hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - هيام عيد

سيناريوهات للخروج من المأزق الحكومي واستقرار لبنان خط أحمر

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 06:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار
مع عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، تكتمل الحلقة الأخيرة الناقصة في «بازل» الإستقالة الحكومية، لتقف الساحة الداخلية مجدّداً أمام أزمة ما بعد العودة، وبالتالي، أمام تحدّي التعاطي مع المرحلة السياسية الجديدة، كما وصفها مصدر وزاري قريب في تيار المستقبل، إذ اعتبر أن هذا المسار سيستمر في بيروت على إيقاع نهج إقليمي، وتحديداً عربي جديد، بات يعتبر أن الأدوار الإقليمية لـ«حزب الله» تشكّل العنوان الأساسي لأزمة الإستقالة، وذلك في موازاة جوانب تفصيلية أخرى مرتبطة بإقامة الحريري في الرياض في الأسبوعين المنصرمين. ويعتبر المصدر الوزاري أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كما سائر المرجعيات، سيكونون أمام عملية صعبة في محاولتهم لتشكيل حكومة جديدة، فيما لو رفض الحريري البقاء في بيروت للإستمرار في تصريف الأعمال خلال الفترة الفاصلة عن موعد الإنتخابات النيابية.
وفي هذا السياق، تحدّث المصدر نفسه عن وجود أكثر من تصوّر لكيفية الخروج من المأزق الحكومي، معتبراً أن السيناريو الناجح يقضي بأن يطلق رئيس الجمهورية حواراً مباشراً مع «حزب الله» لا يكون هدفه فقط تجديد وتثبيت عنوان «النأي بالنفس» عن صراعات المنطقة، بل يسعى إلى تغيير الإنطباعات العربية، كما الدولية عن الحزب وعن الحكومة اللبنانية.
وأكد المصدر أن التعاطي بواقعية مع الأزمة التي بدأت باستقالة الحريري، يفترض عدم الوقوف فقط عند الظروف الخارجية، وتحديداً الإقليمية، التي قد تكون دفعت نحو حصولها، وبالتالي، الإكتفاء باعتبار الأزمة منتهية مع عودة الحريري إلى بيروت. وأوضح أن الإحاطة بكل ما سجّل من مواقف دولية تجاه لبنان على هامش أزمة الإستقالة، وفي مقدمها الموقف الأميركي، باتت عملية ملحّة اليوم. وأضاف أنه من الثابت لدى واشنطن أن استقرار لبنان خط أحمر بالنسبة لكل الأطراف الداخليين والإقليميين، ولكن في الوقت نفسه، فمن الواضح أن الإدارة الأميركية، وعبر بياناتها، مستمرة في المرحلة الثانية من عقوباتها ضد «حزب الله»، وبالتالي، فإن الضغط لن يتوقّف حتى يتحقّق بشكل فعلي مبدأ «النأي بالنفس» من قبل الحزب عن كل أزمات المنطقة.
وإذ وجد المصدر الوزاري القريب من تيار المستقبل أن عواصم القرار الغربية تتفهّم أن الحكومة اللبنانية غير قادرة على التعاطي مع أزمة انتقال الصراع الإقليمي إلى لبنان، لفت إلى أن إبعاد لبنان عن هذا الصراع يجب أن يكون من خلال القرار الواضح، وليس عبر التصريحات الإعلامية. وبالتالي، فقد أكد المصدر الوزاري نفسه، أن العمل على إحياء التسوية السابقة، وانطلاقاً من الأسس التي قامت عليها منذ الإنتخابات الرئاسية، لن يؤدي سوى إلى تكرار سيناريو المأزق الحكومي الحالي، وذلك بصرف النظر عما إذا كان الحريري سيعود عن استقالته أو يشكل الحكومة الجديدة، أو حتى يسمّي شخصية سنّية لتولّي الحكومة التي ستجري الإنتخابات النيابية، وذلك كما بدأ يطرح في الكواليس.
وفي ضوء التصعيد الإقليمي، توقّع المصدر أن تستعيد الساحة الداخلية واقع الإنقسامات السابقة فيما لو فشلت الجهود في إيجاد اتفاق سياسي داخلي يحقّق التوازن الفعلي بين كل الأطراف ويراعي الواقع الإقليمي المتوتّر، ويؤمّن حماية لبنان من أتون النار المندلعة في جواره، خصوصاً فيما لو تقرّر تحويله إلى صندوق بريد في مرحلة ما بعد القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي.

  • شارك الخبر