hit counter script

مقدمات نشرات التلفزيون

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 4/11/2017

السبت ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 22:03

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أرجأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون زيارته التي كانت مقررة غدا إلى الكويت، كما اتصل بأفرقاء الائتلاف الحكومي من أجل التشاور والتأكيد على الاستقرار والهدوء بعد تقديم الرئيس الحريري استقالته.

ثمان وأربعون ساعة ويتضح مسار الوضع المحلي الناجم عن أسباب خارجية. هذا هو موقف قيادة "حزب الله" من الزلزال الذي حدث باستقالة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

ويمكن القول إن التوصيف الذي كان الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق عمرو موسى يستعمله في الأزمات والحلول، في مكانه هذه المرة أيضا. فهو كان يرى الوضع اللبناني في الطبقة الأرضية لمبنى، في طبقته الأولى السعودية وإيران، وكانت معها سوريا، وفي الطبقة العليا الولايات المتحدة الأميركية وروسيا.

معنى هذا الكلام، أن استقالة الرئيس الحريري والخطوة التي تليها، موضوع تجاذب سعودي- إيراني ناجم عن محاولة تقارب أميركي- روسي. التقارب هذا يتضح في أن واشنطن وموسكو في عهدي ترامب وبوتين اتفقتا على العودة إلى سايكس بيكو، بدليل سقوط أو إسقاط محاولة البرزاني في استقلال كردستان وانسلاخها عن العراق، والتمسك بسايكس بيكو، بخلاف عهد أوباما الذي كان يضغط بإتجاه اتفاق جديد، وخاطرة جديدة للمنطقة أنتجت ما سمي بالربيع العربي.

استقالة الرئيس الحريري تأتي في سياق تثبيت سايكس بيكو، والنأي بلبنان عن الأحداث الإقليمية، والعودة عنها تقتضي رفض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هذه الإستقالة، والطلب الى الحريري الإستمرار في رئاسة الحكومة سواء بتعديل الإتفاق السياسي الذي جاء بها، أم باتفاق على تعديل وزاري لحكومة انتخابات من طريق قبول الإستقالة، ثم تكليف الحريري مجددا، ثم تأليف الحكومة معدلة.

وهذا الأمر مرتبط بتأكيد البيان الوزاري الجديد، على عدم شتم أي فريقٍ في الحكومة لأي فريق خارجي، سواء كانت السعودية أم إيران أم غيرها.

هذه الصورة المحتملة تجد من يعارضها، ويقول إن الوضع سيكون بمفاوضات سياسية طويلة، بإنتظار انتاج سلطة جديدة من خلال الإنتخابات النيابية.

وهناك من يقول أيضا، إن الوضع خطر ويتجه إلى تصعيد إقليمي ينعكس على لبنان، وهنا إشارة النائب جنبلاط الى ضعف لبنان.

ومع الأمل في وضع حكومي أفضل عبر التوافق الأميركي- الروسي إقليميا، ومنه التوافق السعودي- الإيراني لبنانيا، تبقى الإشارة إلى تأكيدات وزير المال ومصرف لبنان، على أن الوضعين النقدي والإقتصادي سيتجاوزان مخاطر الإستقالة.

وفي بيان الإستقالة، برز في الأسباب الموجبة ما يتعلق بالمخاطر التي كانت تتهدد حياة الرئيس الحريري، وترافقت مع أنباء عن كشف محاولة اغتيال قبل أيام، من طريق تعطيل أبراج المراقبة لموكب الرئيس الحريري.


*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هل هي استقالة أم انقلاب؟.

من المملكة العربية السعودية، ومن قناة "العربية" تحديدا، فجر الرئيس سعد الحريري قنبلته معلنا استقالته من رئاسة الحكومة، في خطوة تصعيدية فاجأت مختلف الأوساط، لما انطوى عليه بيان الاستقالة من لغة هجومية عنيفة جدا ضد "حزب الله" وإيران، مطلقا التهديد تلو التهديد والوعيد تلو الوعيد بقطع أيادي إيران في المنطقة، ومشبها الأجواء الحالية بالأجواء التي سادت قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

بعض الأوساط وصفت إعلان الحريري بأنه بمثابة إعلان ساعة صفر لمواجهة مفتوحة، لا يعرف أحد حدودها ومداها ونتائجها على لبنان والمنطقة.

