hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

أحمد الحريري: الناس قالت أن زعامة سعد الحريري خيارها

الخميس ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 10:04

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شدد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري على "أننا بحاجة فعلياً إلى ما شدد عليه الرئيس سعد الحريري بالأمس بضرورة تفعيل سياسة النأي بالنفس"، مشيراً إلى أن "هذا الامر يحتاج الى خارطة طريق لتنفيذه وصولاً الى تطبيقه بشكل كامل".

وأوضح في حوار مع الزميلة رولا حداد، ضمن برنامج "كلام بيروت"، عبر "تلفزيون المستقبل"، "أننا أمام لوحة متسارعة اقليمياً، من الاجتماعات التي تحصل في روسيا بشان الموضوع السوري، والحوار الذي سيبدأ بين الاكراد والحكومة العراقية في موضوع الاستفتاء، والمبادرة الفرنسية باتجاه اليمن، وهي لوحة للحد من الصراعات عبر وضعها على سكة الحلول السياسية، طبعا من دون أن ننسى القضية المركزية الاساس وهي قضية فلسطين، التي حيث يوجد مسار بعيد عن الاعلام قليلاً، ومن الممكن ان يصل إلى حل نهائي، لأن عدم الوصول إلى حل لن يساعد في إنضاج الحلول لأزمات المنطقة".
وأكد أحمد الحريري أن "الرئيس سعد الحريري ثبّت بالأمس أن "تيار المستقبل" زهرة معتدلة اسلامية مسيحية تكاد أن تكون الوحيدة في الشرق الاوسط"، لافتاً إلى أن "هذه الزهرة، إذا أرادات الوقوف أمام العواصف الاقليمية التي تحصل ستطير، في حين أن هدفنا الهدف تحصين هذه الزهرة لتكبر و"تفرّخ" في كل العالم العربي، وتحديداً في لبنان".
وشدد على أن "الرئيس سعد الحريري لا يمكن أن يصفق لوحده، إذ يجب أن يساعده الأفرقاء في البلد. رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتخذ مواقف وطنية كبيرة نشكره نحن وكل لبنان عليها في الاسبوعين الماضيين، وكذلك الرئيس نبيه بري الذي هو خبير بإيجاد المخارج لكل الازمات"، معتبراً أن "هذا "الميكس" الثلاثي قادر ان يعيد الاستقرار والامل إلى البلد".
ورأى أن "ما يحصل اليوم مع الرئيس سعد الحريري حصل في السابق مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، من خلال الاشاعات التي كانت تطلق ضده، وهذا الأمر يتكرر اليوم، مع التذكير بان شعبية الرئيس الشهيد كانت تزداد كلما تم الهجوم عليه".
وإذ توقف عند "الرصاص السياسي الذي كان يُطلق ضد الحكومة بانها تفرط بحقوق السنة، وبان التسوية غير متوازنة"، أشار إلى "أن الذين كانوا يتكلمون ويُنظرون لم يقوموا بشيء لحقوق السنة عندما كانوا في الحكم"، لافتاً إلى "لسنا ضد الانتقاد والاعتراض، نحن تيار ديمقراطي، واذا لم نقبل الانتقاد نصبح مثل غيرنا، ونحن مع الانتقاد على أن يكون انتقاداً بناءً ويقدم حلول للأزمات".
وشدد على أن "الأمور متروكة لتقدير الرئيس سعد الحريري بعد هذا المنعطف السياسي، وخصوصاً بعد أن ذهبت الناس إلى بيتها في بيت الوسط لتقول أن هذا البيت يعنينا، وأن زعامة سعد الحريري نحن اخترناها، وأننا نؤمن بخطه المعتدل كي نكمل المسيرة معاً".
وقال :"الرئيس الشهيد علمنا أن محبة الناس هي أساس العمل السياسي، والرئيس الحريري ثروته محبة الناس، وكل هذه الجموع التي أتت بالأمس، والتي تشارك في كل احتفال لـ"تيار المستقبل" هي عائلتنا الكبيرة التي وُلدت بعد 14 شباط 2005، ولولا كل هؤلاء الناس ما كنا لنستطيع إكمال المسيرة، فهم الأساس فيها"، لافتاً إلى "أننا نؤمن بالانتماء والولاء، وأنا اقوم بزيارات في كل المناطق تقريبا، وناسنا مسالمين وأوادم وتنفسوا في السنة الماضية، بعد ازمة سياسية استمرت 12 عاماً".
