مجتمع مدني وثقافة
رندة بري في ندوة عن مرض السكري: السبب الرئيسي الثامن للوفاة عند النساء
الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 14:41
أقيمت في مجمع نبيه بري لتأهيل المعوقين في الصرفند، ندوة بعنوان "المرأة ومرض السكري"، لمناسبة اليوم العالمي للسكري، برعاية رئيسة الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين رندة عاصي بري وحضورها، وبالتعاون مع الجمعية اللبنانية للسكري والاتحاد الدولي للسكري.
وألقت مديرة مجمع نبيه بري لتأهيل المعوقين مهى شومان جباعي كلمة، رحبت فيها بالحضور في هذا اللقاء"، وقالت: "ان الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين دأبت وبشكل مستمر على اقامة نشاطات عديدة في مجال الصحة بهدف توعية المجتمع على عدة امراض واضطرابات صحية، وقد اخترنا في لقاء اليوم الحديث عن المرأة ومرض السكري، فلا بد من الاشارة الى ان مرض السكري هو من المسببات الاساسية للاعاقة، ونظرا لرسالة الجمعية في إعادة تأهيل المعوقين فهي تحتضن جميع المرضى المصابين بالسكري من جميع فئات المجتمع من خلال اطلاقها سلسلة نشاطات صحية وخدماتية، بالاضافة الى المتابعات الطبية الفعالة لتعزيز القدرات على التعايش مع داء السكري والعمل على الوقاية منه".
واشارت الى "ان الجمعية تنظم ندوات حول مرض السكري كما يتابع قسم العيادات حوالي 893 مريضا مصابا بداء السكري بشكل مكثف ودقيق. وقالت: "كنا السباقين في استحداث وحدة او عيادة طبية متخصصة لادارة العلاجات الدوائية".
وأعلنت "ان الجمعية تعد بالتعاون مع رئيس الجمعية اللبنانية للسكري الدكتور محمد صنديد برنامجا يهدف الى استقطاب عدد من المتطوعين لاقامة زيارات منزلية لمرضى السكري لتوعية العائلات".
من جهتها، نوهت السيدة بري بجهود الجمعية اللبنانية للسكري برئاسة الدكتور صنديد، وقالت: "هذه الندوة تأتي دعما لليوم العالمي للمرأة في 8 اذار، حيث اختار الاتحاد الدولي للسكري شعاره لليوم العالمي للسكري لهذا العام، "المرأة والسكري: الحق في مستقبل صحي افضل" والتي نقارب فيها واحدا من اكثر الامراض انتشارا في العالم حيث يوجد حاليا ما يربو على 199 مليون امرأة مصابة بالسكري، ومن المتوقع ان يزداد هذا العدد الى 313 مليون بحلول عام 2040، فالسكري وفقا لاحدث الاحصاءات يعتبر السبب الرئيسي الثامن للوفاة عند النساء حول العالم فهو يتسبب في وفاة مليونين ومئة الف حالة بين النساء كل عام".
اضافت: "وفقا لهذه الارقام المخيفة سوف يتركز موضوع ندوتنا اليوم على اهمية تسليط الضوء على هذا الخطر الذي يشكله هذا المرض على صحة وحياة الانسان والمرأة خصوصا، وكذلك الى الآليات والجهود الضرورية لدعم حقوق المراة المصابة بالسكري في العلاج والتأمينات الصحية:
- اولا: لناحية تسليط الضوء على خطر هذا المرض، يجب العمل بداية على اطلاق حملات توعية على مستوى الوطن وابراز اهمية التصدي لداء السكري وتداعياته الخطيرة، باعتبار ان الركيزة الرئيسية في علاج هذا المرض هو التثقيف الصحي، والذي ثبت انه يساعد بشكل كبير على التقليل من مضاعفات المرض، سواء المضاعفات الحادة اوالمزمنة. وللاسف الشديد ما زال تعليم مرضى السكري بطبيعة مرضهم ومساعدتهم على التعايش معه ليس على القدر المطلوب.
