hit counter script

مقالات مختارة - كاتيا توا - المستقبل

الشابة إيليان صفطلي ضحية "فشّة خلق" القاتل

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٧ - 06:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تتابع والدة الشابة المغدورة ايليان صفطلي من مقعدها في قاعة محكمة التمييز العسكرية، إفادة أحد الشهود حين كان يستعيد واقعة مقتل ابنتها على مدخل الملهى الليلي «أوبشن» في الكسليك فجر الثاني عشر من كانون الثاني العام 2015. بالتفصيل، يروي الشاهد أمام محكمة التمييز العسكرية كيفية حصول الحادثة، فاستمعت إليه الوالدة بدموعها التي لم تستطع حبسها خصوصاً حين قال ذلك الشاهد إن هدف حسن حمية لدى إطلاقه رصاصتين أصابت إحداهما المغدورة إصابة قاتلة «فشّة خلق» بعدما منعه مدير الملهى من الدخول.

وبمتابعة «التمييز العسكرية» سماع مزيد من الشهود في هذه الجريمة، الذي لا يزال فيها القاتل حسن أحمد حمية وهو جندي سابق في الجيش، متوارياً عن الأنظار بعد إطلاق سراحه إثر تنفيذ حكمه الابتدائي القاضي بالسجن ثلاث سنوات وجرى نقضه أمام «التمييز العسكرية»، تتكشف حقائق جديدة لعل أبرزها أن المسدس الذي استخدمه القاتل في الجريمة ليس هو نفسه الذي جرى ضبطه.

فأقوال خال المتهم وهو مؤهل أول في قوى الأمن الداخلي أمس أثناء الاستماع إلى إفادته كشاهد جاء فيها أن مفرزة جونية القضائية اتصلت به في اليوم التالي من الحادثة حيث تحدث إليه حسن وطلب منه إحضار المسدس إلى المفرزة من خاله الآخر حسين في منزله في الأوزاعي، وأن الشاهد قام بالفعل بإحضاره وتسليمه إلى القوى الأمنية ليتبين أن المسدس ليس هو نفسه الذي أطلقت منه الرصاصتان خلال الحادثة، فضلاً عن أن المتهم الفار كان قد أكد في التحقيق الأولي معه أمام المحكمة العسكرية الدائمة بأنه رمى مسدسه من نافذة السيارة أثناء عودته إلى بيروت إثر الحادثة.

وفي محصلة جلسة الأمس، فإن رئيس محكمة التمييز العسكرية القاضي طاني لطوف يحرص منذ إحالة القضية أمامه على جلاء جميع ملابساتها، خصوصاً أن ثمة «قطبة مخفية» تتمثل في كيفية إصابة الفتاة بالرصاصة القاتلة في فمها إذا ما سلّمنا جدلاً أن المتهم أطلق النار على «لوحة» الملهى.

وكانت المحكمة قد استمعت أمس الى إفادات خمسة شهود ورفعت الجلسة الى الخامس من كانون الأول المقبل لمتابعة سماع إفادة الشاهد محمد صفوان وشاهد آخر بعدما استمهل ممثل النيابة العامة التمييزية القاضي غسان الخوري لتحضير أسئلته للشاهد صفوان لما لإفادته من أهمية، تلك التي روى فيها أمس كيفية حصول الحادثة.

في البداية استمعت المحكمة الى إفادة شاهدين من عناصر الجيش اللذين كانا برفقة «مجموعة حسن» إنما لا يعرفان الأخير، وذلك في الملهى الليلي «طرابيا» حيث غادر العنصر الأول المكان «لأن الجو ما عجبني»، فيما الثاني غادر لاحقاً مع صديقته بعد إشكال وقع بينهما قررا على إثره عدم مرافقة حسن و«مجموعته» لإكمال السهرة في ملهى «أوبشن» حيث وقعت الجريمة.

