hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - مرلين وهبة - الجمهورية

"السوبّر توكانو" تُحلِّق وواشنطن ترى فيها "تحوُّلاً"

الأربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 06:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حطّت طائرتا «السوبر توكانو» في قاعدة حامات الجوّية على وقعِ زخّات المطر التي لم تستطع رغم غزارتها حجبَ طلّتِهما بالشكل والمضمون، فبَدت الطائرتان بأبهى حلّتهما وقد تَحلّقَ حولهما ضبّاط القوات الجوّية لمُعاينتهما وهم يتفاخرون بمزايا هذه الطائرات وقدراتها. وكشَف البعض منهم ممّن شارَك في التدريبات في الولايات المتحدة عن تجاربهم وحجمِ الإثارة أثناء تحليقهم فيها إلى درجة أنّ أحد الضبّاط الذي قدَّم الإحتفال شبَّه وصولَ الطائرتين إلى لبنان بولادة طفلٍ بالنسبة إلى اللبنانيين، متسائلاً عمّا سيكون شعور الأهل لو وصَلهم توأم، وليس ولداً واحداً.
إنتظر الحضور وصول قائد الجيش العماد جوزف عون قرابة الأولى إلى قاعدة حامات الجوّية، بعدما سبَقته السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد برفقة قائد القوات الجوّية في القيادة الوسطى الأميركية الفريق جيفري هاريجيان.

وشهدَت القاعة المقفلة المحاذية للمدرج حضوراً إعلامياً لبنانياً وأجنبياً حضَر خصّيصاً لمواكبة احتفال التسلّم الرسمي لطائرتَي «السوبر توكانو»، اللتين كانتا قد وصَلتا في وقتٍ سابق إلى مطار حامات. كما طغى الحضور العسكري بعد مشاركة عددٍ كبير من القادة وضبّاط الجيش وقادة من القوات الجوّية السابقين وضبّاط من الجانب الاميركي.

العرضُ المشَوّق الذي قدّمته الطائرتان في سماء حامات أنسى الحضورَ ساعات الانتظار الطويلة، ليعلّقَ أحدُهم: «كانِت بتِحرز النَطرة»، حيث قدّمت الطائرتان عرضاً جوّياً لافتاً رغم كثافةِ الأمطار، واكبَه قائد الجيش بضحكةٍ عريضة وشعورٍ بالفخر والرضى.

قائد الجيش

وبعدما قدّم قائد القوات الجوّية اللبنانية العميد الركن زياد هيكل موجَزاً عن قدرات طائرات «السوبر توكانو» ومواصفاتها القتالية والاستطلاعية، تحدَّث قائد الجيش فاعتبَر أنّ ما يحصل اليوم محطّةٌ جديدة في مسيرة العلاقات التاريخية بين الجيشَين اللبناني والأميركي، محطةٌ تحملُ في طيّاتها الكثيرَ من الدلالات والمعاني، أوّلها عزمُ السلطات الاميركية الصديقة على مواصلة تقديم الدعم النوعي للجيش اللبناني، بتقديم الدفعة الأولى من طائرات الـ«سوبر توكانو» ذات المواصفات القتالية والاستطلاعية العالية، والتي من شأنها إحداثُ نقلةٍ نوعية في مسار تعزيز قدرات القوات الجوّية اللبنانية، وثانيها ثقة هذه السلطات بالدور الوطني الذي يؤدّيه الجيش في حماية لبنان، من الأخطار وخصوصاً خطر الإرهاب، والإنجازات الباهرة التي حقّقها على هذا الصعيد في العديد من المعارك والمواجهات، وصولاً إلى عملية «فجر الجرود» في شهر آب المنصرم، وثالثها تتمثّلُ بحِرص الولايات المتحدة على استقرار لبنان في خضمّ الأزمات والأحداث التي تشهدها المنطقة»، شاكراً ومقدِّراً للسلطات الاميركية ولقيادة الجيش الاميركي على هذه المساعدة القيمة.

ولفت عون إلى أنه على رغم «إمكاناته العسكرية المتواضعة، أثبتَ الجيش أنه على درجةٍ عالية لا بل مميّزة بين جيوش العالم في إرادة القتال والحِرفية والكفاءة القتالية، ونحن نطمح إلى استكمال تجهيز الجيش بالسلاح والعتاد الكافيَين، ليكون قادراً في أيّ ظرف من الظروف، على الدفاع عن حدود لبنان وضمانِ أمنِه واستقراره»، مذكّراً بأنّ «الجيش اللبناني لم يكن في أيّ يوم من الأيام في موقع الهجوم أو الاعتداء على أحد، بل في موقع الدفاع عن وحدة لبنان وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه.

وإنّ أيّ مساعدة عسكرية تُقدَّم إلى الجيش هي في مكانِها الصحيح، لأنّها تصبُّ في خدمة هذه الأهداف الوطنية، كما في خدمة الاستقرار الإقليمي والدولي، وفي شراكة لبنان ضمن منظومة التحالف العالمي لمواجهة الإرهاب».

كما حيّا سلطات الولايات المتحدة الاميركية، على ما قدَّمته إلى الجيش اللبناني من مساعدات عسكرية نوعية، أسهمت بوضوح في تمكينِه خلال عملية «فجر الجرود» من الانتصار على الإرهاب ودحرِه إلى خارج الأراضي اللبنانية، حيث أدّى سلاحُ الجوّ بالتكامل مع سلاح المدفعية في الجيش، دوراً أساسياً وحيوياً في شلِّ قدراتِ الإرهابيين وتحرّكاتهم، وبالتالي حسم المعركة بأسرع وقتٍ وأقلّ خسائر بشرية، غير أنّ ذلك وعلى أهمّيته، لا يعفينا إطلاقاً من مواصلة الحرب على الإرهاب بشبكاته وخلاياه التخريبية، التي قد تطلّ برأسها بين الحين والآخر، وهذا ما نتحسّب له بمزيدٍ من الرصدِ والمراقبة والعمليات الاستباقية، إلى جانب التعاون الاستخباراتي مع الجيوش الصديقة».