وفور إعلان الحريري استقالته، أجرى اتصالا برئيس الجمهورية ميشال عون وأعلمه باستقالة حكومته. وعلم أن الرئيس عون ينتظر عودة رئيس الحكومة المستقيل إلى بيروت، للاطلاع منه على ظروف الاستقالة ليبنى على الشيء مقتضاه.

هذا وعلم أن الرئيس نبيه بري الموجود في مصر للمشاركة في المنتدى العالمي للشباب، تابع تطورات استقالة الحريري خلال اتصالات أجراها مع بيروت للوقوف على آخر المستجدات. وتواصل مع رئيس الجمهورية وتباحثا في آخر المستجدات المتعلقة باستقالة الحريري.


*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

في الشكل قبل المضمون، أي مستقبل للبنان يريده السعوديون؟.

فمن مكان ما على الأراضي السعودية، استقال أو أقيل رئيس الحكومة اللبنانية، وما غرده السبهان كتب للحريري فأذاعه في بيان.

سابقة عرفت باستقالة، أصابت كل الدساتير اللبنانية والأعراف، وأهانت لبنان حكومة وشعبا ومؤسسات.

ومن كلام الحريري المبحوح المناقض لكلام الأمس الرنان عن التمسك السعودي بالاستقرار السياسي والأمني في لبنان، استخلص اللبنانيون السؤال: هل استقال الحريري أم أقيل؟، ومع من نسق استقالة لم يعرف بها حتى مستشاروه؟، هل هكذا تحمي السعودية لبنان؟، وهل باطاحتها كل الأعراف والأصول الديبلوماسية، وفرضها على اتباعها وصاية علنية، تظن انها قادرة على الامساك بالورقة اللبنانية؟.

وإن كانت أزمتهم السياسية تفرض اللعب بالورقة الحكومية، فهل من الحكمة اللعب بالورقة الأمنية لغايات تحريضية؟، فحتى حديث الاعلام السعودي عن محاولة اغتيال الحريري قبل أيام، نفته المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، متبرئة من تلك الاشاعات التي لا أساس لها من الصحة ولا علاقة لها بفرع المعلومات.

فأي المعلومات التي وترت السعودي حتى وصل إلى هذا المستوى من الانفعال، هل هو الاعلان المنتظر عن طرد الحشد الشعبي والجيش العراقي ل"داعش" من كامل العراق، أم استعادة الجيش السوري وحلفائه جل أراضيه وبلوغهم حدود البوكمال؟، أم انها الهتافات اليمنية التي يتردد صداها في نجران، معيدة على مسمع السعوديين ضياع المليارات التي أعطيت لترامب من دون قدرة الرياض على استثمارها لا في الأمن ولا في السياسة ولا في الاقتصاد؟.

وهل من علاقة للخيبة السعودية بالتصريحات الاسرائيلية التي أعلنت عدم قدرتها على تغيير المعادلات على الأراضي السورية، وتراجعها عن كل تهديد بالحرب ضد المقاومة اللبنانية، وارسال رسائل التهدئة للمقاومة الفلسطينية؟.

وآخر السؤال: أين الحريري؟، وإلى أين يدفع السعودي بلبنان؟.


*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في 11 كانون الثاني 2011 انقلبت قوى الثامن من آذار على الرئيس سعد الحريري وهو في واشنطن، فأعلن وزراؤها استقالتهم من الرابية فيما كان يلتقي الرئيس الأميركي في واشنطن، هكذا دخل الحريري البيت الأبيض رئيسا للحكومة وخرج منه رئيسا مستقيلا.

اليوم وبعد 6 أعوام وعشرة أشهر، انتقم الحريري من الانقلاب الذي حصل ضده، فانقلب هو على قوى الثامن من آذار وأعلن من السعودية استقالة حكومته ومعها سقوط التسوية التي أتت بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.

نحن إذن أمام مشهد سياسي مربك ومفاجئ الالتباسات والأسئلة فيه كثيرة، فماذا بعد سقوط حالة ربط النزاع؟، كيف ستتظهر النزاعات الجديدة وأي اشكال ستاخذ؟، هل في الامكان بعد تشكيل حكومة جديدة، وأي سياسي من الطائفة السنية يمكن ان يقبل بلعب دور الفدائي وبتشكيل حكومة، بعد السقف العالي الذي حدده الرئيس الحريري؟. ثم ماذا عن مصير الانتخابات النيابية في أيار؟، بل ماذا عن مصير العهد؟، وهل يقبل العماد عون ان يتحول رئيسا لادارة الأزمة؟.