وعليه يجب ان تتركز هذه الحملات على:
1 - تثقيف المرأة من خلال تعريفها على اسباب وعوامل خطر الاصابة بمرض السكري تبعا لنوعه.
2 - توعيتها حول العوارض التي تستطيع من خلالها اكتشاف هذا المرض.
3 - توعية المرأة لاهمية اتباع انماط غذائية صحية سليمة لها ولاسرتها، وادراكها لضرورة محاربة السمنة وممارسة الرياضة للتقليل من نسبة الاصابة بالمرض.
4 - ضرورة اتباعها نظام المراقبة الذاتية لنسبة السكر في الدم، واجراء الفحوص المخبرية بشكل دوري والتواصل والمتابعة المنتظمة مع الطبيب المعالج، بهدف ابقاء هذا المرض تحت السيطرة.
وقالت: "في هذا المجال، فان الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين ومنذ انطلاقتها أولت موضوع التوعية حول الامراض المزمنة اهمية خاصة، آملة منها بالوصول لمجتمع واع ومتفهم، حيث تقوم سنويا بتنظيم حملات ومحاضرات حول هذه الامراض ومنها مرض السكري، من اجل توعية المرضى وأسرهم لاكتساب الخبرات اللازمة للتكيف مع المرض والتغلب على تأثيراته، اضافة الى ذلك عقدت الجمعية العديد من اللقاءات الطبية المتخصصة من اجل نقاش مستقبل علاج داء السكري من النوع الثاني وكان اخرها في العام 2015".
واشارت الى انه في ما يختص بالجهود الضرورية لدعم حقوق المرأة المصابة بالسكري في العلاج والتأمينات الصحية فذلك يكون من خلال:
1- دعم النساء المصابات بالسكري او المعرضات لخطر الاصابة، على اهمية الوصول المتساوي والمنصف بعيدا عن التمييز الى مختلف العلاجات والتقنيات الاساسية المتعلقة بمرض السكري.
2- تعزيز مراكز الرعاية الاولية التابعة لوزارة الصحة العامة او المراكز المتعاقدة معها، والمنتشرة في المناطق اللبنانية كافة وبصورة شهرية منتظمة، وتعزيز الخدمات الطبية المقدمة للمرضى المصابين بداء السكري وخصوصا النساء.
3- زيادة دعم تغطية النسبة الاكبر من تكاليف الفاتورة الاستشفائية للمرضى المعالجين في المستشفيات وغير المشمولين بالضمان الاجتماعي او شركات التأمين الخاصة.
4- تعزيز العلاقة وتطويرها مع الجمعيات الاهلية والخاصة المعنية بداء السكري.
5- الدفع باتجاه القيام بالدراسات اللازمة حول مرض السكري في لبنان، عبر تجميع كافة المعطيات الشاملة المحيطة به، لتكون اساسا يعتمد عليها لوضع الاستراتيجية الوطنية لهذا المرض والحد من انتشاره".
بعدها، قدم ممثل الاتحاد الدولي للسكري رئيس الجمعية اللبنانية للسكري الدكتور محمد الصنديد محاضرة عن دور الاتحاد في رعاية المرضى، معتبرا ان "مرض السكري هو تسونامي العصر"، مشيرا الى "ان لبنان مصنف في الدرجة الخامسة عالميا بالاصابة بالمرض، بعد ان كان منذ خمس سنوات في الدرجة السابعة".
وقال: "هناك 500 الف مصاب كما ان هناك حوالى 500 الف مصاب غير معروفين، وهنا نشكر دولة الرئيس نبيه بري على دعمه الدائم"، مؤكدا "اننا سنبقى نعمل جاهدين لوقف هذا الزحف وهذا الخطر عن كاهل المواطنين".
كما حاضر عدد من الاخصائيين عن مرض السكري. وتم اجراء فحوصات مجانية للسكري للمشاركين في الندوة.