hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ناتالي اقليموس - الجمهورية

حرّاس العدالة إقترعوا... إندريه الشدياق نقيباً للمحامين

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 06:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إنتخب إندريه الشدياق نقيباً للمحامين في بيروت بـ2459 صوتاً، مقابل 1492 صوتاً للمرشح عزيز طربيه، مع تسجيل 203 أوراق بيضاء. عرس ديموقراطي شارك فيه أكثر من 4000 محام لانتخاب نقيب جديد وأربعة أعضاء جدد في مجلس النقابة خلفاً للذين انتهت ولايتهم. معركة إختلط فيها الانقسام السياسي، وتَجيّرت فيها الاصوات مراراً، وتعددت كلمات السرّ فيها. معركة أكثر من حامية جرت إلكترونياً للمرة الثانية في تاريخ النقابة، من الإقتراع، إلى الفرز وصولاً إلى إعلان النتائج.
أمس، أكّدت نقابة المحامين انها ليست فقط أم النقابات بل أمّ المعارك الانتخابية، إذ شهدت انتخابات على مرحلتين: الاولى عضوية والثانية على منصب النقيب، تنافس فيها 19 مرشحاً، بعدما انسحب مرشح «القوات اللبنانية» المحامي فادي مسلم.

في التفاصيل

كادت أروقة نقابة المحامين وبهو قصر العدل والباحات المحيطة أن تضيق بصوَر المرشحين وبنبذات عن سيَرهم الذاتية ومشاريعهم الانتخابية. «بروشورات»، كتيّبات، صور... زرعوها في كل زاوية إستعداداً للمعركة ولاجتذاب مناصرين، خصوصاً المستقلّين منهم.

واستهلّ اليوم الطويل باجتماع عقدته الجمعية العمومية للنقابة برئاسة النقيب أنطونيو الهاشم، في حضور نقباء المحامين السابقين وأعضاء مجلس النقابة ولجنة التقاعد والمحامين المشاركين. بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد المحامين، قرأ الهاشم بيانه النقابي الذي عدّد فيه الانجازات التي حققها على الصعيد الوطني النقابي والمهني والصحي.

بعدها، قرأ امين صندوق النقابة المحامي بيار حنا البيان المالي، وعَدّد فيه المصاريف والمداخيل وموازنة النقابة وقطع الحساب، كذلك فعل امين صندوق لجنة التقاعد المحامي سمير شبلي.

فيما بَدا المرشحون كلَولب يغزلون منذ الصباح الباكر بين زملائهم المحامين مُلقِين التحية على ذاك، مطمئنين إلى فلان، مبتسمين، مواكبين كل «شاردة وواردة». منذ الساعات الاولى بَدت المعركة حامية، ومعظم المقترعين على عجلة من أمرهم وهم متوجهون إلى خلف الستارة، «اليوم أحد وعيلتي بالسيارة»، فيما التحليلات تعلو من كل حدب وصوب: «إذا انسحب فلان تَتجَيّر الاصوات لفلان»، و»من الجولة الاولى بينقَرا عنوان الجولة التانيه»، وغيرها من التحليلات.

الجولة الاولى

قرابة الثانية عشرة والنصف إنتهت المرحلة الاولى من المعركة على العضوية، وأعلن الهاشم فوز ندى تلحوق، مرشّحة الحزب «التقدمي الإشتراكي»،
بـ 1935 صوتاً، اندريه الشدياق 1893 صوتاً، عزيز طربيه، المستقلّ المدعوم من حزب الكتائب، بـ 1801، فادي بركات مرشّح «التيّار الوطني الحر»، بـ 1765 صوتاً، كأعضاء أصيلين في مجلس النقابة وأسعد سعيد عضواً رديفاً. (ولاحقاً، إنسحب نقيب المحامين أنطونيو الهاشم للمحامي أسعد سعيد فور إعلانه فوز النقيب الجديد للمحامين، فأصبح سعيد عضواً أصيلاً في مجلس النقابة).