ريتشارد

من جهتها، أبدت ريتشارد سرورَها لأن «أكونَ هنا اليوم لتكريس لحظةٍ مهمّة في تطوّرِ الجيش اللبناني كأحدِ أكثرِ الجيوش كفاءةً في المنطقة. إنّ اقتناءَ طائرات سوبر توكانو A-29، وهي طراز جديد من الطائرات، يتميّز بتقنيةٍ متطورة، سيُشكّل تحوّلاً لقدرةٍ جوّيةٍ قوية قائمة لطالما شكَّلت جزءاً أساسياً من قدرات الجيش اللبناني في الدفاع عن البلد».

وأبدت سعادتَها «بتكريم طيّاري الجيش اللبناني الذين عادوا أخيراً، والذين هم من بين الأكثر كفاءةً في المنطقة. هناك إدراك في الولايات المتّحدة للتميز الذي يتحلّى به الضبّاط والجنود الذين يتمّ اختيارُهم للمشاركة في برامج التدريب والتعليم لدينا. إنّ الطلّاب اللبنانيين يتخرّجون دائماً في المراتب العليا في دوراتهم، ويَحصلون على درجات شرفٍ في دراساتهم العليا.

وقد أثبتَ الطيّارون والمساعدون العائدون، من المشاركة في التدريب على طائرات سوبر توكانو A-29، هذا المعيار العالي لدى الجيش اللبناني، وإنّ جيشَنا يفخر بالخدمة معهم. المجموعة الثانية من الطيّارين والمساعدين هم في طريقهم إلى قاعدة مودي الجوّية للبدء بالتدريب في الأسابيع المقبلة، ونحن نتطلّع إلى المشاركة في نجاحاتهم أيضاً».

ولفَتت إلى أنّ «طائرتي سوبر توكانو A-29، هما الدفعة الأولى من ستّ طائرات من الطراز نفسِه ستُسلَّم خلال الأشهر القليلة المقبلة. إنّ التقنية الحديثة التي تتميّز بها طائرة سوبر توكانو A-29 ستوفّر للجيش اللبناني أسلحةً موجّهة بدقة وقدرةٍ على التصويب المتقدّم. إنّ توفيرَ هذه القدرة الجديدة إلى لبنان يعزّز قناعتنا بأنّ الجيش اللبناني هو قوّة قتال إقليمية رائدة قادرة تماماً على الدفاع عن حدود لبنان».

ورأت ريتشارد أنّه «بوجود طائرة سوبر توكانو A-29 سيتمكّن الجيش اللبناني من الآن وصاعداً من القيام بمناورات للأسلحة المشتركة في كلّ الظروف، نهاراً وليلاً، في المناطق المأهولة والمناطق غير المأهولة، بسُبلٍ تُقلّل إلى حدٍّ كبير من مخاطر الأضرار الجانبية والخطر الذي يتعرّض له الأشخاص من غير المقاتلين.

وكما يتبيّن من عملية «فجر الجرود»، فإنّه يمكن للشعب اللبناني أن يثقَ بقدرةِ الجيش اللبناني في تحقيق أهدافٍ استراتيجية وطنية. ومع اقتناء طائرات هجومية متقدّمة من طراز سوبر توكانو A-29، أصبحت الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني أكثرَ قدرةً على الدفاع عن أراضي لبنان».

وأضافت: «على مدى السنوات العشر الماضية، استثمرَت الحكومة الأميركية أكثر من 1.5 مليار دولار في مجالَي التدريب والمعدّات، وقد درَّبنا أكثرَ من 32,000 جندي لبناني.

سنواصل هذه الشراكة والدعم لحكومة لبنان وللجيش اللبناني. في الواقع، لقد أعلنّا أخيراً عن 120 مليون دولار إضافية للتمويل العسكري الأجنبي، ما يوصِل استثمارَنا في الجيش اللبناني إلى أكثر من 160 مليون دولار في هذا العام وحده».

وخَتمت: «تبقى الولايات المتحدة ملتزمةً بلبنان آمِن ومستقر وديموقراطي ومزدهر - والزيادة الهائلة في القدرة القتالية للجيش اللبناني، والذي تمثّله هذه الطائرة، سيساعد على ضمان استمرار الجيش قوّةَ توحيدٍ وطنية، وحصناً ضدّ التطرّف والإرهاب، والمدافع الشرعي الوحيد عن لبنان».

وقد اختُتِم العرض بمشهد ملفت ظنَّ الحاضرون أنّه مناورة، بعدما دخلت إطفائية الجيش على مدرج حامات قبَيل البدء بالعرض، ليسألَ الحاضرون عن سبب قدومها في يوم ممطر بل عاصِف، ليُفاجَؤوا بعدما أنهت الطائرتان عرضَهما، بالإطفائية تُمطرهما بالمياه، ليكتشفَ الجميع أنّ مِن أولى مبادئ القوات الجوّية اللبنانية وعند استلامها لأيّ طائرات جديدة أن تُمطرَها بالمياه أوّلاً لتصبحَ رسمياً ملكها.

مرلين وهبة - الجمهورية

  • شارك الخبر