ورداً على سؤال عما إذا كان الرئيس الحريري سيبادر الرئيس الحريري الى لململة البيت السني، قال أحمد الحريري :"هذا الموضوع لم يطرح بعد، ولكن قلتها واقولها دائماً من يريد ان يأتي الى ثوابتنا المعتدلة اهلاً وسهلاً به، اما نحن فلن نذهب الى احد".
وتوقف عند العلاقة مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وقال :"على المستوى الشخصي التقيت بالرئيس ميشال عون مرتين، وكانتا لدعوته إلى ذكرى 14 شباط والمؤتمر العام لـ"تيار المستقبل"، اذكر انني قلت له ان الاعلام يظلمك ويظهرك بصورة الغاضب ولكن عندما نجلس معك نعرف الانسان العماد ميشال عون، وهذه الشخصية الاستيعابية للرئيس عون ساعدت كثيراً، اذ استطاع في هذين الاسبوعين الصعبين تحمل الضغط، ونحن في "تيار المستقبل" نقدّر الموقف الذي اتخذه، واكماله سيكون من خلال حكمته في الحوار الذي دعا اليه الرئيس الحريري بالأمس".
وشدد على أن "الصدمة الايجابية التي تحدث عنها الرئيس سعد الحريري حصلت، ويجب ان تُستكمل بهذا الحوار الذي يجب ان يكون على 3 ثوابت واضحة، اتفاق الطائف وتثبيته، النأي بالنفس وآليته، وعدم التعرض للأشقاء العرب، اذ ان الكراهية التي ظهرت ضد الاشقاء العرب ليست سهلة، صحيح أن طرفاً واحدا في لبنان بدأ بها، وهو "حزب الله"، الا أن التعميم كان سيد الموقف، وبالتالي فإن زيارة امين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ، بعد بيان وزراء الخارجية العرب، كانت لوضع آلية لتخفيف التصعيد".
وأكد أحمد الحريري "أن تريث الرئيس سعد الحريري في تقديم الاستقالة يعتبر تعليقاً لقراره في انتظار تأمين الشروط التي تحدث عنها، وأهمها الحوار الجدي والمسؤول، وهو لم يحدد مدة زمنية لهذا للتريث"، لافتاً إلى "أن رئيس الجمهورية جدّي بعدم اجراء حوار الى الأبد، فهو يريد حدودا للوقت ومواضيع محددة".
وأشار إلى "أن "حزب الله" وسّع اعماله كثيرا منذ 2011 الى اليوم، ذهب الى ساحات لا تخدم رسالته التي اُنشئ عليها في محاربة العدو الاسرائيلي، والتي كنا كلنا معه فيها في تلك الفترة. هل يقارن "حزب الله" اين كانت صورته في العالم العربي واين اصبحت اليوم؟ حتى حرب تموز 2006 كان مقاومة وبندقية تقاتل عن كل العرب، وكان 90% من اللبنانيين معه ضد اسرائيل، ولكن اين اصبح اليوم بنظر هؤلاء الناس؟ اصبح جزءاً من مشروع ايراني غريب على المنطقة".
وقال :""حزب الله" كحزب هو لبناني، وابو عمار في عزه كان اكبر من "حزب الله" في لبنان، وايضاً "القوات اللبنانية" في موضوع السلاح الذي كان بحوزتها كان اكبر من سلاح الحزب، فليأخذ "حزب الله" العبر من تجربتهم في العودة إلى الدولة".
وأضاف :"حزب الله اليوم مثل الذي يرى الجدار ويصر على الاصطدام به. وإذا تمكن من تكسير أول جدار فهل سيستمر في تكسير الجدران ؟. الأكيد لا، لن يقدر على هذا الامر، وسيعود في نهاية الامر، ومن واجبنا أن ننتبه إلى ظروف عودته من أن يحمل مشاكل الخارج إلى الداخل".
واعتبر أن "هناك قراراً لدى جميع الاحزاب السياسية، ومن ضمنهم حزب الله، أن يكون هذا البلد مستقراً، لأن الناس من كل الطوائف تعبت، ووضعها الاقتصادي مهزوز. لذا، فإن "حزب الله" اليوم أمام خيارات صعبة وليس أمام خيارات سهلة".
