hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

ارهابي من النصرة يروي رحلة الوصول إلى عرسال وقتل العسكريين

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٧ - 12:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يوم الثاني من آب 2014، لم يكُن يومًا عاديًا أو مجرّد يوم عابر من أيّام لبنان، فيومها أوقف الجيش اللبناني على حاجر وادي حميّد في جرود عرسال المطلوب السّوري المدعو “عماد جمعة” الذي كان يتزعّم ما يسمّى “لواء فجر الإسلام” الذي بايع قيادة “داعش في الرّقة “بعد أن انسحب من القصير وقرى القلمون السّوري باتجاه الجرود اللبنانية. بعد توقيف “جمعة” قامت مجموعته بالهجوم على مراكز الجيش اللبناني في عرسال ومحيطها، وانضمّت اليهم “جبهة النّصرة”، الفارق بما حصل في عرسال أنّ “داعش” و”النّصرة” قاتلوا “كتفًا لكتف” في وقتٍ كانوا بتفننون بذبح بعضهم البعض في الداخل السّوري.

“الهديل” إستطاعت الوصول لأحد مقاتلي “النّصرة” الارهابية الذي واكب “الجبهة” من أيّامها الأولى في قرى القلمون السّوري متنقّلًا بين قراه من “النّبك” و”يبرود” و”فليطا” بعد أن نقل بندقيّته من القتال تحت لواء “حركة أحرار الشّام” ليُصبِح من مقاتلي “جبهة النّصرة” (الفرع السّوري لتنظيم القاعدة). الإرهابي أبو ياسر الفليطي – إسمٌ اختار أن نشير إليه به عوضًا عن لقبه “الجبهوي” لعدم رغبته بالكشف عن هويّته- شابّ ثلاثيني من “فليطة” إحدى البلدات الأساسية في القلمون السوري المحاذي لسلسلة لبنان الشّرقية، يروي لـ”الهديل” بعض التفاصيل عن بداية القتال في القلمون مرورًا بعرسال وصولًا إلى إدلب التي يقيم بها حاليًا بعدالاتفاق الذي قضى بخروج مقاتلي الجبهة جرود عرسال إلى المدينة في الشّمال السّوري.

، يروي “أبو ياسر” لـ”الهديل” بعض التفاصيل عن بداية القتال في القلمون مرورًا بعرسال وصولًا إلى إدلب التي يقيم بها حاليًا بعدالاتفاق الذي قضى بخروج مقاتلي الجبهة جرود عرسال إلى المدينة في الشّمال السّوري.

ينقل موقع الهديل كلامه حرفياً، وذلك بهدف تسليط الضوء على طرائق التفكير التي كانت تسود العناصر الارهابية لحظة ارتكابهم جريمة خطف العسكريين، واظهار المزيد من الخليفات التي حركتهم، ومن دون محاولة التدقيق في كلامه أو تصحيح بعض اقواله.

معارك القلمون السّوري: بداية “النّصرة” في جرود عرسال

“الفليطي”، روى بدايةً عن القتال في القلمون، حينما كان مقاتلًا مع “حركة أحرار الشّام”، قائلًا أنّ “الجبهة” و”داعش” لم يكن لهما الوجود المؤثّر والكبير بدايةً كـ”الأحرار” و”الجيش الحر” وما يسمى “جيش الإسلام” بزعامة “زهران علّوش” الذي قُتِل بغارة روسيّة في الغوطة الشّرقية لدمشق، لكن بعد مقتل أمير “الأحرار” في معارك القلمون تشرذم أعضاء الحركة، وبرزت الخلافات بين القيادات لخلافته، ما جعل مقاتلو الحركة أن ينضموا إلى “النّصرة” و”داعش”، خصوصًا مع سلسلة الهزائم التي تلقّتها فصائل المعارضة في معارك قرى القلمون مع “الجيش السّوري” وحزبِ الله” فانسحبوا جميعًا من قرى القلمون إلى جرودها المحاذية لجرود السلسلة الشّرقية اللبنانية.

