hit counter script

مقالات مختارة - ذعار الرشيدي - الانباء الكويتية

هل أنت خائف من الحرب؟

الأحد ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 07:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الناس يداخلها الخوف الان من المستقبل القريب جدا، اغلبهم بعلم او بغير علم او وفق قراءات غير منطقية يرى ان المنطقة توشك على ان تكون في منتصف أتون حرب ستغير المشهد، وساهم في هذه الرؤية المتشائمة للناس تحليلات ترد من هنا وهناك تربط الاحداث السياسية الاخيرة ببعضها وتقرن سر ارتفاع النفط الاخير بانه اعلان مسبق لحرب قادمة محتملة في منطقة الخليج العربي.

حالة من القلق والترقب المشوب بالهلع تعصف بكثير من ردود افعال الناس ممن يتلقون تلك التقارير الموثوق بها وغير الموثوق بها والتي تأتيهم ويتلقونها عبر هواتفهم الذكية، تقرير عن حرب وتقرير اخر عن تقسيم مناطقي وتحليل عن طبول حرب تنتظر الاعلان في اي لحظة.

عبر الواتساب تصلك قائمة بمقرات الملاجئ بالمحافظات الست وأسماء وهواتف القائمين عليها، ويتداولها الناس فيما بينهم وعبر مجموعات الواتساب، وكأنهم يقولون لك: «الحرب غدا»، والناس فعلا تشعر بقلق شديد من الأحداث السياسية الاخيرة وتداعياتها المحتملة على المنطقة ككل عامة وعلى الكويت خاصة، والناس كما هم دائما يخافون مما يجهلون.

نعم، هناك متغيرات سياسية إقليمية جذرية تشهدها المنطقة الان ونعيشها ونراها رأي العين، ولكن المتغيرات السياسية في منطقة الخليج العربي منذ نشأة دول الخليج الحديثة ومنذ حكم شاه ايران مرورا بالثورة الايرانية والتي تلتها الحرب الايرانية العراقية وانتهاء باحتلال الكويت وبعدها بـ 8 سنوات حرب ثعلب الصحراء وبعدها حرب العراق الاخيرة، المنطقة وفق هذا العرض البسيط للتسلسل الزمني للأحداث لم تهدأ عاما واحدا، بل كانت مشتعلة سياسيا وعسكريا منذ اكثر من ٣٥ عاما ويزيد.

إذن لماذا القلق المبالغ فيه اليوم من الناس وردود افعالهم المتشائمة لمستقبل المنطقة، فالمنطقة مشتعلة فعلا ونيرانها لم تهدأ ابدا، تخبو قليلا ولكنها سرعان ما تعاود الاشتعال وفي كل مرة يقع الناس ضحايا القلق من الغد.

هل تعلمون منذ متى ونحن نسمع جملا مثل: «الوضع ما يطمن» و«مستقبل البلاد في خطر» و«اشتر لك عقار برا» و«حول فلوسك ذهب»؟ نسمعها منذ ١٩٦٢ ولازالت تتكرر، قدرنا اننا نعيش في منطقة حزام مشتعل سياسيا وعسكريا، لم يتغير شيء المنطقة هي المنطقة والازمات هي ذاتها والخطر المحتمل قائم منذ الاستقلال، لم يتغير شيء، كل ما هنالك اليوم ان تسارع الاحداث الاخيرة اقليميا دفع الناس للتشاؤم بشكل اكثر وضوحا.

اطمئنوا، فلم يتغير شيء، والحمد لله البلد كان ولم يزل وسيظل بخير، فلا كارثة اكبر من كارثة الاحتلال العراقي، وعدنا بعدها وخرجنا منها افضل مما كنا عليه بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الأشقاء والأصدقاء ووقوف العالم مع حق الكويت.

ككويتيين عايشنا الحرب العراقية الإيرانية لثماني سنوات ثم الاحتلال العراقي ثم حربين متتاليتين على حدودنا الشمالية، واستطعنا بفضل قيادتنا الحكيمة عبورها كلها الى بر الأمان، وكويتي اثق بقيادتي السياسية وبحكمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في ان نعبر اي متغير سياسي إقليمي إلى بر الأمان.

حقيقة، لا شيء يدعو للقلق، فلقد خضنا حربا وعايشنا على حدودنا 3 حروب أخرى كنا طرفا فيها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فلا تتشاءموا واتركوا عنكم حديث النهاية فالكويت باقية.

ذعار الرشيدي - الانباء الكويتية
 

  • شارك الخبر