hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

ندوة لرابطة العمل الاجتماعي مع الصحافي طلال سلمان حول " الصحافة.... قبيل الغروب"

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 18:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اقامت رابطة العمل الاجتماعي ندوة بعنوان " عن الصحافة ....قبيل الغروب" تحدث فيها صاحب وناشر جريدة السفير الصحافي طلال سلمان. حضر الندوة د. ناصر زيدان ممثلا الاستاذ تيمور جنبلاط، القاضي عباس الحلبي، العمداء سليم سليم وفادي ابي فراج، مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، الصحافي عزت صافي والنقابي اكرم العربي وعدد من الشخصيات الصحافية والمصرفية والاجتماعية.
بداية، رحبت رئيسة اللجنة الثقافية في رابطة العمل الاجتماعي المهندسة دنيا الشعار بالحضور وشكرت الاستاذ سلمان على تلبيته الدعوة لهذا اللقاء، وعددت ابرز المحطات في مسيرة الصحافي العروبي طلال سلمان، مستذكرة صحيفة السفير التي كانت " صوت الذين لا صوت لهم".

ثم تحدث الصحافي طلال سلمان فقال: "شكراً لأنكم ساعدتموني على الخروج عن صمتي، كصحافي، بعد ايقاف “السفير” عن الصدور، وهي في عزّ تألقها، “صوت الذين لا صوت لهم” بينما الناس، في لبنان، كما في الوطن العربي كله بأمس الحاجة اليها، كما إلى سائر زميلاتها مختلفة الرأي والموقف، تعبيراً عن الايمان بالحرية ومزيد من النور لتبين الطريق في عتمة الجاهلية التي يُراد فرضها علينا مع نهايات الربع الاول من القرن الواحد والعشرين".

وتابع قائلا: "لقد عملنا في “السفير” طيلة أربع واربعين سنة بجد واخلاص وكفاءة ومهنية عالية والتزام ثابت بقضايا امتنا العربية وهموم انسانها، في لبنان بداية واساساً، ثم في مختلف انحاء الوطن العربي. وأعتز، بلا مباهاة او تبجح، بأنني قد حرصت، خلال ممارسة المهنة التي أعتز بانتمائي اليها، الصحافة، أن ابقى في موقع المحاور، مع احتفاظي بموقفي السياسي.. وهكذا استطعت أن التقي فأحاور واناقش الملوك والرؤساء، والمفكرين وكبار المبدعين العرب. لقد التقيت فحاورت الرؤساء العرب المتعاقبين على حكم سوريا حافظ الاسد ومن بعده بشار الاسد، والعراق صدام حسين، والمملكة العربية السعودية بشخص الملك خالد وولي عهده القوي الامير فهد ونحو ثلاثين اميراً من ابناء الاسرة الحاكمة بينهم الامراء عبدالله ومعه عبد العزيز التويجري، وسلطان ونايف وسطام وطلال الخ.. ودولة الامارات بشخص الشيخ زايد، وقطر بشخص الامير الجد ثم الوالد (الذي خلعه) قبل أن يتنازل حمد لابنه الشيخ تميم، والكويت بأشخاص امرائها من عبدالله السالم إلى صباح الاحمد مروراً بجابر الاحمد، والجزائر بشخص الرئيس الاول في تاريخ استقلالها احمد بن بله، ثم هواري بومدين والشاذلي بن جديد وبوتفليقة وصولاً إلى ليبيا معمر القذافي الذي حكمها دهراً ثم غادر مقتولاً.. أما في لبنان فلقد عرفت من الرؤساء والقادة، وما أكثرهم، اكثر مما يجب يمينا ويمينا اكثر تطرفاً ويساراً اكثر تساهلاً فضلاً عن أهل الوسط واصحاب المواقف التي تتغير.

واضاف سلمان: في الفترة الاخيرة ضجت العواصم العربية بأخبار أزمة الوجود التي تعيشها الصحافة في لبنان، التي وإن اتخذت من “السفير” عنواناً لها، إلا أنها لا تستثني سائر الصحف الخاصة، أي غير الحكومية، التي تعاني مخاطر الاختناق في ظل تراجع الدخل الإعلاني وانخفاض التوزيع لأسباب متعددة، يختلط فيها “السياسي” بـ”التجاري”، مع المنافسة غير المتكافئة مع وسائل التواصل الاجتماعي.
ثمة إجماع على أن الصحافة اللبنانية، بدءاً من الستينيات من القرن الماضي، قد تقدمت ـ مهنياً وسياسياً ـ لتتصدر صحافة العرب، مع تميز عن الصحافة المصرية بأنها ليست مملوكة من الدولة أو عبر “الاتحاد الاشتراكي” أو من ورثه من المؤسسات الحكومية في مصر. في أي حال، فإن النذر توحي بأن الصحف في لبنان على وشك مغادرة الساحة، لا سيما وقد انقلب الصراع السياسي بين الأنظمة العربية إلى حروب بالسلاح، وكان لتلك الأنظمة أو الأهم منها مساهمات في “دعم” مؤسسات صحافية معينة لتواجه مؤسسات أخرى تساعدها أنظمة مخاصمة: في البداية، الهاشميون في العراق في مواجهة السعودية، ثم الطرفان معاً في مواجهة النظام الناصري، قبل أن تنضم إلى الحلبة بعض إمارات الخليج التي تدفق فيها النفط والغاز متأخراً عن المملكة المذهبة.

أما وقد غادر الصراع بين الأنظمة العربية المجالس السياسية متحولاً إلى الحروب المباشرة، أو رعاية هذا النظام أو ذاك لمؤسسات صحافية محددة لكي تخوض معه وإلى جانبه، وأحياناً بالنيابة عنه معاركه ضد الآخرين، فقد تناقص دعم “إعلام الخارج”، في حين وجهت مبالغ خرافية لدعم قوى معارِضة لهذا النظام أو ذاك بالسلاح… أليس “السيف أصدق إنباء من الكلام”؟ وتابع قائلا: "ومع تقديري للعلم والتقدم واختلاف العصر، فإنني ما زلت اعتبر الكلمة المكتوبة مصباحاً يضيء بما تحمله من مضامين فكرية وثقافية وعلمية وما تعكسه من الصراع السياسي حول صورة الغد الافضل".
وختم الصحافي طلال سلمان حديثه بالشكر والتقدير إلى دار الطائفة الدرزية الكريمة، التي تفتح أبوابها للتلاقي والحوار حول القضايا الوطنية التي تعني وتهم اللبنانيين جميعاً، وشكر منظمي هذه الندوة من فرسان رابطة العمل الاجتماعي، لا سيما السيد رضا سعد ورئيس الرابطة د. مكرم بو نصار.
وختاما شكر رئيس الرابطة مكرم امين بو نصار الحضور الكريم والاستاذ طلال سلمان على محاضرته القيمة، وسلمه درعا تقديريا باسم الهيئة الادارية لرابطة العمل الاجتماعي.

  • شارك الخبر