hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الرياشي: لن نسمح لاحد بالتطاول على الاعلاميين

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 18:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 أكد وزير الإعلام ملحم الرياشي ان "الحرية هي عنوان لبنان وعنوان الاستقلال وعنوان الإعلام، وحاول الكثيرون التلاعب بهذه الحرية"، مشيرا الى انه "لن يسمح بأن يساق مارسيل غانم الى التحقيق لأنه شاهد يدير حلقة، ولم يوجه أي إساءة لأحد، والمسيء يحقق معه ويحاكم، أما المدير فلا يحاكم ولا يحقق معه ولا ذنب عليه"، وقال: "الامر الوحيد الذي نقبل به استثنائيا،أن نوحد وسائل الاعلام إذا كانت القضية تتعلق بالامن القومي، كحرب الجرود". واكد انه "مع التنوع وحرية الاختلاف لكن ضد الخلاف، ومع حرية التعبير عن الآراء، فلا حرية من دون تواصل ومن دون قبول الآخر".

موقف الرياشي جاء خلال زيارته اليوم المدرسة المركزية - جونيه بدعوة من رئيسها الأب طوني سلامه، الذي كان في استقباله على مدخل المدرسة مع مديرها العام الأب وديع السقيم وآباء المدرسة ومديريها ورؤساء روابط الأهل والقدامى والأساتذة وفاعليات تربوية وطلاب.

وفور وصوله، عزف له كشاف المدرسة نشيد الاستقبال، واستعرض التحية الكشفية، وبدأ زيارته بلقاء مع طلاب المدرسة ركز على واقع الإعلام اللبناني.

افتتاحا، أغنية وطنية أعدها خصيصا للمناسبة طلاب المدرسة، بإشراف الفنانة كاتيا حرب. ثم كانت مداخلة تمهيدية لأحد خريجي المدرسة، رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحر" أنطوان مراد، تناول فيها ذكرياته في هذا الصرح، مشيدا بشفافية الوزير الضيف ومناقبيته.

وقال الرياشي: "أنا سعيد بوجودي معكم، وفخور بأني في يوم من الأيام بعد استلامي وزارة الاعلام وقعت اتفاقا مع الأب بطرس عازار والمدارس الكاثوليكية لإنشاء أندية للاعلام والتواصل والحوار للمدارس الكاثوليكية بالاتفاق مع وزارة الاعلام. ومع محبتي واحترامي لكل المدارس في لبنان الرسمية والخاصة، أعتبر أنه لولا المدارس الكاثولكية لا وجود للبنان".

أضاف: "إن الشباب المتخرجين من المدارس الكاثولكية، إضافة إلى المتخرجين من بقية المدارس، رفعوا اسم لبنان، فيجب أن ترفعوا رأسكم عاليا، ونحن نرفع القبعة تحية لكم".

وتابع: "هناك 3 أمور تحيي لبنان الذي تعرفونه، و3 أمور تقتله، فالأمور التي تحييه هي حب الحياة والحوار والحرية. أما الأمور التي تقتله فهي الجوع والجهل والجندرما. نحن لسنا اذكى من البابا يوحنا بولس الثاني عندما قال لبنان رسالة حق وحرية وأكثر من وطن، فهذا لبنان الذي نؤمن به ونسعى إلى تحقيقه".

وتابع: "أتيت إلى وزارة الإعلام، واتخذت قرارا بإلغائها وتحويلها إلى وزارة حوار وتواصل. واليوم، تولد هيكلية جديدة في وزارة الاعلام، وأتمنى أن يساعدني الوقت لإنجازها، وتصبح لديكم وزارة جديدة للتواصل وقاعدة لتصبح بيروت عاصمة للحوار بين كل المختلفين في العالم سواء أكانوا شعوبا أم أبناء بلد واحد. صحيح أن الاعلام ينتج حرية، والحرية تنتج إعلاما، لكن هناك معاناة كبيرة مع الحرية في زمننا الحالي".

وأردف: "لا تخافوا على المستقبل لأن بعد العتمة يأتي الضوء، يجب أن نجاهد ونعمل ولا نخاف ولا نستسلم، وسنبقى منارة المشرق ومنارة هذا الوطن، وسسنبقى في هذا البلد، ولن نتركه مهما حصل. الحرية هي عنوان لبنان وعنوان الاستقلال وعنوان الإعلام، وحاول الكثيرون التلاعب بهذه الحرية. في القانون اللبناني يمنع الاعتداء على دولة شقيقة والاساءة لها، وبعض الصحف يسيء لدولة شقيقة والصحافي لأنه يدير حلقة تلفزيونية يحاولون سوقه مخفورا للتحقيق، ولن أسمح لا اليوم ولا غدا، بأن يساق مارسيل غانم الى التحقيق لأنه شاهد يدير حلقة، ولم يوجه أي إساءة لأحد، والمسيء يحقق معه ويحاكم، أما المدير فلا يحاكم ولا يحقق معه ولا ذنب عليه، والامر الوحيد الذي نقبل به استثنائيا أن نوحد وسائل الاعلام إذا كانت القضية تتعلق بالامن القومي، كحرب الجرود".