يتحدّث “الفليطي” عن ما أسماه خيانة “جيش الأفلام” – يريد بذلك الوصف جماعة زهران علوش- في معارك القلمون، ملمّحًا إلى ما أسماه صفقة أُبرِمَت مع “الجيش النّظامي” أدّت لإنسحاب “جماعة علّوش” بسلاحهم الخفيف والمتوسط والثقيل فجأة من القلمون إلى الغوطة الشّرقية، ما أدّى لضعف فصائل المعارضة في قُرى القلمون، لكن “الفليطي” لا يُنكِر شراسة القتال في قرى القلمون، مؤكّدًا أن تدخّل “حزب الله” في معارك القلمون كان العامل الأبرز في هزيمة فصائل المعارضة هناك، قائلًا: “لولا تدخّل “الحزب” لنزلنا من القلمون إلى قصر الأسد في المهاجرين”.

50 مقاتلًا كان عدد المقاتلين مع “النّصرة” و”داعش” في بداية المعارك في القلمون، قبل أن ينضم إليهم من رفض الخروج بالصفقة من جماعة “علوش” و”الأحرار” بعد الخلافات بين قادتها. بعد الخروج من القلمون ومبايعة أكثر المقاتلين لـ”النّصرة” و”داعش”، كانت المحطة في الجرود وتحديدًا إلى جرود “فليطة” و”عرسال” و”قارّة” و”القاع” و”رأس بعلبك”.

عرسال: يوم أخطأت “النّصرة” حساباتها في الثّاني من آب 2014

بحرقةٍ، وندمٍ يتذكّر “الفليطي” يوم الثاني من آب عام 2014، يقول: “يومها كنت في “الجرود” ما دخلت بلدة عرسال إلّا مرّات قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، ومنها يوم طلبت منهم قيادة “الجبهة” التوجّه إلى البلدة في الثاني من آب 2014″. يصف “أبو ياسر” الوصول إلى البلدة من الجرود بالصّعب والشّاق والمحفوف بالمخاطر على حد تعبيره.

يوم أوقِف المدعو “عماد جمعة” يقول “الفليطي” أنّ قيادة الجبهة طلبت منهم التوجه إلى بلدة “عرسال” بكامل السّلاح بشكلٍ فوري، والسّبب كما قيل له “حماية المدنيين لأن “الدولة” – أي داعش- إشتبكت مع “الجيش اللبناني”- “كنّا ضحية لخدعة” يقول “الفليطي”. مؤكّدًا أنّ إتفاقًا ما أُبرِم يومها من “تحت الطاولة” بين “أبو مالك التلي” وقيادة “داعش”، لكن كعنصر لا علم له بالتفاصيل… “كلّ التفاصيل مع أبو مالك”

يروي “الفليطي” ما حصل داخل عرسال يومها: “كان القرار منذ البداية أن لا تحتك “الجبهة” أو أي مقاتل فيها مع الجيش اللبناني، لأنّ ذلك سيسبب خروجنا في النهاية من كامل المنطقة وهذا ما حصل قبل أشهر، لكن تفاجأنا يوم طُلِبَ منّا التوجه إلى داخل عرسال، وكانت الصّدمة عندما طُلِبَ منّا الإنسحاب إلى الجرود وعلمنا أنّ هناك “أسرى” من الجيش اللبناني مع “الجبهة” كانت قد أخذت القسم الأكبر منهم من منزل المدعو مصطفى الحجيري الملقّب بـ”أبو طاقية” بعد أن لجؤوا إليه بعد نفاذ ذخيرتهم في سرايا عرسال أثناء حصار “داعش” للسرايا.”

خرج “الفليطي” ورفاقه “الجبهويين” برفقة العسكريين إلى المحطة الأولى في “وادي حميّد”، حيث مكث العسكريين في منزل خالٍ تحت حراسة مشددة من عناصر “النّصرة” لعدّة أيّام. لا يذكُر “أبو ياسر” المدّة بالتحديد لكن يؤكّد أنّها أكثر من 4 أيّام وكان الطعام فيها قليل جدًا، لحين تأمين ملجأ محصّن لنقل العسكريين إليه. بعد تأمين “الملجأ” الذي هو مغارة كبيرة وواسعة فيها ما يشبه الغرف يمينًا ويسارًا، تبعد عن بلدة عرسال ما يقارب الـ45 دقيقة بالسّيارة ويجاورها بستانٌ كبير وواسع. لم يقبل “الفليطي” أن يقول إسم المنطقة الجردية التي فيها المغارة، لكنّه قال الوصف “بكفّي وبيوفّي” ملمّحًا أنّها قرب منطقة تسمّى “تلّة الحصن”.