في الخلاصة، ما بعد 4 تشرين الثاني 2017 لن يكون كما قبله، ولبنان دخل مرحلة جديدة مليئة بالمفاجآت والتطورات.


*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

هي خطوة مفاجئة حتى لأوساط سعد الحريري. فهكذا من دون سابق انذار، أقدم على خطوته تلفزيونيا من السعودية. واللافت، ان جدول مواعيده ليوم الاثنين كان يشمل لقاءات في السرايا الحكومية تحديدا، وهو ما يؤكد كون الخطوة مباغتة حتى له، وهو الذي أطل قبل يومين مرتاحا بدعابة "هلا بالخميس"، ليتحول السبت إلى مستقيل.

بعيد رسالة الاستقالة، اتصل الحريري برئيس الجمهورية الذي أجرى اتصالات بمختلف المسؤولين في الدولة لضمان استمرار عمل المرافق وحفظ الاستقرار، وهو ينتظر معلومات إضافية لتحديد خطواته اللاحقة. وقد اتصل الرئيس عون بأركان الائتلاف الحكومي جميعا للتشاور والتأكيد على الاستقرار والهدوء.

وتعليقا عما تردد عن احباط فرع المعلومات محاولة لاغتيال الحريري، أوضحت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان، أن ما يتم تداوله غير صادر عنها وأنها ليست مصدر هذه الأنباء وليس لديها أي معطيات حول ذلك.


*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

من قال إن السياسة أقوى من المفاجآت؟، ما حصل اليوم يؤكد العكس، المفاجآت أقوى من السياسة: بالتدرج، ماذا حصل؟.

أمس يصدر الخبر التالي: غادر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم بيروت متوجها إلى المملكة العربية السعودية في زيارة عمل. بعد السعودية كان مقررا ان يتوجه مساء اليوم إلى مصر للقاء الرئيس السيسي.

رئيس مجلس النواب نبيه بري في شرم الشيخ منذ صباح اليوم، لحضور مؤتمر شبابي وللقاء السيسي أيضا.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يستعد للتوجه إلى الكويت صباح غد في زيارة رسمية، لكن بيانا رسميا صدر عن قصر بعبدا هذا المساء أعلن إرجاء الزيارة.

ينتصف النهار اليوم، تمرر قناة "العربية" في شريطها الإخباري، الخبر التالي: "مصادر العربية: أنباء عن استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري". كانت هذه الصاعقة الأولى. ألحقتها بعد دقائق بصاعقة ثانية تقول: الحريري يعلن استقالته من رئاسة الحكومة. لتأتي الصاعقة الثالثة ثابتة وقاضية، يطل الرئيس الحريري على شاشة "العربية" ليتلو بيانا مسجلا يعلن فيه استقالته. وتضمن البيان هجوما عنيفا على إيران و"حزب الله" وكلاما عن مرحلة أمنية، حيث قال: "إننا نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

البلد في حال ذهول: ماذا جرى؟، كيف انقلبت الأوضاع رأسا على عقب؟.

صمت مطبق. الجميع كأن على رؤوسهم الطير، لكن أعلن هذا المساء ان السيد نصرالله سيتحدث مساء غد تعليقا على هذه الاستقالة. توجهت الأنظار إلى قصر بعبدا لمعرفة الموقف، فكان الجواب في بيان مقتضب حاء فيه: الرئيس عون ينتظر عودة الرئيس الحريري إلى بيروت للاطلاع منه على ظروف الاستقالة، ليبنى على الشيء مقتضاه".

لكن أي عودة ستتم فيما بيان الرئيس الحريري يتحدث عن أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال رفيق الحريري. أي كأنه يقول: كيف أعود وأنا معرض للاغتيال؟. واستطرادا: كيف سيبني الرئيس عون على الشيء مقتضاه إذا لم يعد الرئيس الحريري؟، هل بإمكانه أن يعتبر أن الاستقالة كأنها لم تكن؟.

من الصعوبة بمكان الركون إلى هذا الاعتبار، فالمادة 69 من الدستور تقول: تعتبر الحكومة مستقيلة إذا استقال رئيسها. إذا، دستوريا، استقالت الحكومة وقضي الأمر، فماذا بعد؟، هل سيدعو الرئيس الى استشارات نيابية ملزمة؟.