وقال: "نحن مع التنوع وحرية الاختلاف لكن ضد الخلاف، ومع حرية التعبير عن الآراء، فلا حرية من دون تواصل ومن دون قبول الآخر، ولا يمكننا الاعتراف بالآخر قبل التعرف عليه، ويجب ألا نخاف من التعرف على الآخر المختلف عنا، فهو جزء منا وأخ لنا، ودائما نقول "أوعى خيك"، ولا نقول "أوعى حالك"، خيك في المسيحية والاسلام، ف"أوعى خيك" هي الكلمة السحرية التي تنقذ لبنان".

وذكر ب"الرئيس فؤاد شهاب، الذي كان مديونا وفقيرا كوزراء القوات"، وقال: "ليس عيبا أن يكون السياسي فقيرا، بل العيب أن يجمع اموالا من السياسة. الكرامة التي صنعها فؤاد شهاب نتعلم منها، كما تعلمنا من مدرستنا السياسية أن نكون كما نحن قبل السياسة وبعدها. تحية لأجهزة الرقابة التي أنشأها الرئيس شهاب، ونحاول أن نحييها اليوم، والدولة التي لا تراقب مالها يسرق، والشعب يفتقر، والدولة التي لا يبنيها شعب لا تصبح دولة".

سئل: هل يتقيد الإعلام بمضمون القانون 382؟ وما هو دور المجلس الوطني للاعلام؟

أجاب: "تتقيد وسائل الإعلام بالحد الأدنى بالقوانين المرعية الإجراء، ولكن يجب ألا نخاف إذا لم تتقيد بالحد الأقصى لأن هذه القوانين أنجزت وحققت في مراحل من التاريخ، وتحتاج الى تحديث وتطوير، لتواكب التكنولوجيا التي هي أسرع من القوانين. يجب الالتزام بآداب المهنة وعدم الإساءة للاخر، أنا أؤيد الحرية إلى شفير التفلت، ولكن مع حماية آداب المهنة تجاه الآخر".

سئل: كيف يمكن الوصول إلى إعلام مسؤول؟

أجاب: "في لبنان جزء كبير من إعلامنا مسؤول، والجميع يستضيف من كل الفئات والاطراف، باستثناء البعض منها".

سئل: هل تحملون مشروع قانون لحماية حرية التعبير في الوسائل الاعلامية؟ وما مصير وسائل الاعلام المكتوبة، في ظل تنامي وسائل الاعلام الالكترونية؟

أجاب: "هناك مشروع جديد للاعلام، وتجري التعديلات اللازمة لتعديل كل القوانين، التي تهتم بالاعلام الالكتروني. إن حرية التعبير مصانة بالدستور وبالميثاق الوطني الذي تأسس لبنان على أساسه، فالحرية هي جزء من كينونة لبنان، لكن الاساءة للآخرين امر ممنوع، وأتواصل مع وزير العدل لانشاء محاكم موجزة أو مختصرة لاصدار الاحكام بالسرعة الممكنة، أي خلال شهر أو شهرين".

سئل: تخضع الافلام السينمائية إلى رقابة الامن العام المسبقة، فإلى متى ستبقى هذه الرقابة سيف مصلتا على الحرية الاعلامية؟

أجاب: "إن الرقابة على الأفلام السينمائية يجب أن تكون من اختصاص وزارة الثقافة، لا وزارة الاعلام التي يجب أن تلغى، ولا الامن العام. وبالنسبة إلى فيلم قضية رقم 23 لعادل كرم، فنوقش في مجلس الوزراء على خلفية تصويره في اسرائيل، وانا وقفت الى جانب زياد الدويري، وكنت رافضا كليا ايقاف الفيلم أو ايقاف زياد الدويري او المساس به بأي شكل من الاشكال. نحن لا نقبل بأن يهان في لبنان ويكرم في كل العالم".