وعلق على الخطاب الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" بالقول :"أضع كلام نصر الله مع مؤشرات تسارع العمل على حلول لأزمات المنطقة في الخانة الإيجابية من أجل تأمين طريق سليم للحوار السياسي في موضوع النأي بالنفس، مع التأكيد على أن كلام نصر الله لا يكفي ولا يطمئن مئة بالمئة، ولكن في مضمونه بعض المؤشرات الجديدة بخلاف خطاباته القديمة".
وأكد على ضرورة أن "يتم وضع "تايم لاين" للحوار بشأن النأي بالنفس، من اجل تحصين التسوية، وليس تضييع الوقت".
وشدد على أن "احدى اهم تقاطعات اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري انه وضع الالويات الاقتصادية لشعبه كي تكون هي الموجهة للسياسة التي يفترض ان يتبعها البلد، لان دخوله الى البلد كان من خلال مشروعه الاقتصادي والاجتماعي، قبل السياسي".
وقال :"علينا ان نعطي اشارة حتى يفهمها الناس بأن كل قوات ايران التي تسير مع الجيش العراقي ومع جيش النظام السوري يغطيها طيران التحالف الدولي ضد الارهاب، وعلينا أن نعي ان هذا التحالف الدولي ايضا لديه مصلحة في ان يستخدم هؤلاء الناس حتى ينتهي من موضوع الارهاب".
وأشار إلى أن "الادارة الاميركية الجديدة وضعت خطة للتخفيف من اندفاعة إيران، والرئيس دونالد ترامب هو من وضع الخطة وأعلنها، وبالتالي يجب انتظار المرحلة الثانية. هل ينحني الايراني مع العاصفة ويعود إلى الحصة التي يحصل عليها في هذه المنطقة ضمن التوازن ما بين قوى المنطقة من تركيا والمملكة العربية السعودية ومصر".
وشدد أحمد الحريري على أن "العلاقة مع المملكة العربية السعودية علاقة عضوية ومتينة وتاريخية وفيها توازن. تكهن الكثير من المحللين في الفترة الاخيرة حول علاقتنا بالمملكة، وانا اعود بهم إلى المثل الشعبي "ما حدا يفوت بين البصلة وقشرتها". هناك الكثير من المتضررين من أن تكون العلاقات على خير ما يرام بين لبنان والمملكة العربية السعودية التي ساهمت في وثيقة الوفاق الوطني. والمشكلة في لبنان هي في "حزب الله: والعبارات التي يستخدمها تجاه دول الخليج وتحديداً المملكة العربية السعودية، وهناك وعي لدى رئيس الجمهورية ان لضبط هذا الموضوع، وقد اقترحت ان يكون هذا الموضوع "اللفظي" نقطة في الحوار الذي سيحصل".
ورداً على سؤال، قال :"لم يستطع السوريون أن يجلسوا سوياً عبر الأمم المتحدة، فما بالهم يريدون التواصل بشأن موضوع النازحين مع نظام لا يتواصل مع 70% من شعبه؟ هذا الامر، المتصل بعودة النازحين، يحصل عبر الامم المتحدة".
ورداً على سؤال حول العلاقة بين "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" وحزب الكتائب وحلفاء 14 اذار، قال أحمد الحريري :" ستكون يد الرئيس سعد الحريري ممدودة للجميع، وخصوصاً رئيس الجمهورية، من ضمن الحوار الذي سيحصل. صحيح ان الرئيس الحريري قام بهذه التسوية، الا ان الخطوة الاساسية بوصول الرئيس ميشال عون الى بعبدا كانت وثيقة معراب، وليس فقط اعلان نوايا، الذي باركناه كاتفاق مسيحي – مسيحي، وهذه هي الحقيقة للتاريخ، علماً أن وثيقة معراب لم تتحدث عن النأي بالنفس أو عن سلاح "حزب الله"، وأقرب شيء إلى النأي بالنفس فيها كان البند الذي يتحدث عن سياسة خارجية مستقلة". 

  • شارك الخبر