hit counter script

متفرقات

تزوجت بعمر الـ12.. وهكذا تحكم "داعش" بحياتها وحياة رضيعتها!

الأحد ١٥ تشرين الأول ٢٠١٧ - 22:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قبل عامين، اضطرت أم محمد أن تتخذ قراراً بتزويج طفلتها والتي كان عمرها 12 عاماً حينها، خوفاً من أن يطمع عناصر تنظيم "داعش" بابنتها الوحيدة.

فعائلة أم محمد كانت ضمن آلاف النازحين من تدمر التي شهدت وقتها معارك بين قوات النظام السوري وعناصر من تنظيم "داعش"، انتهت باستعادة قوات النظام سيطرتها على المدينة.

حينها هربت العائلة باتجاه الرقة عاصمة "الخلافة" كما يحلو للتنظيم تسميتها، وهذا يعني خضوع العائلة للرعب وأوامر داعش أو الإعدام على حدّ قول أم محمد.

"في تلك الأيام كانت تتوالى على مسامعنا القصص عن زواج عناصر التنظيم بأي فتاة تحلو لهم"، تقول أم محمد. لذلك قررت تزويج ابنتي لابن خالتها الذي كان عمره 15 عاماً خوفاً من أن يطمع بها أحد من داعش".

وبينما كانت أم محمد تروي تفاصيل قصتها وهي جالسة في أحد أركان منزل مدمر في مدينة الباب شمالي سورية، قدّمت زجاجة من الحليب لحفيدتها أسمهان والتي تبلغ من العمر شهراً فقط.

نعم أسمهان، هي حفيدتها، بوجهها الأبيض الجميل كانت مستغرقة بالنوم محاطة بأغطية ملونة، فأسمهان هي ابنة ابنتها التي لا تزال هي الأخرى طفلة بنظرها، وأكثر من ذلك فابنتها اليوم أرملة، وتقضي الأيام الأخيرة من فترة العدّة.

بحزن تقول السيدة السورية: "تلقيت خبر حمل ابنتي بينما كنت أنا في ريف حلب، اتفقنا على أن تغادر ابنتي المدينة المحاصرة من قبل قوات قسد، كي تلد في ريف الرقة وهناك التقيت بها، ولكن زوجها بقي في المدينة".

فللخروج من المدينة ضريبته أيضاً حيث يضطر أي شخص أن يدفع مبلغاً مالياً يختلف من شخص لآخر، يضطر دفعه لحواجز داعش كي يسمح لهم بالمغادرة.

وبالفعل أنجبت حفيدتها طفلة أسمتها "أسمهان"، في الوقت الذي كانت فيه عناصر قسد المدعومة من التحالف تحرز تقدماً سريعاً للسيطرة على المدينة ودحر عناصر داعش التي كانت تمنع المدنيين من مغادرة الرقة ومنهم زوج ابنتها.

ومع الخروج النهائي لداعش وتوجه ما تبقى من عناصر لمدينة دير الزور شرقي سوريا، وصلهم خبر مقتل والد أسمهان الذي مات قبل أن يقابل طفلته، حيث قتل بقصف لقوات التحالف على الرقة.

الخبر كان قاسياً على ابنة أم محمد الصغيرة، فهي أم وأرملة الآن، حزنها أثر على الحليب الذي ترضعه لطفلتها التي امتلأ جسمها بفطريات، وقالوا لها أن حزنها الشديد هو ما سبب لطفلتها ذلك.

وتعيش أم محمد على ما يصلها من إعانات هي وابنتها إلى جانب عدد كبير من النازحين لا يعرفون إلى أين ستكون وجهة النزوح القادمة، فالشتاء القارس على الأبواب والمنازل المهدمة في مدينة الباب والتي امتلأت بنازحين من الرقة ودير الزور لن تقيهم ذلك البرد.
 

  • شارك الخبر