ثم استمعت المحكمة الى إفادة الشاهد محمد صفوان الذي أفاد أنه يوم الحادثة كان طلال ايوب وهو صديقه قد دعاه وخطيبة الأخير للعشاء في مطعم سمك في البوار احتفالاً بعيد ميلاد ايوب، ثم انتقل الثلاثة إلى منزل في أدونيس حيث «شربنا الأركيلة» وأثناء عودتهم إلى بيروت تلقت خطيبة طلال اتصالاً هاتفياً من صديقتها المغدورة ايليان وأبلغتها برغبتها بالخروج للسهر، فتوجهوا إلى منزل المغدورة في عين الرمانة لاصطحابها معهم للسهر وكانت برفقتها جارتها لينا رمضان. وانطلق الجميع إلى جونيه قاصدين ملهى «أوبشن» حيث كانت الساعة تشير إلى الواحدة والنصف فجراً عندما وصلوا إلى المكان، بعد أن أجرت خطيبة الشاهد اتصالاً بصاحب الملهى لحجز طاولة وكذلك فعل طلال ايوب.

وقرابة الثالثة والنصف فجراً، وبينما كانوا يغادرون المكان، دخل عدد من الشباب وبرفقتهم فتيات - يتابع الشاهد صفوان - ومن بينهم حسن حمية قريب طلال أيوب. ويقول الشاهد: «على مدخل الملهى شاهدت حسن يتحدث بعصبية مع مدير الملهى فاقترب منهما طلال وعلمت لاحقاً أنه كان هناك إشكال حول حجز الطاولة، ثم غادر حسن ومن معه. وبوصولنا إلى المدخل الخارجي كان طلال يسير أمامي، فيما كان حسن يريد العودة إلى الملهى وكان يصرخ بوجه طلال «ليش ما خلّوني فوت»، فتدخلت أنا وفصلت بينهما مخافة أن يشتبكا وحاولت أن أهدّئ من روع حسن الذي حاول مجدداً الدخول إلى الملهى، وحينها تم إحضار سيارة طلال الذي كان يهم بالمغادرة. وكانت المغدورة ورفيقتيها يقفن على مدخل الملهى الخارجي تحت اللوحة التي تحمل اسم الملهى، فابتعد حسن عني قليلاً مصرّاً على النزول إلى الملهى وهو يقول «بدّي كسّرلون اللوحة»، ثم سحب مسدسه من وسطه بعدما رفع المسدس فوق رأسي وأطلق عياران منه ثم غادر بسيارة».

وباستيضاح الشاهد، قال إنه بعد إطلاق النار سمع صراخاً حيث رأى لينا رمضان تُمسك بالمغدورة فاعتقد أن الأخيرة أغمي عليها، وعندما حملها شاهد الدم يسيل من فمها فوضعها على الأرض وكانت قد فارقت الحياة لحظة إطلاق النار. ويضيف الشاهد من عندياته «أن هدف حسن من إطلاق النار هو فشّة خلق».

ولدى سؤاله كيف يفسر أن الرصاصة أصابت المغدورة بفمها أجاب: «بحسب تحليلي أن حسن بعد إطلاقه الرصاصة الأولى أفقياً أكمل رفع يده وأطلق الرصاصة الثانية فأصابت المغدورة». ويضيف الشاهد أن حسن كان «ثملاً جداً كما لاحظ من حركاته وطريقة كلامه فضلاً عن رائحة الكحول التي كانت تفوح منه».وقال إن «الكاس كان بإيدو»، ثم تراجع عن العبارة الأخيرة مكتفياً بالقول: «كان سكران». وعلّق المدعى عليه الرقيب طالب حمية الذي كان برفقة حسن، على إفادة الشاهد مؤيداً أقوال الأخير لجهة إطلاق حسن النار من فوق رأس الشاهد، وعندما رفع يده لإطلاق رصاصة ثانية «نتع» بيده المسدس، موضحاً أنه هو من أحضر السيارة حيث غادر المكان مع حسن.

