hit counter script

أخبار محليّة

الراعي: تاريخ لبنان مع السعودية تاريخ صداقة ولو مرّت رياح عاصفة

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 20:03

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقام السفير اللبناني في المملكة العربية السعودية عبد الستار عيسى حفل استقبال على شرف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والوفد المرافق في دار السفارة في الرياض، شارك فيه الزائر الرسولي على شمال الخليج العربي المونسنيور كميللو بلليني وسفراء فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والبرتغال والأرجنتين والإتحاد الأوروبي، والسفير السعودي الجديد في لبنان وليد اليعقوب النائب السابق الدكتور فارس سعيد.

كذلك حضر المطرانان بولس مطر وبولس عبد الساتر، والمستشار في السفارة اللبنانية منير العانوتي والقنصل سلام الأشقر، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده بو كسم، ومدير مكتب الإعلام في بكركي وليد غياض، والوفد الإعلامي المواكب للزيارة، وحشد من ابناء الجالية اللبنانية حيث رفعت معالم الزينة وصور البطريرك الراعي واللافتات المرحبة بأول بطريرك ماروني يزور المملكة.

بعد النشيدين اللبناني والسعودي وكلمة ترحيب للقنصل سلام الأشقر، ألقى السفير عيسى كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي "صاحب الزيارة البطريركية الأولى للمملكة مما يعطيها بعدها التاريخي الكبير".

وقال:" هذا الأمر يحمل دلالة واضحة على أن المملكة ماضية في خطوات ريادية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان في مسيرة الحداثة والتنمية التي تعكس مقاربة جدية ومعمقة للاسلام ومكانته لتؤكد أنه اسلام الإعتدال والإنفتاح على الآخر".

وختم: "إن المملكة بمسيرتها هذه لن تجد أقرب وأفضل من غبطة البطريرك الماروني شريكا مشرقيا يجسد رسالة وطن قام على العيش المشترك بين المسيحية والإسلام واحترام الثقافات".

ثم ألقى أمين سر مجلس العمل الإستثماري اللبناني ربيع الأمين كلمة المجلس حيا فيها "احتضان المملكة العربية السعودية اللبنانيين منذ عشرات الأعوام"، داعيا إلى "تعميق الوفاء لها وعدم الإنجرار وراء أي دعوات تسيء اليها. ونقل إلى البطريرك "ما يسمعه أبناء الجالية من المواطن السعودي الذي تجمعنا به المحبة والصداقة وحبه للبنان واللبنانيين إذ يسأل لماذا بعض زعماء لبنان يكرهون السعودية ويتناولون قادتها بالسوء من على شاشات التلفزة؟ ولماذا يتدخل بعض اللبنانيين في شؤوننا الداخلية وينشطون في أعمال تعكر صفو الأمن في البحرين والكويت والسعودية، في وقت كانت المملكة مع كل اللبنانيين وتدعم الحكومة اللبنانية فقط؟".

وقدر زيارة البطريرك الراعي للمملكة، آملا في أن "تساهم بصورة فعالة في تعميق العلاقات اللبنانية - السعودية"، مشددا على التمسك بتجربة العيش المسيحي - الإسلامي التي يقوم عليها لبنان".

ثم تحدث البطريرك الراعي فاستهل كلمته بتحية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كذلك حيا السفير السعودي الجديد في لبنان وليد اليعقوب، وجميع السفراء، ونوه بالزائر الرسولي على منطقة الخليج المونسنيور كميللو بيلليني، وشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على دعوته والإستقبال. كذلك حيا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ونقل عنه "تحياته لابناء الجالية ودعاءه في سبيلهم، وانتم التقيتموه عندما زار المملكة".

وقال:"ما كنت أحلم يوما بإمكان زيارة المملكة، ولكن الدعوة التي تلقيتها عام 2013 اتفقنا نتيجتها على زيارة المملكة، إلا أنني عدت واعتذرت عن عدم تلبيتها على أثر استقالة البابا بينيديكتوس السادس عشر ودعوتي إلى المشاركة في انتخاب بابا جديد. ثم جاءت الأحداث والظروف التي مر بها لبنان والفراغ الرئاسي ووفاة الملك، حالت دون تلبية الدعوة. ثم كانت الزيارة اليوم".

