hit counter script

أخبار محليّة

الشعار: التريث أمام الإستقالة ممدوح لكن على الدولة السعي لإيجاد حل

الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 13:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ألقى مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار خطبة صلاة الجمعة في الجامع المنصوري الكبير في طرابلس. إستهل الخطبة بالتأكيد على "دور القيم التي تجمع الناس وهم الذين خلقهم الله تعالى من أب واحد وأم واحدة وجعلهم سواسية" ومشددا على "التعارف في ما بينهم".

ثم تناول الأوضاع الراهنة في لبنان، وقال:"كل الناس، القريب والبعيد وأيا كان اللون والبيئة والقبيلة وأيا كان الموطن، القاعدة الأساس ألا يتعامل الناس إلا بالقيم، فهي التي تديم العلاقة وتحكمها وتجملها، وهي التي تجعل من العلاقة بينك وبين الآخرين محبة وعاطفة وأخوة تترجم فيها المشاعر وتتألق فيها العواطف وتتحقق فيها التربية".

وشدد على "إرساء العدل بين الناس" وقال: "نحن أمة لا يجوز أن تتفاوت بيننا الحقوق والواجبات، الحد الأدنى في كرامة الإنسان في مجتمعه وفي بيئته هو العدل، أما الحد الأعلى فهو الفضل وهو العطاء وهو السعة التي تسع الآخر وتقرب البعيد وتبدد المخاوف، كثيرة هي الأسر والبيوتات التي تتهدم وللأسف لسبب واحد لفقدان القيم الدينية والإنسانية وكثيرة هي المجتمعات التي تضطرب وتارة تغلي وتارة تتصارع لشيىء واحد لفقدان العدل ولعلو فريق على آخر ولإستطالة شريحة على أخرى، المجتمعات، الدولة والوطن، لا يعرف الإستقرار إذا تفاوت الناس في الحقوق والواجبات، المجتمع الوطن لا يمكن أن يدوم فيه الأمن النفسي والأمن المجتمعي إلا إذا ساد العدل".

وتابع: "نعيش في بلد وفي وطن، كم نرنو ونتطلع إلى أن يسود العدل فيه بين سائر الأبناء والمناطق، بين سائر الشرائح، على مساحة الوطن كله، والقيم التي تحكم هي التي يطلق عليها العلماء الإنتظام العام، الدستور، القانون هو الذي ينبغي أن يرجع إليه الناس عندما يختلف أحدهم مع الآخر، لبنان بلد ميزه الله تعالى على كثير من بلاد العالم، إن المحن تتوالى عليه، لكن الفتن تبحث عن بيئة حتى تترعرع فيها وتنشأ فيها ثم تنفجر.
أتحدث اليوم من طرابلس، هذه المدينة الأبية التي قاومت كل أنواع الفتن والتي دفنت كل ما كان يحاك من أجلها، هذه المدينة التي تجاوزت كل أنواع الفتن الطائفية وكل أنواع الفتن المذهبية وكل أنواع الفتن مع سائر القوى الفاعلة والمتمركزة على الأرض، ولأن أبناء المدينة يعودون إلى أصل كريم وإلى قيم عالية ولأنهم يرددون جميعا بأن الإنسان أخو الإنسان وأننا نعيش في وطن كلنا فيه أخوة وينبغي أن نتساوى فيه في الحقوق والواجبات".

وقال الشعار: "هذه المدينة التي إستعصت على الإنفجار في كثير من المحطات التي كانت تعد لها، صحيح أنها تشكو بين الفترة والأخرى من الحرمان، وتارة من الإهمال ولكنها رغم ذلك فهي المدينة الأولى التي تعلن ولاءها للوطن وللدولة وللإنتظام العام. نتحدث اليوم من طرابلس لا لنلفت النظر إلى ما يمر بنا في بلدنا وإنما لنعلي الصوت، الصوت الآمن، الصوت الهادىء، المناشدة المشحونة بحب الوطن وبحب المواطنين. هذه المدينة تعلن كلمة هي نريد العدل، نريد أن تتساوى المدينة مع سائر أخواتها المدن في كل نواحي الحياة والإهتمام المدني والإجتماعي وسائر ما تستحقه المدن، ولنقول كلمة رددها عقلاؤها وزعماؤها وساستها بأنها مدينة تطالب الجميع بوحدة الكلمة، بوحدة الصف. ولن اقول اليوم بوحدة الكلمة الإسلامية أو السنية فحسب وإنما بحتمية وحدة الكلمة الوطنية وهي لا تتجلى إلا إذا عاد الجميع إلى الدستور، إلا إذا تساوى الجميع أمام الدستور، إلا إذا شعر الجميع أن القانون يحميهم ويرعاهم ويؤمن لهم أمن مستقبلهم وحياة أبنائهم".

