hit counter script

مقالات مختارة - جهاد نافع

ما سرّ المواقف المتناقضة لأعضاء «كتلة المستقبل» وقيادات «التيار»؟

السبت ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 07:30

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

 

لا ينكر احد المقربين من تيار المستقبل ان استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض قد وقعت على رؤوس اعضاء التيار الازرق قيادات واعضاء وانصار كوقع «جلمود صخر». وان ما حصل معه في اقامته الجبرية او في «معتقله» السعودي لم يعد خافيا على أحد مهما حاول البعض اخفاء الشمس بأصابعه...
لكن لهذا الحدث تداعيات خطرة جديرة بالاهتمام والتوقف عندها، بالرغم من تتفس «الصعداء» قليلا .. اثر الافراج المشروط كما يبدو حتى الآن، والى حين جلاء خفايا الاتفاق السعودي - الفرنسي على انتقال الحريري الى فرنسا، وقد كان مشهد المؤتمر الذي عقده وزير خارجية السعودية الجبير وخارجية فرنسا لودريان مثيرا لغرابة حين كانا يتحدثان عن الحريري المغيب في عقد صفقة تحرير الحريري بعد نجاح الوساطة الفرنسية التي وضعت كل ثقلها لحل الازمة.
اولى التداعيات حسب المصدر المقرب من التيار الازرق ان هذا التيار تسربت اليه لوثة الانقسامات التي بدأت تتجلى شيئا فشيئا في مواقف بعض نوابه المتناقضة لا سيما عند الذين وجدوا في بيان الاستقالة فرصة لاظهار ما بطن وما خفي في الصدور ودعوة الى اسقاط التسوية والى رفع الصوت في مواجهة حزب الله.
غير ان موقف الوزير السابق النائب سمير الجسر كان لافتا للمراقبين اثر زيارته الاخيرة للرئيس العماد عون شاكرا له ما وصفه بـ «الموقف الوطني والشخصي للرئيس عون تجاه الرئيس سعد الحريري» ومؤكدا على «ضرورة ترسيخ التضامن الوطني الذي يسهم في تعزيز الاستقرار في البلد ويحافظ على مصالح اللبنانيين في الداخل والخارج» ومع «ضرورة صون العلاقات اللبنانية - العربية وبالاخص المميزة منها».
يرى مصدر طرابلسي ان موقف الجسر جاء متقدما على كل المواقف الاخرى لنواب المستقبل الذين بدا على معظمهم الارباك، بل ان هذا الموقف جاء معاكسا للمواقف التي يطلقها النائب عقاب صقر، مما اوحى بولادة اجنحة داخل التيار الازرق.
لكن هناك من تساءل: ايما يمثل حقيقة موقف التيار الازرق: عقاب صقر المعروف بقربه من الحريري، او النائب الجسر المعروف بأنه ركن التيار الازرق الذي لا يتبدل ولا يتغير في طرابلس والشمال؟ ثم أيهما اقرب الى الحريري في المواقف التي تلت حادثة الاستقالة الصدمة؟
لا يغيب عن ذهن المصدر ان الحريري في اطلالته التلفزيونية قد خصص الرئيس العماد عون بكلمة اشاد فيها به وبمحبته وبمواقفه وهذه الالتفاتة كافية لتوحي بما يختلج في صدر وعقل الحريري تجاه الرئيس عون والدور الفاعل والرئيسي والضاغط لانقاذه، ولا يعتقد المصدر ان الجسر قد همّ صوب قصر بعبدا سريعا اثر الاتفاق السعودي - الفرنسي للقاء الرئيس عون وشكره على ما وصفه بالموقف «الوطني والشخصي» وهي اشارة كافية اختزلت كل القضية، فيما ذهب بعض نواب المستقبل في اتجاهات اخرى دون ان يولوا اهمية لاشارات الحريري في اطلالته التلفزيونية، وربما شاؤوا عدم اعارتها الاهمية لان بيان الاستقالة اعتبروه ممثلا لموقفهم السلبي وتنفيساً لما كبتوه بفعل القرار الذي اتخذه الحريري وخشية ان يحرمهم مقاعدهم النيابية في حال التمرد عليه.
ويذهب آخرون الى ان مواقف عقاب صقر لم تغرد كثيرا خارج السرب وربما تكون ايضا بالتنسيق مع الحريري ريثما يخرج من السعودية.
لكن على مستوى نواب الكتلة الزرقاء فقد ذهب كثيرون باتجاه التغريد في سرب مضمون بيان الاستقالة على الرغم من يقينهم انه بيان سعودي لا يمت بصلة الى السياسة التي اعتمدها الحريري في التسوية التي عقدها مع الرئيس عون وحققت تقدما واستقرارا على الساحة اللبنانية.
ويشير المصدر الى انه بين نواب كتلة المستقبل في شمال لبنان من بات يغرد في سرب كان في الاساس سربه واظهر مواقف متمردة على قرارات الحريري بدءا من انتخاب الرئيس العماد عون والى الحوار مع حزب الله وابرز هؤلاء احمد فتفت ومعين مرعبي ولطالما انتقدا انتخاب عون والتسوية مع حزب الله، بل ابديا امتعاضا في اكثر من مناسبة على الحوار مع حزب الله ولم يوفرا الجسر من انتقادهما في مناسبات عديدة وقد توافقا مع اخصام متمردين على الحريري الى درجة التنسيق معهم في مواجهة ما يصفونه بـ «التمدد الفارسي».
يقول المصدر ان الجسر لم يغرد في تاريخه السياسي خارج السرب الازرق ولم يتمرد في يوم على زعيم المستقبل، وهنا تساؤل جدي يطرح : هل لخطوة الجسر تجاه قصر بعبدا بعدها السياسي بوحي حريري؟؟
الجواب عن هذا التساؤل برسم الايام القليلة المقبلة والى حين عودة الحريري الى بيروت لكشف نياته وعلى اساسها يبنى على الشيء مقتضاه.
 

  • شارك الخبر