يسرُد “الفليطي” عن إيصال العسكريين إلى “المغارة” قائلًا 5 كانوا من “الجيش” و13 من “الشّرطة”- أي من عناصر قوى الأمن الدّاخلي-، أوصلناهم إلى المغارة بأمر من “أبو مالك”، وكانوا لا يزالون بلباسهم العسكري و”الرينجر”، وعند وصولهم إلى المغارة أعطاهم بعض عناصر “الجبهة” ثيابًا جديدة عبارة عن “عبايات أفغانية” كحليّة اللون مع “لفّات سوداء” -عمامات-

يتفاخر عنصر “جبهة النّصرة” الارهابية بما أسماه المعاملة الحسنة التي عاملوا العسكريين فيها عكس “الدولة” -داعش-” كانوا يأكلون ويشربون ويستحمّون وكانوا يلتقون بأهلهم حين تسنح الفرصة “برفقة المطلوب للعدالة المدعو “مصطفى الحجيري” (أبو طاقية). لا ينفك “الفليطي” بوصف أسر العسكريين “بالخطأ الفادح” و”الغلطة الكبيرة” لكن يزعم أنّهم أصبحوا تحت أمرٍ واقع ولا بدّ لهم أن ينتهوا من الملف بأقل “خسائر ممكنة” على حد وصفه.

وقال الإرهابي “أبو ياسر” أنّ عناصر “النّصرة” الارهابية كانوا يحضرون “الشّوكولا والحلويات لأبناء العسكريين الذين زاروا أباءهم أثناء الإعتقال وكان “التّلي” يسلمهم إيّاها. فعلّقت -أي المُحَاوِر- قائلًا بإستنكار وإستهجان: “حنون!” فأجاب “الفليطي” لو لم يكن حنونًا لقتل الأباء تحت أعين الأبناء!

إعدام البزّال وحميّة: لم يقبلا دعوتنا!!

تطرّق “الفليطي” لقضيّة إعدام العريف بقوى الأمن الدّاخلي الشّهيد علي البزّال، والعريف بالجيش اللبناني الشّهيد محمّد حمية. قائلًا أنّ أمر القتل جاء من أمير “جبهة النّصرة في القلمون وجرود عرسال” “أبو مالك التّلي” وما يسمّى “شرعي” جبهة النّصرة الذي لم يكشف عن اسمه. ويزعم الفليطي أنّ كلًّا من البزّال وحميّة قتل لرفضه دعوة الإسلام على حد تعبيره!

فقال “الفليطي”: “قلنا لهما أنّكما عناصر في الدّولة اللبنانية التي تحكم بقانونٍ شركيٍّ وعليكما أن تدخلا بدعوة الإسلام” فأبيا فقُتِلا، وباقي العسكريين -على ذمّة الرّاوي- قبلوا الدّعوة الجبهة لهم ودخلوا “بالإسلام” وكانوا يصلّون مع عناصر الجبهة جماعةً!

يزعُم “أبو ياسر الفليطي” أنّ البزّال لم “يتّعظ” من قتل رفيقه وزاد عناده مع عناصر “الجبهة” فقُتِلَ!

ما غفل عنه “الفليطي” أنّ عند بثّ الشريط لإعدام الشّهيد محمّد حميّة كان الهدف الضّغط على الدّولة اللبنانية للتفاوض للإفراج عن معتقلين خطرين لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية، وكذلك كان الأمر عند إعدام الشّهيد علي البزّال.

ولدى سؤاله عن دور أمير “جبهة النّصرة” “أبو محمّد الجولاني” في ملف العسكريين، أجاب “الفليطي” أنّ “أبو مالك التّلّي” كان له الكلمة الفصل في كلّ الملفات التي تتعلّق بأمور القلمون والجرود، بتفويضٍ تام من “الجولاني” الذي لم يتدخّل يومًا بأي ملف بيد “التلي". 

إبراهيم ريحان – “الهديل”

  • شارك الخبر