hit counter script

مقالات مختارة - يوسف عبدالرحمن - الانباء الكويتية

المخدرات الرقمية

الأحد ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 07:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

هل هي وحش كاسر أم وهم زائف؟
هي جرعة تخويف أم تبسيط؟ أم بداية توعية حقيقية؟
ماذا تعرف عن المخدرات الرقمية؟
هل هي تجارة ممنوعة؟ وما الدولة التي منعتها؟
وهل فئات المجتمع تعي أبعاد هذه التجارة الجديدة؟
وما اجراءات الحماية والوقاية؟
من عليه ان يبدأ المواجهة مع هذه «البلوى» القادمة من رحم التكنولوجيا؟
ماذا عن الخطاب الديني الخاص بهذه الظاهرة؟
هل شبح المخدرات الرقمية وصل شبابنا؟
ما اسعارها؟ وكم عدد المدمنين عليها؟
أسئلة كثيرة تجول في رأسي وخواطركم حيالها وليس هناك «علم أكيد» بصددها، وما شركاتها ومواقعها؟
تعالوا معي في جولة جديدة في هذه القضية الحساسة، نفتح الملف!
المخدرات الرقمية مسمى جديد بدأ يظهر في مجتمعاتنا ودولنا، وهو خطر عظيم يهدد حياة شبابنا ويؤرق اسرهم واهاليهم لأن هذه المخدرات ليست المخدرات التقليدية المعروفة والتي يحاربها المجتمع بكل فئاته وسلطاته القانونية من رقابة ومكافحة من السلطات الامنية.

أتمنى ان أرى حراكا مجتمعيا يكون فيه للمختصين والباحثين والاكاديميين دور مع رجال القانون لمناقشة هذه الظاهرة الجديدة لأنني اراها بكل صدق «اخطر» من التقليدية التي يعرفها الجميع، لكن الثانية «غير معروفة» إلى الآن وخطرة، وشبابنا يحتاجون الحماية منها تحصينا وتوعية حتى لا تستفحل هذه الظاهرة الملعونة!
ان شركات خدمة الانترنت مطالبة بالتوصل الى «اتفاق» حول حجب هذه «المواقع» التي تقدم هذه «الخدمة الاجرامية» وهي من الظواهر السلبية في مجتمعنا، فمافيا المخدرات الرقمية وجدوا ضالتهم في دول الخليج العربية، حيث «وفرة» المال والاجهزة المتطورة التي تقدم هذه الخدمة الذكية!
أنا اتصور ان الذي طور الملفات الصوتية لهذه الآفة هم «مدمنو» المخدرات، ولبعد التوعية الدينية وضعف آليات الخطاب الديني نجحوا في بث هذه السموم!
ما أحوجنا الى «حملات اعلامية» شاملة توجه فيها الاسرة وقطاعات المجتمع المدني والافراد لمحاربة المخدرات الرقمية، وهناك دور منوط بوزارة التربية وقطاع المساجد في وزارة الاوقاف لتوجيه الرقابة الاسرية وايضا تفعيل كل اجهزة المكافحة لحجب «مواقع» المخدرات الرقمية عن طريق الرسائل والاعلانات في اماكن تجمع الشباب، وإثارة الرأي العام نحو المزيد من التفاعل في مثل هذه القضايا واستباق ردود الافعال.
عزيزي القارئ الكريم، انتبه لأفراد اسرتك «الملفات الصوتية» هي خدمة على الانترنت بصيغ تشغيلية مختلفة في الهواتف الذكية التي يحملها الشباب، وهذه البرامج الهدامة تقدم على شكل برامج في الويندوز والماك ولها دليل ارشادي، وهي اليوم خدمة تقدم مقابل مبلغ مالي يتراوح بين 3 و 30 دولارا حسب الجرعات، كما ان الموقع قد يقدم جرعات مجانية او جرعات مطلوبة اكثر واكبر حسب الشعور المرغوب مقابل 100 دولار!
تجربة غير فريدة ولا محمودة للمخدرات الرقمية، فكل ما يحتاجه المتعاطي هو ان ينزل «الملف الصوتي» المرغوب ويتمدد على سرير في غرفة مظلمة ويضع سماعة اذن خاصة ويغطي عينيه ثم يبدأ عملية التعاطي، وبمجرد ان يبدأ سريان ما يدخل جسمه خلال 30 او 40 دقيقة يكون هذا الداء المميت.

يقال ان في تركيا الآن اكثر من 200 ألف مدمن، وهؤلاء المدمنون على بعد أمتار من الأهل والأسرة!

انه غسيل مخ جديد مهلك لاإرادي لا يقل خطورة عن «الشبو»، وكل الخطر أراه في ان هذا الداء بدأ ينتشر بسرعة من دون رقابة وتشريع قانوني يجرمه ويمنعه، بمعنى لا رقيب ولا حسيب!

المجتمع الكويتي مهيأ لدخول هذه «الطامة الجديدة» ولها ارضية خصبة لأن المجتمع الكويتي بالاساس مهدد من تجار المخدرات التقليديين، وشبابنا يملكون الاجهزة الذكية والوفرة المالية، والخطورة ان أكثر الشباب اليوم «حاط» سماعات ويسمع موسيقى!
تطور التواصل الاجتماعي ومنظومته يسهل للشباب ممارسة هذا النوع من المخدرات!

مطلوب وعي راشد غير مباشر، نحن لا نريد أن نخلق توترا وهلعا في المجتمع ولا تضخيما انما الآن تسليط الضوء على هذا العدو الخفي الذي بدأ يتسلل إلينا، وعلينا ان نواجهه بالوعي وإيجاد التشريعات والقوانين، وهذه فرصة احيي فيها دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة على منعها دخول المخدرات الرقمية وفق تشريعات وقوانين تواكب المرحلة.. فماذا أنتم فاعلون يا مسؤولي القرار في الكويت؟

يوسف عبدالرحمن - الانباء الكويتية

  • شارك الخبر