وشكر للملك سلمان "قبوله إقامة هذه الحفلة قبل لقائه به، نظرا إلى المحبة التي يكنها للبنانيين"، مشيرا إلى أن "المملكة فتحت الدار والذراعين والقلب أمام أبناء الجالية، وانتم أعطيتموها من قلبكم وتعبكم، والمملكة من ملك إلى ملك ومن أمير إلى أمير، أقرت لكم بمهارتكم وقدرت لكم أنكم من بلد إلى بلد كنتم حيث حللتم، تعتبرون البلد الذي تدخلونه مثابة وطن ثان لكم وتحترمون قوانينه وعاداته وديانته وعقيدته. ولهذا أنتم محترمون ومقدرون من سلطات هذه الدولة واللبنانيون كانوا أينما عاشوا يحسنون العلاقة مع السلطات المدنية والدينية، ونحن حيثما نذهب نسأل كل تقدير للبنانيين، وهذا ما سنسمعه غدا من جلالة الملك وسمو الأمير، وأنا طبعا سأعبر باسمكم عن الإمتنان وعرفان الجميل".

أضاف: "نحن كلبنانيين نحمل تراثا من خلال هويتنا وخصوصيتنا اللبنانية، وفي ختام السينودس من اجل لبنان قال البابا القديس يوحنا بولس الثاني ان لبنان بلد صغير لكنه كبير برسالته".

وتحدث البطريرك الراعي عن التعددية الثقافية والدينية في لبنان ، وقال: "إنه فسيفساء وليس انصهارا، ففي لبنان يحترم كل انسان بثقافته وايمانه وتقاليده لذلك هو بلد يحمل في طياته ثقافة الانفتاح على الآخر المختلف والتضامن مع الاخر المختلف والتساهل والتكامل معه لكي نبني هذه العائلة اللبنانية معا يوما بعد يوم".

وتابع: "الحياة الزوجية صعبة ولكن نبنيها كل يوم وهكذا لبنان ايضا بكل مكوناته يبنى يوما بعد يوم وهو مشروع يتحقق ايضا كل يوم ، وهذا المشروع للعيش معا مسلمين ومسيحيين بالمساواة في الحكم والادارة والاحترام المتبادل. نحن في لبنان بعد ثلاث سنوات سنحتفل بالمئوية الاولى لولادة لبنان وان مئة سنة من الزواج الاسلامي - المسيحي تعني ان لبنان لن يزول طالما فيه مسيحيون ومسلمون يتعايشون مع بعضهم".

وحيا الكاردينال الراعي "المملكة العربية السعودية التي وقفت الى جانب لبنان في أصعب مراحله سياسيا واقتصاديا وأمنيا وكانت حاضرة لتعضد هذا البلد الشقيق الصغير ولكن صاحب الدور الكبير".

وقال: "إن ملوك وأمراء المملكة العربية السعودية كانت لهم بيوت في لبنان واحبوا لبنان والعيش فيه وهم متشوقون ربما أكثر منا إلى أن يعود هذا الوطن الى امنه واستقراره لكي يستعيدوا جمال الحياة في الربوع اللبنانية".

وتوجه الى ابناء الجالية اللبنانية قائلا: "إن السعوديين يحبونكم ويبادلونكم المحبة والإحترام، وطبعا أنا سأعلن باسمكم شكرنا لجلالة الملك وسمو الأمير على استقبال المملكة لكم، كذلك سنعلن المحافظة على الصداقة والأخوة القائمة بين لبنان والمملكة. ولو مرت رياح عاتية في بعض الأحيان، فإن الشعب اللبناني يظل على عهده، وتاريخ لبنان تاريخ صداقة. وتعرفون أيضا أن العلاقات بين البطريركية المارونية والملوك ترقى إلى أسلافي الأربعة البطاركة أنطون عريضة والكاردينال بولس المعوشي والكاردينال أنطونيوس خريش والبطريرك الكاردينال نصرالله صفير أطال الله عمره. وفي محفوظات البطريركية نجد مراسلات مع ملوك وأمراء هذه المملكة العزيزة".

واعتبر أن "الدعوة لزيارة المملكة من خادم الحرمين الشريفين هي تأكيد على إرادة مواصلة هذه العلاقة الطيبة بين البطريركية المارونية والمملكة العربية السعودية".

وختم: "جميعكم الى جانب سفير لبنان سفراء للبنان في المملكة العربية السعودية"؟

بعد ذلك جال البطريرك الراعي والوفد المرافق مع السفير عيسى داخل السفارة ثم اقيم حفل عشاء للمناسبة.
 

  • شارك الخبر