hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ميرا جزيني عساف

التسوية السورية تسرّع إلتزام النأي بالنفس لبنانيّاً

السبت ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 07:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اللواء
تلملم المنطقة العربية أزماتها وتدخل مرحلة التسويات السياسية التي تخطّ روسيا عناوينها بدقّة لا سيما في سوريا مع إعلانها قرب إنتهاء المعارك الميدانية، وإعلان رئيس أركان جيشها عن إحتمال تقليص حجم القوّة العسكرية هناك، توازياً مع التمهيد لاجتماع النظام والمعارضة في سوتشي إيذانا ببدء المفاوضات الجديّة حول مرحلة الإنتقال السياسي.
تشبّه مصادر سياسية ما مرّت به المنطقة العربية في السنوات الأخيرة بالمخاض الأليم الذي استوت فيه إمكانات الربح والخسارة بين اللاعبين الكبار على مسارح الأزمات العربية، ليصل الى لحظة حاسمة ترتسم فيها معالم مرحلة السلم والإستقرار، مع ما تعنيه من شدّ حبال سياسي لحجز أماكن في قطار التسوية وتحصيل مكتسبات اللحظات الأخيرة. ولا تستبعد هذه المصادر في سياق تحليلها تسارع التطوّرات في أكثر من ساحة عربية، أيّ سيناريوات محتملة، مع تمسّك القوى التي تصارعت بالوكالة في سوريا بأوراق قد تكون الأخيرة لحجز مكان أساسي لها على طاولة المفاوضات وتحصيل ما أمكن من مكتسبات مرحلة السلم الموعودة، إن من الناحية السياسية أو الاقتصادية الكبيرة من بوابة إعادة الإعمار.
بالتوازي، ثمّة من يرى أنّ أوان مرحلة التسوية لن يمرّ مرور الكرام على الساحة العربية على الرغم من الأجواء التي سبقت والتي كانت تؤشّر الى إنتهاء فاعلية التنظيمات الإرهابية التي قُضي عليها في العراق وها هي تلفظ أنفاسها الأخيرة في سوريا، مشيرين في هذا الإطار الى الدور الأساسي الذي تلعبه تركيا في مرحلة التسوية بعدما لعبت دورا أساسيا في مرحلة الحرب وكانت أوّل من رفع لواء إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وإلى هذا السياق، تعوّل المصادر السياسية على ما يجري لبنانيّا لناحية المُطالبة المحلية والدولية بالتزام سياسة النأي بالنفس حقيقة لا قولا، من دون أن تفصل المرونة التي يبديها «حزب الله» تجاه هذه المطالبة عن سياق التطوّرات في المنطقة لا سيما بعد إعلان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله شبه إنتهاء العمليات العسكرية في سوريا والعراق، وتزامن هذا الإعلان مع آخر روسي وعراقي وإيراني، لتشكّل دعوة الرئيس الأسد الى سوتشي ولقاؤه نظيره الروسي فلاديمير بوتين الصفّارة لانطلاق المسار السياسي الذي قد يطول هو الآخر.
وريثما يتّضح المشهد الإقليمي، يرى مراقبون في لبنان أنّ المظلّة الدولية التي توفّرت لمصلحة عدم المسّ بالاستقرار ستشكّل الرافعة التي ستحمي لبنان في خلال المسار الذي يُرتقب أن يقود سوريا الى الحلّ السياسي المنشود. ويعتبر هؤلاء أن ما جرى بعد إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من الحكومة في الرابع من تشرين الثاني من الرياض، شكّل برهانا قاطعا بما لا يقبل الشكّ على تمسّك المجتمع الدولي بالسلم والإستقرار في لبنان، كما أنّه شكّل فرصة لفرنسا للعودة الى الشرق الاوسط من البوابة اللبنانية بعدما تخلّت عن دورها في العهود التي خلت لمصلحة واشنطن. ويصبّ في هذا الإطار تمسّكها بالاتفاق النووي مع طهران ومحاولتها صرف الانتباه عنه لمصلحة إثارة ملفّ الصواريخ البالستية، على خلاف الولايات المتحدة التي يهدّد رئيسها دونالد ترامب بنسف الاتفاق لا بل يسعى الى ذلك. 

  • شارك الخبر