hit counter script

مقالات مختارة - ناتالي اقليموس - الجمهورية

الإعلام العربي ورهانات التغيير في ظلّ التحوّلات

الخميس ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 06:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وسط ما تتخبّط فيه مجتمعاتنا من صراعات دموية، فكرية...، وما يتجاذبها من خضّات أمنية، اقتصادية، وحيال ترنُّحِ الفردِ بين عالمين: إفتراضي مثقَل بمعلومات متسارعة متضاربة، وعالمٍ واقعي تملأه النزاعات بشتّى أنواعها، يَكبر الرهان حول مدى التغييرِ الذي يمكن لوسائل الإعلام إحداثه، وما إذا سيكون هذا التغيير إيجابياً أو سلبياً، خصوصاً أنّ الإعلام ليس بمعزل عن التغيّرات المحيطة به إنّما يتفاعل مع المستجدّات والتبدّلات السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية... التي يشهدها العالم عموماً والبلدان العربية خصوصاً، مِن هنا ولِد كتاب «الإعلام العربي ورهانات التغيير في ظلّ التحوّلات».
يَطرح كتاب «الإعلام العربي ورهانات التغيير في ظلّ التحوّلات» إشكاليةَ العلاقة بين الإعلام والتغيير في ضوء متغيّرَين: أحدهما عالمي يرتبط بسيادة جيلٍ جديد من وسائل الإعلام والاتصال، والثاني عربي مرتبط بانتفاضات ما سُمّي «الربيع العربي» التي تضافرَت فيها مجموعة عوامل أدّت إلى تعطيل ديناميةِ أيةِ عملية تغييرٍ فعلية.

المشهد الإعلامي

ومِن خلال الأقسام الأربعة في هذا الكتاب، الذي حرّرَته الدكتورة نهوند القادري عيسى رئيسةُ مركزِ الأبحاث في كلّية الإعلام في الجامعة اللبنانية، والذي شارَك في فصوله الـ 25 نخبةٌ من الباحثين والإعلاميين العرب، هناك محاولة لإحاطة الموضوع من مختلف جوانبه في ضوء الأسئلة المطروحة والمرافَقة لمنظومة الإعلام حيال التحوّلات التي يَشهدها العالم والتغيير الذي وَعَدَت به «الثورات العربية».

في القسم الأوّل «التغيير في ضوء التحوّلات البنيويّة والمرجعيّة للإعلام»، بَحثت د. القادري عن كوابح التغيير الكامنة في البنية الإعلامية والتي تتمثّل في تحالفِ وسائل الإعلام مع السلطات الاقتصادية ونزعة السياسيين نحو التسويق السياسي. فيما د. الصادق الحمامي حاوَل وضعَ إطارٍ تحليلي لتقييم تحوّلاتِ الميديا التونسية في سياق ما يُسمّى الانتقال الديمقراطي.

وبَحث د. عبدالله الزين الحيدري عن مدى قدرة المجال العمومي على إرساء النضج السياسي، الثقافي والديمقراطية. أمّا د. نصر الدين لعياضي فتوقّفَ عند عوائق تحَوُّلِ بنية الفضاء العمومي في الجزائر. وتطرّقَت د. جوسلين نادر إلى الانبهار بالتقدّم التكنولوجي، وناقشَ د. جورج كلّاس إشكالية المرجعية الإعلامية.

في القسم الثاني «تحولات المشهد الإعلامي ورهانات التغيير والإصلاح»، تناول د. سامي الشريف ملامح المشهد الإعلامي المصري، أما د. عبد الكريم حيزاوي فوقف عند تطورات المشهد الإعلامي التونسي منذ العام 2011. وسأل د. عبد اللطيف بن صفية عما إذا استفاد الحراك من النقاش حول الإصلاحات المجتمعية في المغرب من الهيكلة التنظيمية للإعلام.

فيما درست د. حنان يوسف مدى مواكبة بحوث الإعلام الاكاديمي في المنطقة العربية للتحولات السياسية. وبحثت د.مهى زراقط عما أحدثه استخدام السياسيين لـ»تويتر».

علاقات وأزمات

في القسم الثالث «المواكبة الإعلامية للحراكات الشعبية وإشكاليات التغيير»، حلّلَ د. محمد عبد الوهاب العلالي الحراكَ الاجتماعي العربي ضمن مقاربة تواصلية مستخدِماً بارديغم «الهرم المعرفي». فيما درَس كلّ مِن روي جريجيري وكارلا الشالوحي كيفية تعاملِ وسائل الإعلام التلفزيونية اللبنانية مع الحراك المدني ما بين التصويب عليه لإجهاضه أو دعمِه.

أمّا د. رامي نجم فرصَد تفاعلَ اللبنانيين مع مختلف أشكال صحافة المواطن. وتوقّفَ د. الياس البراج عند انعكاسات ظهور الإعلام الجديد، وعرَض د. سامي كليب لظروف نشأة الفضائيات العربية.

وفي القسم الرابع والأخير «ثقافة الإعلام الجماهيري وتحدّيات التغيير»، ركَّز د. عبد الوهاب بوخنوفة على دراسة الصحافيين كونهم جزءاً مِن إشكالية الإعلام العربي، أمّا د. زينب خليل فتوقّفت عند طبيعة استخدام الصحافيين لمواقع التواصل الاجتماعي. وعالجَ د. وليد نويهض تحدّي «المحايدة» في مهنة الصحافة، أمّا د. راغب جابر فبَحث عن أسباب أزمة الصحافة اللبنانية.

وتوقّفَت د. وفاء أبوشقرا عند الجدل بين الإعلام الرقمي والإعلام الجماهيري. فيما توسّعَ طلال سلمان في أسباب محنة الصحافة العربية، ودرسَت د. فتحية معتوق دورَ التلفزيون في تشكيل البيئة الثقافية في الجزائر.

وتناوَلت د. لمى كحّال مقدارَ السلبية والعبثية في برامج تعرضُها القنوات اللبنانية، فيما رصَدت د. نبيهة محيدلي معالمَ التغيير في بعض مجلّات الأطفال التي ترعاها الحكومات العربية.

يُذكر أنّه سيُقام نقاشٌ موسّع حول هذا الكتاب الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، يوم الأربعاء 6 كانون الأوّل عند الرابعة والنصف عصراً، وذلك ضمن أنشطة معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ61 في البيال.

ناتالي اقليموس - الجمهورية

  • شارك الخبر