في السابق كانت هناك "كلمة سر" أو "وحي" يهبط لتحديد الاسم الذي يسمى في الاستشارات. اليوم الأمر مختلف: فمن يقبل أن يسمى في هذا الجو؟.

وإذا قلنا الأمور كما هي: أي شخصية سنية قادرة اليوم على ان تسمى في ظل هذا الجو غير الطبيعي وغير الاعتيادي، وفي ظل استقالة غير اعتيادية تمت من خارج لبنان للمرة الأولى في تاريخه، فحتى قبل الطائف لم تقدم استقالة خارج لبنان، وبعد الطائف اعتذر الرئيس رفيق الحريري مرتين عن عدم تشكيل الحكومة، لكن من لبنان وليس من الخارج، حتى ان الرئيس رفيق الحريري حين استقال واعتذر عن عدم تشكيل الحكومة، قال في بيانه الشهير: "استودع الله لبنان" لكنه بقي في بيروت إلى حين اغتياله؟.

اليوم قدم الرئيس سعد الحريري استقالته من السعودية، فإذا عاد إلى بيروت يكون نسف مضمون بيانه عن الأجواء التي سبقت اغتيال والده، وإذا لم يعد يكون البلد قد دخل في مرحلة جديدة، فما هو عنوان هذه المرحلة؟، وهل ستمر على خير، أم أن هناك شيئا ما قد يحصل بين الاستقالة وبين الحكومة الجديدة؟. من الصعب جدا التكهن، خصوصا ان المفاجآت مفتوحة على كل الاحتمالات، تماما كما حصل اليوم.

لكن ما هو مؤكد ان البلد دخل في مرحلة تصريف أعمال، فهل سيقدر الوزراء دقة الوضع، أم ان تصريف الأعمال من دون ضوابط سيجعلهم يتمادون في ممارساتهم، تماما كما ممارسات وزير الزراعة بالنسبة إلى تراخيص الاستيراد التي يعطيها، أو ممارسات وزير الاتصالات؟، فهل من تعميم يصدر لئلا تقع كارثة تصريف الأعمال وتمادي الوزراء في هذا المجال على قاعدة "يا رايح كتر التواقيع"؟.

استقالة الحريري اليوم، في أي خانة يمكن وضعها، في السنة الأولى من عهد الرئيس عون؟، فإذا كان عنوان السنة الأولى: التسوية بين الرابية وبيت الوسط، فما هو عنوان السنة الثانية في ظل سقوط أحد طرفي التسوية؟.

لا جواب حتى الآن، لأن المفاجآت اليوم أقوى من السياسة. والقدر أقوى من السياسة: في حكومته الأولى، دخل للقاء الرئيس أوباما رئيسا للحكومة، وخرج رئيسا سابقا. أمس توجه إلى المملكة رئيسا للحكومة، فأطل منها اليوم رئيسا سابقا.

ووفق معلومات خاصة بال "أل بي سي آي" فإن الرئيس الحريري هو بألف خير وليس، كما تردد، تحت الاقامة الجبرية، ولم يجبر على الكلام، كما قيل.


*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

فجر الرئيس سعد الحريري، بقرار الاستقالة من الحكومة، مخططا تفجيريا كان يعد للبنان. وفي المعلومات ان جهاز مخابرات اجنبي وضع الرئيس الحريري في الساعات الأخيرة أمام مخطط مذهل للتخلص منه بأهداف تطال شظاياها لبنان والمنطقة.

بيان الاستقالة الذي أعلنه من الرياض في المملكة العربية السعودية، دفع إلى سيل من الأسئلة عما سيواجهه لبنان من تحديات في الأيام المقبلة. فالرئيس الحريري استعرض التسلط الذي يعانيه اللبنانيون من فئات من خارج الحدود تطاولت على سلطة الدولة وانشأت دولة داخل الدولة، مشيرا ومن دون مواربة إلى ايران.

وأكد ان البلاد تعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال الشهيد رفيق الحريري، لافتا إلى انه لمس ما يحاك في الخفاء لاستهداف حياته. وتوعد بأن أيادي إيران التي تمتد إلى الأمة العربية ستقطع وسيرتد الشر إلى أهله.

