hit counter script

مقالات مختارة - ثريا عاصي

بانتظار رئيس الحكومة !!

السبت ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 07:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

ماكرون سيستقبل الحريري...
ما يهم هو ان نعرف الشروط... شروط تحرير الرهائن المختطفين في السعودية...
الحريري لن يقبل ان يضحي بعلاقاته بالسعودية...
السعودية ماذا تريد؟ هي لا تريد شيئاً...
ماذا يريد ترامب؟ وماذا تريد اسرائيل؟
اعتقد ان نتيجة الصراع ستكون بالتعادل...
اسرائيل مصر الاردن شبه الجزيرة العربية واميركا في جانب، العراق سوريا لبنان في جانب آخر، تركيا طرف ثالث... ايران طرف رابع...
هذا الشرق الأوسط الجديد
السعوديون خائفون من اليمن... تركيا خائفة من الأكراد... إيران خائفة من إيران...
روسيا أين؟ الامن القومي الروسي يتطلب علاقات جيدة مع الجميع ومع الصين... وحتى تكون العلاقة جيدة مع الجميع، يجب ان تلتقي مصالحهم مع مصالح ايران وتركيا واميركا واسرائيل... اي كمثل الصين...
وهذا التقاطع سيتحقق حتماً، لان الحرب بين الدول الخمس ممنوعة.. والحروب بواسطة العرب استهلكت العرب!!
تركيا ليست السلطان اردوغان الذي يعاني من داء العظمة. المطلوب من تركيا في سيرورة اعادة هيكلة «الشرق الأوسط» التصادم مع ايران او مع روسيا، في حرب حتى تتفتت تركيا او ايران او روسيا، ولكن يبدو ان الروس والايرانيين أقنعوا السلطان.
من مصلحة تركيا الشعب ان يرتبط بعلاقة جيدة مع شعوب الهلال الخصيب علاقة ندية، لان الهيمنة على هذه الشعوب تساوي تشريع أبواب الهلال الخصيب أمام المستعمرين في الغرب... فهذه الشعوب يقودها غالباً حكام يتعاونون للاسف مع الشياطين. لماذا حكامها من هذا النوع ؟! هذا موضوع آخر.
إذاً تركيا طرف ثالث.
أعتقد ان المنطق نفسه يقودنا الى القول ان ايران هي طرف رابع. فمن مصلحة الجميع إصلاح الاوضاع السياسية في الهلال الخصيب، وتوفير الظروف لقيام كيان دولة حقيقية وقيادة سياسية لا تكون من صنع الشياطين!
هذه نقاط وتساؤلات تحتاج إلى مراجعة وتعمق وتوسع من خلال مراقبة ومقارنة للأحداث والتطورات في الأيام القادمة.. فما جرى في لبنان في الأسبوعين الماضيين هو ذو أهمية كبيرة. لقد سبق الرئيس سعد الحريري إلى السعودية، السيدان سامي الجميل عن حزب الكتائب وسمير جعجع عن القوات اللبنانية... علماً أن الوزير السعودي ثامر السبهان كان قبل ذلك قد رفع ستار المسرح أثناء زيارتيه إلى لبنان عن المشهد الذي تتوالى فصوله، إذ يجري الاستعداد الآن للفصل الفرنسي ! ما هو البرنامج او السيناريو في فرنسا ؟ لماذا من المفترض أن يصطحب السيد الحريري إلى فرنسا عائلته ؟ هل سيستطيع ذلك ؟ كم ستطول مدة إقامته في فرنسا ؟ هل ستعقد في فرنسا طاولة حوار لبنانية ـ سعوديّة، من سيدعى إليها ؟ هل سيعود السيد الحريري، بعد هذا الحوار، إلى السعودية أم إلى بيروت ؟؟ما هي النصائح والرسائل التي سيتسلمها اللبنانيون أثناء حوار باريس، في حال انطلاق هذا الحوار ؟ أين سيكون الأميركيون والإسرائيليون ؟ أسئلة كثيرة... بالإضافة إلى ان هناك إشارات واضحة إلى إحتمال توافق الذين يصرون في لبنان على اعتبار الرئيس الحريري مستقيلاً... أعني تيار المستقبل والقوات اللبنانية على التحالف، بقصد فرض الشروط السعودية على الدولة اللبنانية بالقوة، كما يفهم من تلويح السيد سمير جعجع، على ذمة وسائل الإعلام، باستدعاء عشرة آلاف مقاتل ! هذا في الشق اللبناني، بناء على فرضية مفادها، ان السيد سعد الحريري لا يستطيع أن يتبوأ منصب رئاسة الوزراء دون موافقة السعوديين، وتحديداً محمد بن سلمان ! هذه الموافقة مرتبطة بشروط طبعاً، معروفة، وهي الشروط نفسها التي تريدها إسرائيل والتحالف الغربي الذي تقوده أميركا، ليس من حاجة إلى بسط وتوسع في هذه النقطة.
من البديهي أن محمد بن سلمان وترامب والإسرائيليين لن يستطيعوا السيطرة على الهلال الخصيب، يمكنهم مواصلة الحرب مائة سنة أخرى، لا أكثر.. في الهلال الخصيب لا ينتصر أحد... هذه مسألة لا يتسع لها المجال لها هنا. في المقابل أعتقد أن التواصل بين اسرائيل وشبه حزيرة العرب بات واقعاً أو يكاد... هكذا يفهم من المشاريع المزمع تنفيذها في خليح العقبة وعلى ساحل البحر الأحمر... السعوديون خائفون من اليمن، فهذه تقع على البحر الأحمر وعدد سكانها كبير، وتعمها الفوضى ولديها ثروات جوفية، وتطل على باب المندب وعلى بحر العرب والمحيط الهندي... اليمن موقع رئيسي!!
تركيا خائفة من تلاعب الدول الكبرى، روسيا وأميركا بالأكراد. علماً أن هذا التلاعب قد بدأ.
أما عن إيران فهي طرف أساسي في الفضاء الممتد من حدودها مع العراق إلى المتوسط، وكما هو معروف يقاتل الإيرانيون منذ انتصار ثورتهم من أجل منع الأميركيين والخليجيين من إقامة حائط فصل بين إيران والعراق. الرأي عندي أن الإيرانيين لا يخافون من عدوان خارجي، ولكنهم في تقديري يخافون من زعزعة الاستقرار الأمني في الداخل بحجة «ثورة خضراء» ثانية مثلاً. مهما يكن فإن نسبة الإيرانيين المستعدين للقتال إلى جانب دولة أجنبية، ضد بلادهم وضد جيشهم هي بحسب تقديري أقل بكثير مما هي في البلدان التي لم يتخلق أهلها بأخلاق الوطن والأمة.
 

  • شارك الخبر