hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

ندوة في انطلياس عن الاستقلال وتأكيد ان طريق عودة النازحين باتت سالكة

الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 12:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت الحركة الثقافية - انطلياس ندوة في الذكرى ال 74 للاستقلال، بعنوان "الاستقلال وتحديات المرحلة الراهنة"، في مقرها في دير مار الياس - انطلياس، شارك فيها عضو المجلس الوطني للبحوث العلمية علي فاعور متحدثا عن التحديات الديموغرافية ونواف كباره عن التحديات الجيوبوليتيكية وتوفيق كسبار عن التحديات الاقتصادية، وادارها الدكتور عصام خليفة.

بعد النشيد الوطني، تحدث خليفة عن النداء الذي اطلقه آباء القضية اللبنانية منذ سنة 1918 في مصر والذي طالبوا فيه بالاستقلال الحقيقي للبنان. وقد جاء في مضمونه: "الاستقلال يكون مطلقا من كل سيادة أجنبية، والدولة المستقلة لا ترضخ لأي وصاية خارجية. ومصلحة الدولة المستقلة أن تكون محايدة لا تدخل في عراك بل تدافع عن مصالح شعبها وراحتهم ضد أي معتدي. وعلى الشعب اللبناني ان يتوحد وألا ينقسم طوائف ومذاهب ومناطق واحزاب والمساواة بين جميع المواطنين.

وانطلاقا من هذه الثوابت التي حددها اباء القضية اللبنانية منذ مئة سنة تواجه دولتنا في المرحلة الراهنة التحديات التالية:
-التهديد من الدولة العبرية الطامعة في ارضنا ومياهنا، ومن المشروع الايراني الذي يعمل لمد نفوذه الاقليمي ومن النزق الوهابي الذي يتعامل مع رئيس حكومتنا باستخفاف، واستقلالنا مهدد بتيارات الارهاب على تنوع طبعاتها".

ثم تحدث كباره وقال:"لبنان يواجه تحديات اربعة خطيرة وهي:
التحدي الاول، هو تركيبة لبنان الطائفية الجالبة لكل التدخلات الخارجية حيث كل طائفة تعمل لتحسين واقعها السياسي ضمن الدولة على حساب مصلحة الوطن.
التحدي الثاني، هو انهيار منظومة الدول المحيطة بلبنان وخصوصا سوريا والعراق وما نتج عنه من انتشار الفوضى وتنامي الصراعات بين القوى الاقليمية والدولية على الساحتين العراقية والسورية، وقد انخرط فريقان لبنانيان في سوريا وبالتالي نقل اللبنانيون صراعاتهم الداخلية الى سوريا، فكانت النتيجة لذلك نقل التشنج السياسي الى لبنان وشل قدرة الدولة.
التحدي الثالث، هو في واقع الصراع العربي الاسرائيلي حيث أن هذاالصراع سلمي سينتج عنه تصادم في لبنان مع القوى الرافضة للحل بما يعنيه هذا الامر من تورط الطوائف في هذا الصراع ضمن التنافس على المواقع والسلطة.
التحدي الرابع، هو في مشروع اسلمة المشرق العربي تحت مظلة ولاية الفقيه في ايران وكيفية تعامل القوى السنية مع هذا المشروع والتحدي الخامس بداية ظهور مشروع الاسلام السني المنفتح والمعتدل وهو يطل برأسه في القاهرة والرياض يتحالف ضمني مع اسرائيل وبدعم اميركي".

وختم لافتا الى ان "ما نشهده اليوم هو انتقال السعودية من موقع الدفاع الى موقع الهجوم واول غيثه هو استقالة الرئيس الحريري".

بدوره شدد كسبار "على ان أي تحد اقتصادي لبناني هو في الاساس تحد سياسي بمعنى ان السياسة هي التي تحدد مسار البلد الاقتصادي"، وتحدث عن المراحل التي مر فيها الاقتصاد اللبناني منذ الاستقلال وحتى اليوم "حيث مر بفترات من النمو وصولا الى ما نحن عليه اليوم"، مشيرا "الى التحديات الاقتصادية التي هي في الاساس سياسية، حيث ان لبنان فاقد لقراره السياسي والعسكري منذ اتفاق القاهرة سنة 1969، وأي نمو هو ممكن ان يتم في ظل فقدان الاستقلال والسيادة لصالح مجموعات لها اهدافها وسياساتها الخاصة؟".

واضاف:"لا موازنة منذ 2005 ومشكلة النزوح السوري واستبداله للعمالة اللبنانية في كل القطاعات دون أي مساءلة قانونية"، لافتا "الى ان حجم القطاع العام كان يشكل 10 بالمئة من العمالة اللبنانية الاجمالية لكنه وصل اليوم الى 25 بالمئة وغالبية التوظيف بناء لمنافع سياسية".

اما فاعور فقال :"في الذكرى الرابعة والسبعين لإستقلال لبنان، وبعد مضي 100 سنة على إعلان دولة لبنان الكبير، يواجه لبنان اليوم تحديات ديموغرافية غير مسبوقة يمكن تقسيمها الى مجموعتين:
الأولى: تتعلق بتراجع النمو الطبيعي للسكان وتناقص عدد اللبنانيين وشيخوخة السكان.
الثانية: نتيجة الإنفجار السكاني الحاصل، حيث تحول لبنان إلى مخيم كبير يضم نحو ثمانية ملايين ساكن".

ولفت "الى ان السلطة السياسية أهملت تنظيم الجغرافية، فقد تم إهمال تنظيم الأراضي في الداخل، ولم نترك شيئا لأولادنا الذين هاجروا للبحث عن وطن، وخلال سنوات فقد تم تخريب الطبيعة الجبلية الفريدة، وتحول لبنان عن الزراعة والإنتاج إلى تصدير الموارد البشرية والعقول والمهارات".

واشار "الى أنه يعيش في لبنان اليوم نحو ثمانية ملايين ساكن، بحيث أن نحو نصف المقيمن على الأراضي اللبنانية هم من غير اللبنانيين، فهو بمثابة مخيم كبير يضم النازحين السوريين وعددهم يزيد على 2,5 مليون نسمة. ومخاطر سياسة الإندماج والتوطين التي كانت معتمدة منذ عام 1949 لتوطين اللاجئين الفلسطينيين وإلغاء حق العودة، والتي تعتمدها المفوضية العليا للاجئين والمنظمات المشاركة اليوم، حيث يتوزع النازحون في أكثر من 2500 محلية وعشوائية على إمتداد الأراضي اللبنانية".

وقال:"كذلك جرت عدة محاولات لإرغام لبنان على إعطاء وثائق وتجنيس النازحين مما يمهد لعملية التوطين، وذلك في مؤتمري برلين وجنيف (عام 2014)، ثم تكررت محاولات التوطين في مؤتمر نيويورك عام 2016، وبعدها أيضا بطلب من الرئيس الأميركي ترامب في مؤتمر نيويورك 2017، لكن خطاب الرئيس اللبناني ميشال عون في الجمعية العامة للأمم المتحدة أكد على رفض توطين النازح واللاجىء".

ورأى "أن الأولوية اليوم هي لمعالجة ملف النازحين كما يحصل في غالبية البلدان الأوروبية وخصوصا في المانيا، بحيث أن طريق العودة قد باتت سالكة وهي بحاجة إلى توافق داخلي وقرار سياسي موحد، وذلك على قاعدة أن إنشاء مناطق آمنة في سورية وبرعاية دولية كما يجري اليوم، تقابلها عودة آمنة للنازحين في لبنان".

  • شارك الخبر