hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

رنده بري: سنشهد في الأشهر المقبلة افتتاح المتحف الوطني في صور

الخميس ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 12:39

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد لقاء تشاوري في مركز باسل الأسد الثقافي "إبحار"، بدعوة من بلدية صور وبالتعاون مع الجمعية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب اللبناني (آثار جل)، برعاية وحضور رئيسة الجمعية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب اللبناني رنده عاصي بري، النائب عبد المجيد صالح، العقيد الركن ابراهيم حوري ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف ضاهر، قائمقام صور محمد جفال، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور، رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، ومسؤولين في اليونيفيل وممثلي احزاب وجمعيات اجتماعية واهالية وكشفية ورياضية وتربوية.

ناقش اللقاء ورقة العمل الخاصة بإطلاق الحملة الوطنية لتنمية مدينة صور، والتي تتضمن أبرز التشريعات والبنى التحتية والخدمات العامة التي تحتاج للتطوير الملح. كما تناول أبرز المشاريع التي تنفذ من قبل وزارات الدولة وبرامج خارجية والتي تعاني من تباطؤ غير مبرر يعيق طموح أهل المدينة لخدمات سليمة ومستدامة، وذلك بهدف تحويل مدنية صور نحو السياحة الثقافية بكل مندرجاتها وأن تصبح معلما ثقافيا وسياحيا واقتصاديا بامتياز على شاطئ البحر المتوسط.

ووضعت الورقة بمتناول ممثلي هيئات وفاعليات المدينة والجوار لمناقشتها وترتيب الأولويات والإضاءة على التحديات الأساسية التي تواجهها المدينة وأهلها، تمهيدا لبلورتها ضمن مشاريع وإقتراحات لعرضها لاحقا على الوزراء المعنيين والمؤسسات الدولية المانحة، من أجل تبني وتنفيذ هذه المشاريع والإقتراحات لتطوير البنى التحتية والخدمات السياحية والثقافية وتطوير اقتصاد المدينة.

بدأ اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، ثم تحدث دبوق الذي أكد على دور صور، وقال: "أردنا ان يكون هذا اللقاء لقاء تشاوريا تشاركيا، ايمانا منا بأهمية دوركم وبقدراتكم على المشاركة برفع المدينة واقتصادها الى الامام فكريا ومعنويا وماديا".
اضاف: "ان صور شهدت في السنوات الاخيرة إقبالا مميزا وتزايدا انعكس بشكل رئيسي زيادة في اعداد الزوار المحليين والاجانب مما ساهم بشكل مباشر في تطوير المدينة باتجاه السياحة والثقافة والخدمات المتخصصة بحيث شكل هذا النشاط الاقتصادي اضافة للنشاطات الاقتصادية الاخرى مكونا رئيسيا في انعاش المدينة وتطورها وفي تأمين فرص عمل متعددة مما ساهم ايجابيا في تقليل نسبة البطالة، وتعزيز الامن الاجتماعي".

وعرض بدوي بعض مشاريع التعاون مع الجمعية الوطنية للحفاظ على اثار وتراث الجنوب اللبناني.

أما النائب صالح فأثنى على "جهود السيدة بري والجمعية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب اللبناني، ودورها في النهوض بالجنوب وخاصة مدينة صور".

ثم تحدث بري فتطرقت الى دور مدينة صور التاريخي والحاضر، وقالت: "تتميز مدينة صور بتنوعها الاجتماعي والديني وانفتاحها على جميع مكوانات البلد والتزام أبنائها الاصول الاخلاقية والضيافة بحيث أضحت هذه الصفات ميزة اهل صور الذين يعتبرونها بمثابة الروح لجسد المدينة. وبالتالي يضيف الموقع الجغرافي لصور مواصفات بيئية جيدة وقابلة للتطوير مع قربها من حزام اخضر يظللها وتنوع في الفصول. أما هذا التعاون بين بلدية صور والجمعية اللبنانية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب اللبناني "اثار جل"، هو ورقة عمل تتضمن أبرز التشريعات والبنى التحتية والخدمات العامة التي تجتاج الى تطوير. كما تناولت أبرز المشاريع التي تنفذ من قبل وزارات الدولة وبرامج خارجية والتي تعاني من تباطؤ غير مبرر يعيق طموح اهل المدينة لخدمات سليمة ومستدامة. وسوف توضع هذه الورقة بمتناول ممثلي هيئات وفاعليات المدينة والجوار لمناقشتها وترتيب الاولويات والاضاءة على التحديات الاساسية التي تجابهها المدينة واهلها تمهيدا لعرضها على الوزراء المعنيين والقيمين على تنفيذ مشاريع وخدمات وبرمجة التنفيذ لضمان التزام المؤسسات والشركاء بها كونها خارطة طريق تحظى بدعم أعلى الهيئات السياسية في لبنان".

