hit counter script

الحدث - جورج غرّة

عندما احترق فيلم بهاء الحريري وسقطت البيعة وخسرت السعودية آل الحريري

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بعدما أعلن موقع "ليبانون فايلز" صباح يوم الأربعاء عن مخطط سعودي لإرغام الرئيس سعد الحريري على تسليم مقاليد السلطة وتيار المستقبل والزعامة في لبنان الى شقيقه بهاء الدين الحريري، تبين فورا وقبل نشر الخبر ان المخطط حقيقي ويجري العمل عليه في دوائر القصر الملكي في المملكة العربية السعودية، ولكن جرى التصدي له من قبل آل الحريري في لبنان.
فما الذي حصل ويحصل؟
بعد اجراء الرئيس سعد الحريري جولة في الإمارات وزيارته لأبو ظبي ولقائه مع ولي عهدها تبين ان الأحاديث لم تتناول السياسية لا من قريب ولا من بعيد، بل تمحورت حول رحلات الصيد وامور عائلية. كما ان زيارات الحريري الى البحرين والى مصر لم تنجح تمثيليتها للقول ان الحريري حر ويتجول بكل راحة وهو يجري لقاءات عالية مع رؤساء دول، لكي يطمئن الداخل اللبناني ولكي تسري اللعبة او الفيلم.
السعودية قامت فور وصول الحريري الى المملكة بإستدعاء بهاء الحريري وتحضيره لتولي مقاليد تيار المستقبل في لبنان والسلطة السياسية السنية، وذلك بعد استدعاء كل من الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري والنائب بهية الحريري والسيدة نازك الحريري، وذلك لمقابلة ولي العهد محمد بن سلمان لمبايعة بهاء الحريري على رأس تيار المستقبل.
ما حصل هو أن احمد الحريري رفض بيعة بهاء، كما ان بهية الحريري رفضت السفر الى السعودية فورا لانها شعرت بأمر مريب، وهي حضرت كل اجتماعات كتلة المستقبل على غير عادة، وطلبت من بهاء لدى اتصاله بها ان يتحدث مع شقيقه سعد، بينما نازك الحريري قالت انها تريد التشاور مع سعد قبل اتخاذ اي قرار.
هدف السعودية كان ان تحضر عائلة الحريري من دون نادر الحريري الى الرياض حيث تقوم العائلة بمبايعة بهاء ليعود الى لبنان على حصان أخضر ويحمل بيده ورقة ترشحه الى رئاسة الحكومة، وقد تم إستثناء نادر الحريري من الاتصالات بسبب غضب ولي العهد السعودي عليه.
البعض في لبنان استغل اللحظات الأولى لإنتشار إسم بهاء ونشر صوره بكثرة على وسائل التواصل الإجتماعي في طرابلس وبقية المناطق، ولكن هذا الإنتشار كان خجولا جدا بحسب حجم من نشره، وسرعان ما انقلبت الموازين فورا وانقلب السحر على الساحر وانتشرت صور الرئيس سعد الحريري بشكل مخيف، حتى ان من كان ضده نشر صوره وأيد عودته الى لبنان وفك حجزه.
مصادر رفيعة توضح كل ما يحصل:
مصادر رفيعة المستوى تعيش في صلب ما يحصل تؤكد لموقع "ليبانون فايلز"، ان فيلم بهاء الحريري إحترق في لبنان، والسعودية خسرت آل الحريري في لبنان بالطريقة التي عاملتهم فيها، مشيرة الى ان طريقة ارغام الحريري على الاستقالة الهدف منها كان إنهاء سعد الحريري سياسيا وإعدام شعبيته، ولكن ما حصل وما يحصل في الشارع اللبناني يثبت ان الحريري لا يزال من دون اي منازع الزعيم السني الأقوى في لبنان.
ورأت المصادر ان وسائل الإعلام المعارضة في كل أيامها للحريري قدمت له أكبر خدمة عبر دعمه وإيضاح وفضح ما يحصل معه وما يواجهه من مخططات، مشددة على ان وضع الرئيس الحريري تحسن بسبب نجاح الديبلوماسية اللبنانية في الضغط وتحريك المجمتع الدولي، الأمر الذي دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى زيارة الرياض للإطلاع على حقيقة الأمور ولم يكن راضيا ابدا، كما ان سفراء الدول الكبرى زاروا الحريري في مكان وجوده ما دفع الى فك القيود عنه بنسبة عالية.
وكشفت المصادر عن ان الرئيس الحريري بات هاتفه معه اليوم وهو يتواصل مع نادر الحريري بشكل دائم وهو يحصر التواصل معه فقط، معتبرة ان الإعلام اللبناني دعم الحريري وطالب بكرامة لبنان وهذا امر وطني بحت وتناسى الجميع الخلافات السياسية.
واكدت المصادر على ان طريقة تعاطي الرئيس ميشال عون مع الملف ككل ابرز انه رئيس قوي ولم ينجر الى ما تريده السعودية ولم يقدم لها إستشارات نيابية، معلنة ان إصرار بهية ونازك وأحمد على التحدث مع سعد احرق كل الافلام، ولكن لا تزال المملكة مصرة حتى اليوم على إخراج جديد لبهاء، وهي اليوم محرجة لأن تيار المستقبل لا يريد اي تغيير واقوى تصريح كان لوزير الداخلية نهاد المشنوق عندما قال "لسنا قطيع غنم ولا قطعة ارض يتم نقل ملكيتها".
وتشدد المصادر على ان تيار المستقبل لا مواقف اضافية لديه بانتظار عودة الرئيس سعد الحريري، وكل مواقف تيار المستقبل أتت عن قناعة، ولكنه مصدوم من طريقة تعاطي السعودية معه ومع الحريري ومن طريقة عمل بهاء ضد شقيقه سعد.
ولفتت المصادر الى ان الرئيس ميشال عون يرفض ان يذهب وزير الخارجية جبران باسيل بحسب عرض القائم بالأعمال السعودي في لبنان الى السعودية لأخذ استقالة الحريري منه شخصيا، والرئيس عون لا يزال يصر على حضور الحريري الى قصر بعبدا لتقديم الاستقالة، لذلك سعت السعودية الى المقابلة التلفزيونية التي وصفها الشعب اللبناني بالرغم من كل ما جاء فيها بالتمثيلية.
واعلنت المصادر انه لا يمكن لتيار المستقبل ان يقبل بأي شيء في ظل غياب الرئيس الحريري عن لبنان، وهو لا يقرر سوى بعد الاجتماع به في بيروت، وتقول ان طريقة تصرفات بهاء الحريري اليوم مخيفة وفي حال وصوله فالأوضاع ستكون مخيفة اكثر.
وعلم موقعنا ان بيان تيار المستقبل ليل السبت - الأحد المؤيد للسعودية كان خطوة اولى من الضغط السعودي على كتلة المستقبل مقابل حلحة امور سعد الحريري لعودته الى لبنان.
 

  • شارك الخبر