وأردف قائلا: "لبنان مر بمراحل أو بمحطات، كل محطة ربما تتطلب حكمة الحكماء وتعقل العلماء هو الذي يجعل للإنهيار حدا وللبلد صمام أمن وأمان والذي يعيد الجميع إلى قانونهم ودستورهم. والأزمة السياسية التي نمر بها لا تتوقف عند غياب الشيخ سعد الحريري إنما ينبغي أن ندرك أسباب الإستقالة وأبعادها ومضمونها، لا يجوز أبدا وعلى الإطلاق ان يشعر فريق انه منتصر وغالب على الآخر، لا بإنتمائه الخارجي ولا بإمكانياته العسكرية والسلاحية. لبنان كبقية الدول والأوطان والمجتمعات ينبغي ان يتساوى فيه الناس بكل انواع الحقوق والواجبات، وربما يتفاوتون في ثقافاتهم وفي قوة تجارتهم وفي علمهم، اما الحقوق والواجبات المدنية والدينية ينبغي ان يكون الجميع سواسية أمامها".

وقال: "باب الإستقالة خطير ومضمون الإستقالة أخطر وغياب رئيس وزراء لبنان عن بلده قضية تحتاج من الدولة ان تحتضنها وتستوعبها وان تجد لها حلا وفرجا. وكل المواقف التي اعلنت حتى اللحظة مواقف مشرفة ولافتة. المواقف التي أعلنها المسؤولون من قمة الهرم وعلى ابواب دار الفتوى وفي لقاء المسؤولين مع سماحة مفتي الجمهورية، كلها مواقف تدل على وحدة وطنية ووحدة سنية وإسلامية ولو ان دار القتوى فقدت شريحة من ابناء الوطن لم يشدوا الرحال إليه، قضية لافتة نحن ينبغي ان تسود المحبة والأخوة والمساواة وان يكون إبن الشمال أخا لإبن الجنوب وان يكون سائر ابناء الوطن سواسية امام القانون والقضاء والعدل والدستور".

وتابع: "أثمن عاليا كل المواقف التي أعلنت، واعيد الكلام ثانية من قمة الهرم، والتريث رأي حكيم لأن الذي إستقال يمثل طائفة وشريحة وجزءا من الكيان وليس سنيا فحسب وإنما وطني كذلك، فالتريث امام الإستقالة ممدوح ومبارك وموفق، ولكن على الدولة ان تسعى لإيجاد حل لأسباب الإستقالة. لا يجوز ان يعتدي أحد على الآخر، ومن الذي يقول بأن حزبا او سياسيا او فردا يحق له ان يتطاول على دولة وعلى شعب وعلى آخرين؟ ينبغي ان نعود إلى قيمنا، القيم هي الاساس. نحن امة العلاقة في ما بيننا علاقة قيمية. الشعور بالإنتماء للوطن قيمة، وخلق، وثقافة دينية وقيم سماوية كذلك. وعلى الدولة ان تجد وان تبحث وأن تحزم امرها لإيجاد حل لكل أسباب الإستقالة، وإلا فربما تتوالى الإستقالات، وهذا من شأنه خراب البصرة وتصدع الوطن، ولا يجوز لأحد أن يخطف وطنه لمصلحة وطن آخر".

وختم الشعار: "نناشد الجميع وبأناة بالغة وبخلق ديني ان نلتقي على كلمة سواء، هذه الكلمة هي الدستور أوالطائف الذي اعلن وحدة اللبنانيين والذي اعطى لكل طائفة ما يماثل الأخرى، نناشد الدولة ونحيي كل صاحب موقف وطني وأخلاقي وكل صاحب كلمة تهدف إلى إعادة الأمن والإستقرار إلى لبنان وإلى الشعب اللبناني ليكون هذا البلد آمنا مطمئنا بإذن الله عز وجل".
 

  • شارك الخبر