hit counter script

مقالات مختارة - مالك أبي نادر

هل اغتال الحزب القومي السوري الرئيس بشير الجميل؟

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٧ - 17:19

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

هل اغتال الحزب القومي السوري الرئيس بشير الجميل؟ كلا

هل اشترك قادة في الحزب في عملية الاغتيال؟ نعم

في بدايات الحرب الفلسطينية على لبنان كانت منظمة فتح هي الداعم الاول والاكبر لجميع الاحزاب اليسارية والمنظمات الحزبية والدينية اللبنانية والفلسطينية التي تكالبت وتحالفت للقضاء عاى المارونية السياسية ولكل غاية في نفسه فجنبلاط يريد ثاراً عمره 130 سنة واليسار الجائع يريد ان ياكل كعادته على حساب غيره وعرفات يريد وطنا بديلاً لانه وفق تفكيره انذاك فالمجتمع الدولي الذي تغاضى عن اقتلاع شعب من ارضه سيتغاضى مرة اخرى عن اقتلاع نصف الشعب المسيحي من لبنان ويستقبلهم للاندماج في مجتمعاته القريبة منه دينيا وسياسيا واجتماعياً.

ولحسن ادارة المعركة وتنسيقها اوجد ابو اياد مسؤول الاجهزة الامنية الفلسطينية غرفة تنسيق تضم ممثلين عن كافة الاجهزة الامنية التابعة لهذه الاحزاب والمنظمات سميت : مجلس المندوبين لانها تضم مندوبين من كافة هذه الفصائل والاحزاب والمنظمات يتلقون الاوامر والاموال والاسلحة منعا للازدواج والعشوائية وقد قامت هذه الغرفة بعملها بكفاءة وحرفية بسبب السيطرة الامنية الفلسطينية عليها والدعم السياسي والعسكري والمالي.

خلال اجتماعات بيت الدين عام 1980 – 1981 التي رعتها الجامعة العربية بين الدولة اللبنانية ايام المغفور له الياس سركيس والحركة الوطنية التي شكلت الواجهة السياسية لهذه الاحزاب طالب مدير المخابرات اللبنانية العقيد جوني عبدو بحل مكتب المندوبين كشرط اساسي لاي تواصل او تسوية فالغى الجانب الفلسطيني اعلاميا هذه الغرفة ولكن التنسيق بقى قائما وبنفس الوتيرة ولكن بالسر. وبسبب ضعف الدولة يومها وحجم التدخلات بالساحة اللبنانية فشلت هذه الاجتماعات بان تصل الى نتائج ملموسة لا بل ازدادت الازمة تشعباً وازداد عمل الاجهزة الامنية الاجنبية والحزبية بعلم مديرية المخابرات اللبنانية والاجهزة الامنية التابعة للقوات اللبنانية وحلفائها على الساحة المسيحية الذين كانت لديهم اختراقات لهذه الاجهزة كما ان لهذه الاجهزة اختراقات وعملاء، فالاختراقات كانت متبادلة ولكل فريق عميل او اكثر لدى خصومه.

حصلت ازمة زحلة وازمة الصواريخ في البقاع وبدات الصحافة العالمية تتكلم عن تواصل وتنسيق بين بشير والاسرائيلي الامر الذي اعتبر تطوراً يمكن ان يعيد قلب الطاولة الداخلية لصالح القوات اللبنانية بسبب الاستعداد الاسرائيلي للتعاون والمساعدة في اي عمل يؤدي الى هزيمة منظمة التحرير الفلسطيني ودورها في لبنان كما حصل في اواخر االستينات في الاردن وسمي بايلول الاسود.

