hit counter script

مقالات مختارة - دموع الاسمر

ازمة الحريري حسنت واقعه الشعبي في طرابلس والشمال

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 06:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

في الايام القليلة التي مضت وفي خضم ازمة احتجاز الرئيس سعد الحريري في السعودية طفا على سطح الحياة السياسية في دوائر طرابلسية محدودة اسم بهاء الحريري شقيق الرئيس الحريري...
ولوحظ ان همسات في كواليس الحياة السياسية الطرابلسية تدور حول احتمال ترشح بهاء الحريري في طرابلس عن احد مقاعد السنة في المدينة متحالفا مع اللواء اشرف ريفي...
هذا الاحتمال بقي لايام في التداول وقد ورد اسم ريفي مترافقا مع اسم بهاء الحريري نظرا للصداقة المتينة التي تربط بين الرجلين وكون هذه العلاقة لم تنقطع باعتراف ريفي وانها تكونت منذ زمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع بهاء وفي الوقت عينه مع الرئيس سعد الحريري...
هذه الفرضية ـ فرضية ترشح بهاء الحريري ـ انهتها عائلة الحريري منذ أن رفضت العائلة كلها تلبية الدعوة السعودية الى الرياض لـ«مبايعة» بهاء الحريري بديلا عن الرئيس سعد الحريري، كما كان للموقف الذي اطلقه وزير الداخلية نهاد المشنوق الصدى الكبير والوقع القوي لدى السعوديين حين قال «لسنا قطيع غنم» ولسنا «قطعة ارض»...
مشهد امس في اللقاء الحار جدا بين النائبة بهية الحريري والرئيس الحريري في باريس اختزل الكثير من القرارات والمواقف وجاء ردا على ما قيل وأشيع حول مبايعة بهاء او ردا على الطلب السعودي وكان لاحتضان النائبة بهية ما يكفي لتأكيد المؤكد بما عاناه الحريري في السعودية، وبالتالي فان انتقال بهية الحريري الى باريس هي ونجليها نادر واحمد وليس الى الرياض كاف للاجابة عن كثير من التساؤلات...
لذلك لم تعد دوائر طرابلسية تنتظر استفاضة في ترشيح بهاء الحريري وقد سقط هذا الاحتمال في حسابات هذه الدوائر، غير ان الطرابلسيين ينتظرون عودة الحريري بصبر نافد للوقوف على مواقفه عما اذا كانت هي نفسها حيال الاستحقاق الانتخابي في دوائر الشمال الانتخابية ام انها ستتغير... كما تثير اوساط طرابلسية تساؤلات عما اذا كان الحريري سينشىء تحالفات جديدة في الشمال ام سيبقى على ما تم تداوله في السابق قبل الازمة؟.
تشير مراجع طرابلسية الى ان ازمة الحريري في السعودية وفرت له زخما على الساحة الطرابلسية لم يستطع قادة التيار الازرق توفيره رغم كل الجهود التي بذلت ورغم قيام الحريري بأكثر من زيارة الى طرابلس قبل الازمة وفي كل زيارة كان يزداد احباطا واكثر اقتناعا بضرورة تأجيل الاستحقاق الانتخابي. غير ان ازمته في السعودية حسنت من واقعه الشعبي في طرابلس والشمال قياسا الى واقعه السابق وقد لوحظ ذلك من خلال تبدل مواقف العديد من فاعليات المدينة ووقوفها الى جانبه في محنته وهم فئتان:
ـ فئة وقفت معه وانحازت اليه لانها اعتبرته مظلوما ومقهورا من دولة يفترض ان تكون راعية له في السراء والضراء وهي فئة حصرت اهتمامها بفك اسره وليس بما اعلنه من مواقف وفي طليعة هؤلاء حركات اسلامية معتدلة ناشطة طرابلسيا كحركة التوحيد الاسلامي ورجال دين ينتمون الى دار الافتاء في بيروت .
ـ وفئة شعبية اعجبت بخطابه العنيف في كتاب الاستقالة فاعتقدت انه عاد الى لغته السابقة ناسفا التسوية التي اوصلت الرئيس عون الى سدة الرئاسة والتي هادن فيها حزب الله وهذه الفئة تضم قوى اسلامية متشددة موالية للسعودية وبعض رجال الدين الموالين المرتبطين بالنهج السعودي.
ولاحظت الاوساط في طرابلس ان الحريري اصبح مدينا للرئيس ميشال عون في جهوده الجبارة التي قام بها لتحريره من الاسر السعودي وان الرئيس عون قام بهذه الخطوات من مبدأ وطني سيادي ولا بد للحريري ان يرد له الجميل، وهذا ما تتوقعه الاوساط السياسية بعامة مما سينعكس على التحالفات الانتخابية في حال استئنافه العمل السياسي بعيدا عن المؤثرات السعودية المستجدة، وان طرابلس ودوائر الشمال سوف تشهد ولادة تحالفات جديدة على هذا القياس الا اذا بقي الحريري تحت تأثير السعودي وضغطه ما دام نصف عائلته لا تزال في الرياض...
المهم في كل ذلك ان اسم بهاء في طرابلس توارى من جديد اذ لم يجد له موطىء قدم في طرابلس وان الشمال ينتظر خارطة سياسية جديدة في الايام القليلة المقبلة ولا يعني هذا ان الحريري تقدم على الرئيس ميقاتي بل لا يزال موقع نجيب ميقاتي في الطليعة والى جانب موقع اللواء ريفي مع تحسن ظروف الحريري بالمقارنة مع الحالة السابقة للازمة.

  • شارك الخبر