استقالة الرئيس الحريري لاقت موجة من ردود الفعل على المستويين المحلي والاقليمي، في وقت أعلنت رئاسة الجمهورية ان الرئيس ميشال عون تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الحريري وأعلمه باستقالة حكومته.


*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

دولة الرئيس سعد بن الحريري "أستقيل" من رئاسة الحكومة، في قرار فاجأه شخصيا قبل أن يفاجىء لبنانه. وفي بيان مكتوب بصياغة من يحزمون ويعصفون، تقرر للحريري أن يكون خارج الحكم، وهو الذي كان في ساعاته الأخيرة يمتلىء نعمة سياسية ويعلن لعدد من الوزراء والأصدقاء أنه يخطط لمشاريع حيوية في البلاد. وبساعة تخل عن السلطة لم يعرف الحريري بدنوها، قرأ رئيس الحكومة البيان الذي حرر، وسجل سابقة في الاستقالة عن بعد.

وهذه السابقة إنما كان لها نظير واحد على أرض المملكة العربية السعودية، عندما تقرر للأمير محمد بن نايف أن تقبل أياديه وجبينه قبل أن يمنح قرار نهاية الخدمة. واليوم فإن الحريري أريد له أن يتخذ قرار تحييده عن المشهد اللبناني، وعبر الإعلام السعودي لا اللبناني.

واذا كانت الاستقالة قد صدمت الرأي العام، فإن قناة "الجديد" كانت أول من توقع حدوثها في نشرتها الاخبارية قبل أيام، عندما أكدت أن الحريري سيكون أمام خيارين: إما تدمير قوة "حزب الله" وإما الاستقالة، وقد كانت الثانية أسهل من الأولى، فاختار أهون الشرين، فماذا بعد؟.

الاستقالة لن يستطيع رئيس الجمهورية قبولها عبر البريد التلفزيوني، تلاها تبليغ هاتفي من الحريري، وفي بيان صدر عن مكتب الرئاسة قال بالمختصر: ننتظر العودة ليبنى على الشيء مقتضاه. والرئيس المصروف من الحكومة سيكون عليه التوجه، ولو عرفا، إلى بيروت لتقديمها شخصيا، وتجاوز تلك الشائعات التي دبرت على عجل مخططا للاغتيال، لأن شعبة المعلومات نفسها التي تعد الذراع الأمنية للحريري، لم تكن تعلم بتلك المعلومات.

ما كان في الجو أجواء توحي بارتكاب الحريري فعل الاستقالة، فسيرته السياسية لأيام خلت، طفحت بالتفاؤل والمحافظة على الاستقرار، حتى إنه نقل غيرة المملكة على هذا الاستقرار، مفتتحا بها جلسة مجلس الوزراء الأخيرة. وسيرته السياسية أيضا مذ تولى رئاسة الحكومة، ارتقت إلى أعلى مستوى في التنسيق والتوازن ومد خطوط التواصل مع جميع الأطراف، وذهب في ممارسة دوره الوطني إلى حد توقيع مرسوم تعيين سفير للبنان لدى سوريا، تلتها مصافحة مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي أكبر ولايتي، وربما شكل السلام وما تلاه من كلام، القشة التي جعلت قيامة المملكة تقوم.

وعليه فإن إقدام الرياض على كف يد الحريري، إنما يشكل ضربة للدور السني المعتدل الذي لعبه رئيس الحكومة المقال، الذي شكل مظلة أمان للبنان في ظل ما تعيشه المنطقة.

المؤكد أن البيان صيغ بحبر سعودي، وليس بعقل استشاري من دائرة الحريري الضيقة، خصوصا أن أحدا من مستشاريه لم يرافقه، بل ذهب وحيدا إلى مملكة مواجهة المصير، فنادر الحريري في بيروت، وعقاب صقر خارج لبنان والسعودية.

أول برقيات الاستقالة الجبرية وجهت إلى العهد، وأول مفاعيلها الداخلية كانت بتأجيل رئيس الجمهورية زيارته التي كانت مقررة غدا إلى الكويت، وهو فتح خطا ساخنا مع كل مكونات الحكومة ومع بكركي ودار الفتوى، للتشاور والتأكيد على ضرورة المحافضة على الاستقرار، وأوعز إلى الأجهزة الأمنية بحفظ الأمن.

أما مفاعيلها الخارجية فمتروكة لكلام أمين عام "حزب الله" السيد نصرالله غدا، والغد لناظره قريب.
 

  • شارك الخبر