاع عن بقائها في الحكومة جاء رداً على ما تسرب عن خطة عونية وقواتية مشتركة لاقصائها ، بحيث بدا ان القوات صارت مؤخرا متمسكة ببقائها في حكومة الحريري ووضعت نغمة الاستقالة التي رفعتها في زيارة اوستراليا جانباً " فالقوات لن تغادر الحكومة بحسب اوساطها ارضاء لاحد او لتعطي جوائز ترضية لاي فريق .. ولا يمكن لاحد اقصاؤنا ونحن من نقرر بقاءنا او خروجنا من الوزارة .."
ثمة من يعتبر موضوع ابعاد القوات عن الحكومة بانه مجرد كلام وشائعات تهويلية على القوات تكسبها تعاطفاً مسيحياً في هذه المرحلة ، كما ان سعد الحريري لا يمكن ان يسير في اطار خطابه السياسي الجديد باتجاه التصعيد ضد اي طرف ، فهو اذا كان أرسل اشارات الى من يعنيهم الأمر بان حزب الله الذي يرفض حروبه الخارجية هو فريق سياسي لبناني لم يوجه سلاحه مرة الى الداخل ، فان سعد الحريري عندما سيعود الى اجتماعات مجلس الوزراء سيجد انه بحاجة الى القوات حليفاً له او سنداً ، حيث ان القوات وقفت الى جانب المستقبل في بعض الملفات " الحامية "التي كانت تناقش في مجلس الوزراء ، وفي الأزمات السياسية فالحريري لا يمكن ان "يعزل " نفسه وان يغرد منفرداً عن القوات والكتائب بحيث يأكل تفاهم العونيين وحزب الله من "صحنه " في السياسة وفي الانتخابات في ما بعد .
رغم ذلك فان مسلسل نقل الرسائل مستمر "الرياشي وحاصباني وبو عاصي" على خط الأزمة في الاعلام ومن خلال الاتصالات السياسة من اجل توفير الأرضية اللازمة لاعادة الوئام الى علاقة الزعيمين لكن هذه الحركة لم توفق ولم ينتج عنها اي تدبير عملي كانتقال الحكيم الى بيت الوسط مثلاً للقاء الحريري ، ولم يحصل اي اختراق في جدار الأزمة ، علماً ان الوقت عامل سلبي في العملية يزيد من الشرخ ومعالم الافتراق ، ويثبت النظريات ، واحداها ان المستقبل فيما لو صحت النظرية يبحث عن حلفاء جدد في الاستحقاقات المقبلة واولها الانتخابات النيابية التي سيكون خوضها عملية معقدة في وجه القوات ضد تحالف سياسي واسع .

  • شارك الخبر