أضافت: "اليوم، وبعد سنوات طويلة، لن أعدد مشاريع جمعية "اثار جل". ولكن من اجل حق الاعضاء والمؤرخين والادباء والفنانين وامثال الدكتور معين حمزة والدكتور انطوان خوري حرب، كنا نجتمع حينها تحت القصف في بيروت ونجتمع من اجل اعداد مشاريع وتنفذ هذه المشاريع، كمثل اول كتاب توثيق عن اهم المعالم الاثرية في الجنوب اللبناني انجز في الثمانينات، قبل تأسيس الجمعية الوطنية، كان الهدف بالتعاون مع منظمة الاونيسكو من اجل حماية اثار صور حيث كنا نطلب تزويدنا بخرائط المدينة الاثرية وعلى كل المستويات لنراقب مدى تدمير العدو الاسرائيلي لمواقع صور الاثرية ومحيطها".

وتابعت: "ان الكتاب صدر عن اهم المعالم الاثرية في الجنوب اللبناني واستعنا يومها بقوات الطوارئ الدولية والجيش اللبناني وهم كانوا الاساس في ذلك عبر طوافات، ولولاهم لما كان تم هذا المسح وهذا الاحصاء. كل ذلك كانت الجمعية ترجع بطلباتها الى دولة الرئيس نبيه بري وهو الذي بواسطته مع الجيش وقوات الطوارئ الدولية كان يرسل اليهما ليتم هذا العمل".

وأشارت الى ان "الكتاب انجز بثلاثة لغات العربية والانكليزية والفرنسية. وصدر منه اكثر من عشرة آلاف نسخة لمكتبات العالم ولبنان والجامعات والمدارس حيث كنا نستعمل هذا الكتاب كهدية باسم لبنان والجنوب".
وأكدت ضرورة إنشاء المتحف الوطني في صور، وقالت: "رفضنا ان يكون هناك في لبنان موقع وحيد او نقطة واحدة للعودة للتعرف على حضارة لبنان وتدريب وتعليم الاجيال والتسهيل للسائحين والزوار وحتى للباحثين الذين يأتون الى المواقع الاثرية... يأتون الى موقع واحد، جميع طلاب لبنان من عكار والجبل والبقاع والجنوب وطرابلس وصيدا، وهي نقطة واحدة المتحف الوطني ببيروت. المخازن ممتلئة. لماذا لا تظهر؟ لماذا لا تستفيد وزارات السياحة والثقافة والمالية من هذه الامكانيات وتضعها في تصرف المواطنين والسياح؟".

أضافت: "يجب ان يكون في كل مدينة او قضاء متحف- وبالنسبة لنا صور لها اهمية كبيرة- على غرار الدول العربية والاجنبية حيث تتواجد في كل دولة عشرات المتاحف فلماذا لا يكون في لبنان متاحف في المدن والاقضية؟".

ولفت الى أنها عندما زارت مصر وجدت أن فيها 75 متحفا. وقالت: "كنت أطالب منذ ذلك الوقت الرئيس ان يصدر قانونا من اجل انشاء هذا المتحف، لكن تبين بعد ذلك ان لا نحتاج بالضرورة الى قانون بل نستطيع ان نخرجه بقانون من مجلس الوزراء. هكذا كان وهكذا سعى الرئيس بري وهكذا استخرج القرار مع وزير الثقافة وبالتالي ستنعم صور بمشروع المتحف الوطني لأنها ستستطيع ان تبرز هويتها التاريخية وان تحافظ على الحضارات من مقدرات تاريخية وحاضرية وتراثية، فنحن حافظنا على هذه المعالم الاثرية والتراثية التي هي ملك التراث العالمي وليس ملك القطعة او المساحة الجغرافية التي تملكها، سواء كان على مستوى الدولة او المجتمع. نحن مؤتمنون على كل ما سبقنا من انجازات ومقدرات".

وأعلنت بري أن "في الاشهر المقبلة من العام المقبل ستشهدون افتتاح هذا المتحف الوطني في صور التي تستحقه، صور والجنوب".

وقالت: "هذا اللقاء التشاوري اليوم لا يتوقف عند فكرة الآثار بل يتوقف عند البيئة والبنى التحية والآثار والتنمية المستدامة للبشر".
أضافت: "ارتقينا ان نقدم امكاناتنا كمجتمع مدني بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني واندية في المدينة اولا، ومع من يحب ان يساهم من خارج المدينة".

وختمت: "المطلوب ان نعيد التزامنا ونحدد اختياراتنا ونوظف قدراتنا وامكانياتنا من اجل تحصين هذه المدينة لأجل ناسها واهلها واجيالها لتستمر بدعم هذا الدور. وبالتالي علينا ان نطور دور المدينة لتكون قدوة كما كانت للبنان وللمناطق الاخرى وللعالم".

ثم تحدث كلا من الدكتور معين حمزة والدكتور انطوان خوري حرب وعلي اسماعيل، عن اهمية هذا اللقاء الذي ينهض بمدينة صور واهلها، مما يعطي دفعا اقتصاديا كبيرا وعلى كافة المستويات.

واختتم اللقاء بمداخلات لممثلي الجمعيات والاهلية والمؤسسات والاندية الكشفية والثقافية والرياضية. 

  • شارك الخبر