كما سعت منظمة التحرير للتخلص من الملك حسين يومها كانت الاجهزة الفلسطينية تحاول جاهدة التخلص من قائد القوات اللبنانية بشير الجميل بسبب توحيده للبندقية المسيحية تحت شعار التخلص من الدور الفلسطيني في لبنان وبسبب الخطر الذي يشكله تعاونه مع اسرائيل لانهاء هذا الدور ومن الطبيعي ان تستعمل مجلس المندوبين والمعطيات التي يوفرها لها اعضاءه في سبيل تامين ظروف ملائمة لعملية اغتيال الشخصية المسيحية التي يرون انها تقف في وجه مخططاتهم.


دخل الاسرائيلي الى لبنان بنية معلنة ابعاد منظمة التحرير عن الحدود الشمالية وبنيات مبيتة اهمها اخراج الدور الفلسطيني من لبنان نهائياً وهو ما كان يعمل له بشير بالسر والعلن لا بل كان يجاهر بانه سيتعامل مع الشيطان من اجله. امنت اسرائيل الظروف السياسية والموضوعية لوصول بشير الى الرئاسة الامر الذي اعتبرته الحركة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطيني هزيمة عسكرية وسياسية ساحقة وصل بشير وبدا بصياغة علاقات لبنانية مستغلاً التناقضات والاصطفافات التي ولدها تدخل عرفات بالازمة اللبنانية فنسج الرئيس سريعاً علاقات مهادنة ومصارحة مع بعض رموز السنة والشيعة والدروز مهدداً الحاضنة الشعبية والمذهبية التي طالما رعت التمدد الفلسطيني في المجتمعات الاسلامية اللبنانية بالاضافة الى تبعية الاحزاب اليسارية له مالياً وعسكرياً وسياسياً.


اغتيل بشير في لحظة تقاطع مبهمة سبقها اجتماع عاصف مع بيغن وشارون يوم 14 ايلول 1982 الساعة الرابعة بعد الظهر في انفجار هز احد بيوت الكتائب في الاشرفية عرين الجميل وبعد مقتله بثلاث ساعات القت اجهزة الامن الكتائبي برئاسة ايلي حبيقة القبض على منفذ العملية حبيب الشرتوني بمنزل يبعد خمسماية متر عن مكان الانفجار وضبطت الجهاز المستعمل بالتفجير وهوجهاز متطور صنع في تايوان ولا يباع الا للحكومات كما تسرب بعدها من التحقيقات.

استلم ايلي حبيقة الموقوف وبدات جلسات التحقيق ليتاكد منها حبيقة ان المسؤولين المباشرين عن الشرتوني والذين سلموه الجهاز والمتفجرات هما نبيل العلم من العقيبة كسروان وقيادي قومي من الصرفند - قتل في التسعينات بعملية مشبوهة في البقاع" فعلم الحبيقة من الاسماء التي ذكرها الشرتوني ان ابو اياد وابو داوود هما المخططان والمدبران وان عناصر القومي هم ادوات مرتزقة لان معلومات المخابرات اللبنانية وجهاز امن القوات كانا على معرفة سابقة باسماء مندوبي القومي في جهاز المندوبين وان اي عمل يقومون به لن يكون الا بطلب واشراف رئيس الجهاز يومها اي ابو داوود اليد اليمنى لابو اياد بقي على اسرائيل ان تستعمل علاقاتها بتايوان لتعلم ان الجهاز بيع لمخابرات دولة عربية سلمته للفلسطينيين قبيل التفجير.وما عرفه الحبيقة كان كافياً للدخول الى المخيمات في صبرا وشاتيلا بعد يومين من عملية الاغتيال.


ما يهم فيما سبق ايراده ان القومي كحزب وقيادة كان بعيداً عن اي تخطيط ولكن عناصر قيادية منه كانت من نفذ العمل بسبب ارتباط عائلة الشرتوني يومها باحد قياديي الكتائب الذي قتل في الانفجار وكان على علاقة بشقيقة الشرتوني الامر الذي سهل دخول المتفجرات للمبنى واشتراك بعض قياديي القومي بالعملية.
 

 

  • شارك الخبر