سئل: الإعلام يجب ان يحرر من الضغطين السياسي والمالي، فما مدى تطابق هذه الافكار التي نصت عليها شرعة حقوق الانسان مع واقع الاعلام اليوم؟

أجاب: "لا تطابق كبيرا بين الاعلام اليوم والشروط التي تصفينها، لأن الاعلام في جزء كبير منه خاضع للمال السياسي ولأزمة السوق المالية الكبيرة التي يغرق فيها. تقدمت ب6 مشاريع، وهي موجودة أمام رئيس الحكومة، ومطلوب من الهيئة الاقتصادية التابعة لرئاسة الحكومة أن تدرسها لدعم الاعلام في كل اشكاله، لا سيما الورقي، لكي يتمكن من الانتقال خلال سنتين الى الاعلام الالكتروني، وحتى لا نخرب بيوت مؤسسات قائمة على الاعلام الورقي، التي هي بحاجة الى وقت للانتقال الى الاعلام الالكتروني".

أضاف: "إن حرية الاعلام تعود إلى الصحافي نفسه، لا سيما أن الصحافة قدمت على مذبحها صحافيين كبار شهداء أمثال جبران تويني وغيره من أجل الكرامة التي إن ذهبت ذهب لبنان".

سئل: وعدتم بتحويل وزارة الإعلام إلى وزارة حوار وتواصل، فأين أصبحت الهيكلية؟ وماذا عن تلفزيون لبنان؟

أجاب: "بالنسبة إلى الورشة الإعلامية التي وعدت بها أصبحت في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، لكن المسار يتطلب اجراءات معينة تبدأ من تحضير الوزير مشروع قانون، ثم يقدمه الى مجلس الوزراء، وبعده الى مجلس النواب. لقد أرسلت 7 مشاريع قوانين منذ آذار الماضي الى مجلس الوزراء لدعم الاعلام الخاص التلفزيوني والمكتوب والاذاعي والالكتروني. كما اسسنا في هذه المشاريع لنقابة جديدة للمحررين أقرت في مجلس الوزراء، وهي الآن على طاولة رئيس الحكومة لاحالتها على مجلس النواب. وتؤمن هذه النقابة للمحررين الحصانة النقابية، والحد الادنى من التعاقد مع المؤسسات الاعلامية. كما تؤمن صندوقا تقاعديا وصندوق تعاضد صحيا. نقابة المحررين هي نقابة اساسية لتحمي حقوق المنتسبين اليها".

أضاف: "بالنسبة إلى تلفزيون لبنان شكلت مجلس إدارة، وأحلت الأسماء على مجلس الوزراء منذ 5 أشهر، ولم يصدر لأسباب سياسية. لقد أتممت عملي بدرجة عالية من الشفافية، انطلاقا من الامتحان الذي خضع له المرشحون لرئاسة مجلس الإدارة في مجلس الخدمة المدنية، ورفعت 3 أسماء الى مجلس الوزراء لاختيار واحد منهم، والثلاثة لا اعرفهم، وهذه الطريقة هي الوحيدة لبناء المؤسسات. إن مشروع تلفزيون لبنان يتضمن برامج خاصة بالمغتربين وأخرى ثقافية، وبرامج عن تاريخ لبنان والعالم وغيرها. مشروع تلفزيون لبنان الأكبر هو أن يصبح مقر الحازمية للانتاج، ولكن للاسف مشروع تلفزيون لبنان لا يزال في الادراج، وأدعوكم إلى الوقوف بجانبي لنقول للحكومة نريد تلفزيون لبنان".

وختم شاكرا الطلاب على الفيلم الوثائقي الذي أعدوه عن محاور الإعلام "بأمانة وأخلاقية وموضوعية".

ثم سلمه الأبوان سلامه والسقيم درع المدرسة المركزية، وسجل الوزير كلمة في السجل الذهبي، لينتقل الحضور الى متحف ومكتبة فؤاد شهاب عشية عيد الاستقلال للوقوف أمام باني الدولة ومؤسساتها، حيث جال الرياشي في أرجاء المتحف شاكرا المدرسة والرهبانية "على جهودهما وقرارهما الجريء تحويل المنزل الى ذاكرة للتاريخ وملتقى فكري تخليدا لمؤسس الجيش وصانع الدولة".

وتوجه وصحبه الى صالون الشرف حيث كان في استقباله الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم والمدبر العام الأب جوزف القمر وأمين السر العام الأب ميشال بو طقه ولفيف من الآباء الرهبان والحضور. وبعد تبادل الآراء والوقوف على المستجدات، هنأ الوزير الأب العام على إنجازات هذا الصرح التربوي "الذي يعكس صورة الرهبانية"، لينتقل الجميع بصحبة الأب العام الى تناول طعام الغداء على شرف الوزير ومعاونيه.

  • شارك الخبر