hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - عامر مشموشي

تفاءلوا بالخير؟!

الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 06:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اللواء

الرئيس نبيه برّي لخّص نتائج المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رؤساء الكتل الممثلة وغير الممثلة للخروج من المأزق السياسي الذي يعيشه لبنان منذ أن فجّر رئيس الحكومة سعد الحريري باستقالته منها في بيان أذاعه من الرياض وضع فيه الأمور في نصابها، وعدد بوضوح لا لبس فيه الأسباب التي حدت به إلى اتخاذ هذا الموقف، ومشترطاً في الوقت نفسه للعودة عن هذه الاستقالة التزام كل الفرقاء بمن فيهم حزب الله بسياسة النأي بالنفس قولاً وفعلاً، والمحافظة على العلاقات الأخوية مع الدول العربية وإلى الالتزام باتفاق الطائف نصاً وروحاً.
على هذه الشروط الثلاثة التي طرحها الرئيس الحريري من الرياض، وابلغها بعد عودته إلى لبنان إلى رئيس الجمهورية الذي حرص منذ أول الطريق على اعتماد التريث، إلى ما بعد الوقوف على حقيقة الأسباب والدوافع التي دفعت الرئيس الحريري إلى مثل هذا الخيار الصعب، بنى رئيس البلاد فكرة المشاورات مع القوى السياسية الممثلة بالحكومة، والتي لم تمثل فيها، كحزب الكتائب اللبنانية حتى ينطلق منها إلى معالجة أسباب الاستقالة، وهذا ما حصل تماماً يوم أمس، حيث أطلق رئيس البلاد حركة المشاورات التي وعد بها بعدما مهّد لها باتصالات بعيدة عن الأضواء مع حزب الله، المتهم الرئيسي بالخروج على سياسة النأي بالنفس بتدخله عسكرياً في صراعات المنطقة من سوريا إلى العراق، فالبحرين والكويت وأخيراً اليمن، والتي شكلت القشة التي قصمت ظهر حكومة الإئتلاف الوطني، وخلق حالة رعب عند اللبنانيين كافة وعند المجتمع الدولي، الذي هبّ بسرعة للعمل من أجل إخراج لبنان من هذا المأزق سالماً أو بأقل الخسائر الممكنة.
المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية تمحورت، كما أعلن، حول ثلاثة أسئلة تناولت مبدأ النأي بالنفس وعلاقات لبنان مع الأشقاء العرب بناء على هذا المبدأ وكيفية الحفاظـ على الوحدة الوطنية التي تجلّت في الأسابيع الثلاثة الماضية التي تلت إعلان الاستقالة.
أما حصيلة المشاورات فبدا واضحاً ان لا تقاطع في المواقف حول مفهوم النأي بالنفس، إذ شكل النقطة الأساس في طروحات البعض لا سيما رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وحتى عند رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي ألمح في تصريحه المتقضب في القصر الجمهوري إلى تمسك الرئيس عون بهذا المبدأ الذي ورد في خطاب القسم، وان كل جهده مع الأفرقاء الآخرين ينصب على إيجاد صيغة تؤكد على ان لبنان ينأى بنفسه عن صراعات المنطقة، ويريد أن ينأى الآخرون بنفسهم عنه، في حين غاب هذا الأمر كلياً عن تصريح رئيس كتلة المقاومة النائب محمّد رعد الذي ركز على الاستقرار وتفعيل العمل الحكومي وحماية لبنان.
بيد أن ما قيل في العلن لا يعكس ما قيل في المشاورات ولا في ما ينسج تحت طاولة الاتصالات السياسية المكوكية البعيدة عن الأضواء في خدمة مسار حل الأزمة ويتسم بالطابع الإيجابي الذي يطمئن هواجس الرئيس المتريّث، ويُعيد الأمور كلها إلى نصابها الطبيعي. أما شكل التطمينات أو الضمانات المطلوبة، وكيفية تخريجها، فالأمور منوطة برئيس البلاد الذي سلم الجميع بحسن ادارته للأزمة، وبكونه يُشكّل وحده الضمانة المطلوبة للجميع.

  • شارك الخبر