hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - رأفت نعيم - المستقبل

صيدا المتلهّفة للقاء ابنها... ارتياح وانتظار العودة

الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 06:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بكثير من اللهفة والإهتمام والتركيز تابعت مدينة الرئيس سعد الحريري ومسقط رأس والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، صيدا، وقائع المقابلة مع الحريري الإبن بكل تفاصيلها صوتاً وصورةً وأسئلة وأجوبة.

في المقاهي الشعبية كما في البيوت، على مدى أكثر من ساعة تسمر الصيداويون أمام شاشات التلفزة متابعين عبرها وعبر وسائل التواصل الاجتماعي المواقف التي أطلقها الرئيس الحريري، متوقفين عند الكثير مما جاء في المقابلة شكلاً ومضموناً، لتستمر المتابعة لها حتى بعد انتهائها والى اليوم التالي مدار تقويم وتحليل وابداء للرأي.

بعضهم رأى أنها من حيث الشكل جاءت لتدحض ما أثير عن وضع ملتبس للرئيس الحريري في المملكة العربية السعودية، لكن هؤلاء لاحظوا أنه بدا عليه الارهاق والتعب كونه يحمل همّ إنقاذ وطنه وهو همّ لازمه قبل اعلانه الاستقالة ويلازمه أكثر بعدها لأنه بكل بساطة «ابن رفيق الحريري». وأشاروا الى أنه من خلال الأسئلة الجريئة التي طرحتها الزميلة بولا يعقوبيان ومباشرة على الهواء واجابة الرئيس عليها من دون تردد يمكن للمتابع أن يدرك أنه كان يتصرف على طبيعته. فيما اعتبر آخرون أن ثمة غصة لدى الرئيس الحريري ظهرت خلال المقابلة وعبّر عنها بدموعه التي لم يستطع حبسها حين تساءل «لماذا حين أذهب الى دول العالم أرى أنهم يغارون على مصلحة لبنان أكثر من اللبنانيين، ولماذا نحن اللبنانيين نريد تعذيب أنفسنا؟». أما من حيث المضمون، فأوضح البعض أن الرئيس الحريري كان هادئاً في المواقف التي أطلقها رغم أنها تضمنت رسائل قوية ومباشرة حيناً وغير مباشرة أحياناً، وأنه عاد فيها الى الثوابت التي على أساسها بادر الى التسوية في لبنان وعلى أساسها اليوم يقدم استقالته بعدما وجد أن الطرف الآخر لا يلتزم هذه التسوية.

ورأى بعض المتابعين للمقابلة أن الرئيس الحريري أراح الجو في لبنان بمجرد اطلالته وسيريحه أكثر بعودته التي قال إنها ستكون خلال يومين أو ثلاثة، وأن كلامه ساهم في وضع حد لكثير من الشائعات وأعاد الأمور الى نصابها الطبيعي بانتظار خطوته التالية.

ويقول سعيد الدقور: «ان مقابلة الرئيس الحريري نقلت البلد من حال القلق الى حال الارتياح وهي خطوة ايجابية أراحت الناس وأجابت على كثير من التساؤلات بمجرد أن اطل وقال انه قادم، وهذا أراح أيضاً الوضع الاقتصادي والشعبي».

ويضيف: «هي اطلالة هامة ومنتظرة وعلينا أن لا نتوقف كثيراً عند الشكل بل أن نذهب مباشرة الى المضمون والى الجوهر، ولأن الأساس كما قال الرئيس الحريري هو البلد وأمنه واستقراره والنأي به عما يجري في المنطقة. فالبلد أهم منا جميعاً، وهذا الكلام هو الذي أدى الى اعمار لبنان حين أطلقه الرئيس الشهيد رفيق الحريري».

ويلفت سامر الكبي إلى أنها «كانت كلمة جيدة وفي وقتها وردت على كل الأقاويل حول وضع الرئيس الحريري في المملكة، فهو كان واضحاً في كلامه أن همه البلد وهمه تحييد لبنان عن الصراعات ووضع شروطه للعودة أن يكون حزب الله خارج الصراعات الاقليمية وأن يكون همه فقط (لبنان أوّلاً)».

وتشير نادين سكافي الى أن «اطلالة الرئيس الحريري كان ينتظرها كل الشعب اللبناني ودحض بها كل الشائعات وأكد أنه غير مختطف ولا في الاقامة الجبرية وأن قراره بالاستقالة كان بالكامل قراراً شخصياً لحماية أمن لبنان وسلامته والاقتصاد وأمن اللبنانيين جميعاً. وأثبت أنه زعيم وطني بامتياز وأنه ابن رفيق الحريري الذي لم يقبل بأي شكل من الأشكال أن يتنازل عن أمن لبنان وسلامته. لقد أعطى الرئيس الحريري بكلامه أملاً لكل اللبنانيين حين أعلن عن قرار عودته القريبة الى بيروت، وأعطى أملاً ليس للشارع اللبناني فحسب، وانما أيضاً للإقتصاد اللبناني».

ويؤكد مصطفى جمعة أن «كلام الشيخ سعد كان مفيداً جداً وأجاب عن تساؤلات وأزال غموضاً وأوضح أموراً كثيرة، وأكد للشعب اللبناني مدى صدقيته ومحبته للبنان وهذا ما تعودنا عليه من دولته».

ويشدّد عبدالله الحنش على أن «الرئيس الحريري أثبت للجميع أنّه ليس مختطفاً، وطمأنهم أنّه عائد الى لبنان في الايام القليلة المقبلة، وكان واضحاً في كلامه أنّه يرجع ولكن بشروط أهمّها النأي بالنفس وتحييد لبنان، أي خروج حزب الله من الدّول العربيّة كافة وعودته الى لبنان».

ورُفعت في العديد من الساحات العامة وعلى جوانب الطرق وبعض واجهات الأبنية في المدينة وضواحيها صور للرئيس الحريري تحمل عبارة «نحنا معك.. واليوم أكثر».
رأفت نعيم - المستقبل

  • شارك الخبر