وعلى أثر فوزها كعضو في مجلس النقابة، قالت تلحوق لـ«الجمهورية»: «ليست المرة الأولى التي أفوز فيها كعضو مجلس نقابة، لا شك أنها مسؤولية كبيرة وتحدّ لا يمكن التراخي فيه تجاه ثقة زملائي ومحبتهم لي، «بَدّي كون بحَجم الموقع».

ولا تُنكر تلحوق انّ تحديات نقابة المحامين جَمّة حَيال ما يختبره لبنان، قائلة: «لنقابتنا دوران: وطني ومهني. بالنهاية هي ليست جزيرة منعزلة عن البلد إنما تتأثر بالازمات التي تتراكم، ولكن نحاول قدر المستطاع كمحامين إظهار الصورة الديموقراطية والجامعة عن هذا البلد كنقابة محامين تضمّ من مختلف الطوائف والمذاهب والمناطق، ونتمنى ظروفاً أفضل لنتمكن من تحقيق مشاريعنا كافة».

فيما أعلنت مفوضية العدل في الحزب «التقدمي الإشتراكي» بعد فوز تلحوق: «مرة جديدة يُثبت الحزب «التقدمي الاشتراكي» حضوره في الاستحقاقات الديموقراطية، التي يؤكد من خلالها تمسّكه بالمؤسسات النقابية الوطنية، التي تعكس التنوّع الذي يقوم عليه لبنان وتشكّل ركيزة اساسية للحوار في المجتمع».

وتابعت في البيان: «إنطلاقاً من هذه الرؤية، كان ترشيح الحزب للمحامية تلحوق الى مجلس نقابة المحامين، والتي شكّل فوزها بأعلى نسبة أصوات تأكيداً على النهج الذي يسلكه الحزب في تعاطيه مع القضايا والشؤون الوطنية والنقابية على اختلافها».

الجولة الثانية

إنطلقت الجولة الثانية من المعركة على منصب النقيب، وانحسر فيها التنافس بين أندريه الشدياق وعزيز طربيه، بعد انسحاب فادي بركات ووجيه مسعد. وقبَيل الاقتراع، تلقى المحامون سيلاً من الرسائل القصيرة التي انقسمت بين الداعمة للشدياق ولطربيه.

إلّا انّ فوز الشدياق سرعان ما ارتسم، بعدما جَيّر «التيار الوطني الحر» أصواته له، بالاضافة إلى حصوله على أصوات «التقدمي الاشتراكي»، و»الوطنيين الاحرار» والمستقلّين.

كذلك، نَيله أصوات حزب «القوات اللبنانية»، وفق ما أكّدته مصادر «القوات» لـ«الجمهورية بالقول: «بعد انسحاب مرشحها المحامي فادي مسلم عن مركز نقيب المحامين وتركها حرية الخيار، أعطَت كلمة السر للمنتسبين والمؤيّدين من أجل دعم انتخاب المحامي أندريه شدياق لمركز نقيب».

وقرابة الثانية والنصف أقفلت صناديق الإقتراع، وجلس النقيب السابق أنطونيو الهاشم أمام الحاسوب في وسط المنصّة، وبجواره المرشحين الشدياق وطربيه والنقباء السابقين وأعضاء مجلس النقابة، فيما انتشر المحامون في بهو القصر يتابعون إعلان النتائج على شاشات ضخمة.

مَرّت نحو 10 دقائق من دون أن تظهر النتائج، فبدأ البعض يَتوهّم، وعَلت التعليقات: «معقول تعطّل البرنامج؟» «بسيطة ننتظر، في الماضي كنّا نحتسب على الورقة والقلم ونعدّ الأوراق باليد».

وعند الثالثة إلّا ربعاً، صَدح صوت الهاشم في أرجاء القاعة متحدّثاً على الميكروفون أمام عدسات الكاميرات: «النتائج النهائية لانتخابات المحامين، فوز الاستاذ أندريه الشدياق». على الفور عَلت هيصة المحامين الذين استسلموا للتصفيق الحار، مُردّدين: «مبروك نقيب».