وافادت الشاهدة صفاء قطان أنها كانت برفقة «المجموعة» في ملهى «طرابيا» حيث تناول الجميع الكحول «كتير وكانت مضروبة»، ثم توجهوا إلى ملهى «أوبشن» وبوصولهم بدأ مدير الملهى «يتشارع» مع حسن عند المدخل السفلي «ولم أفهم من حديثهما سبب عدم السماح لنا بالدخول»، حينها طلب منها حسن المغادرة وكان«معصّب»، لكن الشاهدة أبلغته أنها تريد إكمال السهرة مع رفيقتها وخطيب الأخيرة اللذين صودف وجودهما في الملهى، وبعد أن طلبا منها إكمال السهرة معهما في مكان آخر قصدت الشاهدة الحمام قبل المغادرة وحينها وقعت الحادثة. وأفادت أن الجميع غادر الملهى إثر ذلك وهي رأت المغدورة ممددة على الأرض إنما لم تشاهد حينها حسن وطالب حمية إنما «حسّيت انّو هنّي» لأنني كنت قد شاهدت في سيارة طالب مسدساً حربياً ولكنني لم أشاهده بحوزة أي منهما بشكل ظاهر في ملهيي «طرابيا» أو «أوبشن».

وأخيراً استمعت المحكمة إلى المؤهل أول في قوى الأمن الداخلي خال المتهم حسن الذي أفاد أنه سلّم المسدس الذي استخدمه حسن في الجريمة بعدما أحضره من منزل حسين حمية في الأوزاعي بناء على اتصال من آمر مفرزة جونية القضائية الذي طلب منه ذلك وأن حسن تحدث معه من المفرزة وأعلمه بمكان المسدس. وأكد الشاهد أن المسدس هو نفسه المُستخدم في الجريمة، «هذا ما أكده له حسن أثناء زياراته له في السجن عندما كان موقوفاً».

وكيف يفسر بأن حسن أفاد أنه رمى المسدس من نافذة السيارة بعد الحادثة مباشرة وهو من عيار 18،9 ملم فيما المسدس المضبوط من عيار 19،9 ملم، قال الشاهد:«لم أفحصه»، وأنا لم أشاهد حسن يحمل مسدساً آخر سوى الذي سلمته. ولماذا طلب حسن منك إحضار المسدس ولم يطلبه من حسين حمية حيث كان المسدس عنده أجاب الشاهد: «لا أعرف».

وعلّق رئيس المحكمة مستغرباً أجوبة الشاهد خصوصاً أنه عسكري في قوى الأمن الداخلي، فرد الشاهد: «حضرتك رئيس المحكمة وهذا ما حصل معي».

وكانت المحكمة قد قررت في بداية الجلسة محاكمة المدعى عليه ياسر حمية غيابياً بعد تخلفه عن المثول أمامها، فيما نقل عنه المدعى عليه طالب حمية الذي حضر عنه المحامي شربل طرابلسي أن والدة ياسر قد أدخلت المستشفى أمس بالتزامن مع الجلسة ولم يستطع الحضور. كما تابعت الجلسة المحامية فاديا شديد بتكليف من وزير العدل سليم جريصاتي.

إنتداب لطوف وصقر لـ«التمييز العسكرية»

أصدر الرئيس الأول لمحاكم التمييز القاضي جان فهد أمس، قراراً انتدب بموجبه القاضي طاني لطوف المستشار في الغرفة السادسة لدى محكمة التمييز، لترؤس محكمة التمييز العسكرية بالإضافة إلى وظيفته الاصلية، وذلك حتى إشعار آخر. كما أصدر فهد قراراً انتدب بموجبه القاضي صقر صقر المستشار في الغرفة السادسة لدى محكمة التمييز، للنظر في أساس الجنح لدى محكمة التمييز العسكرية ما عدا التي أبدى رأيه فيها عندما كان يشغل مركز مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية.

في المقابل، انتدب النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، المحاميان العامان التمييزيان القاضيان غسان الخوري ووائل الحسن، ممثلين للنيابة العامة لدى محكمة التمييز العسكرية.
كاتيا توا - المستقبل

  • شارك الخبر