ثم ألقى الهاشم كلمة هنّأ فيها المحامين «بالمسؤولية وبعُرس الديمقراطية»، قائلاً: «أسلّم الأمانة مُرتاح الضمير، وأبقى حاضراً كلما دعاني الواجب»، وتوجّه إلى الشدياق بالقول: «يشاء القدر أن تقود في عهدك احتفالية المئوية الأولى لنقابة المحامين في العام 2019، أي قبل أشهر من احتفالنا بمئوية دولة لبنان الكبير. لكنّ الولادتين لم تتزامنا بمَحض الصدفة، فالمحامون الذين أسّسوا النقابة عام 1919 هم أيضاً قادة الوعي والرأي والنضال الذي أثمَر دولة لبنانية في العام 1920».

وأضاف: «لنقابتنا يدٌ في إنقاذ الدولة من الفراغ والشغور، رفعنا الصوت عالياً مع قوى المجتمع اللبناني حتى صار لنا قانون جديد للانتخابات النيابية، وحصلت التشكيلات القضائية التي نحكم على نتائجها لا على الظروف»، متمنياً للشدياق التوفيق: «تَسلّح بمجد النقابة لتضيف إليه مجداً. أدعو لك بالتوفيق وللوطن بالسلام».

الكلمة الأولى للشدياق

بعدها، ألقى الشدياق كلمة إستهلها بتوجيه تحية إلى المرشحين فادي بركات ووجيه مسعد، اللذين بانسحابهما «أعادا ما كنّا نحن كمعشر محامين مُعتادين عليه من حيث أن تجرى دورة انتخاب نقيب في ثنائية بين مرشّح وآخر». وأضاف: «اليوم معكم تحقّق الفوز، ولكن يبقى الأهم ان يتحقق النجاح لكم وللنقابة، إذ انّ هذه المهنة اقتضيناها على أنفسنا واتخذناها رسالة للعدالة والوطن، وجعلنا منها أمّاً وأباً ومنزلاً ومكتباً.

تعرفون صوتي، صامتاً كنتُ أو متكلماً، وأنتم تعرفون أنّ النقابات التي شهدت على إعلان دولة لبنان الكبير والتي رافقت مسيرة الجمهورية من وضع الدستور الى الإستقلال، إلى السهر على وحدة الأرض والتمسّك بالكيان، كانت وستبقى قوية قادرة، مُقتدرة، مستعدة لاستشراف مراحل المستقبل ومتطلّعة لغد أفضل بشابّاتنا وشبابنا. عشتم وعاشت النقابة».

بعدها، شقّ الشدياق صفوف المحتفلين متوجّهاً إلى مكتب النقيب في الطابق الاول، ليستقبل المهنئين. وفي هذا السياق، أعرب الشدياق لـ»الجمهورية» عن ارتياحه وغبطته، قائلاً: «الانتخابات حرة، تمّت بمهنية بالدرجة الاولى. كلّ من شارك فيها حَكّم ضميره، سواء من صَوّت لي أو لم يدعمني». وأضاف: «غداً يوم جديد، يوم العمل والمباشرة بتكوين مكتب جديد للمجلس. بعدها، يتم توزيع المهام والمباشرة بصلاحياتنا».

محامو الشمال
وتزامناً مع المعركة الانتخابية في بيروت، شهدت نقابة المحامين في الشمال انتخابات فرعية لاختيار عضوين لمجلسها عن الطائفتين الإسلامية والمسيحية، نتيجة انتهاء ولاية عضوية فهد المقدم وجورج عاقلة. بلغ عدد الذين سددوا اشتراكاتهم ويحق لهم الاقتراع 1259 محامياً، ودارت المعركة بين: بلال هرموش، هشام مجلد، سيرين الرافعي: عن الطائفة السنية. باسكال ضاهر، ريمون خطار، جوجينا عسال: عن الطائفة المسيحية.

وعند الثانية أقفلت الصناديق، وقد فاقَ عدد المقترعين 1200. وبعد الفرز، فاز بلال هرموش بـ 648 صوتاً وريمون خطار بـ531 صوتاً.

ناتالي اقليموس - الجمهورية

  • شارك الخبر