استقبل رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رئيس حزب "الوفاق الوطني" بلال تقي الدين، في حضور نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب والامين العام للمجلس نزيه جمول، وتم البحث في تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة.

وطالب الشيخ قبلان "السياسيين بمعالجة المشاكل بروح المسؤولية الوطنية والتعاطي مع الازمات بحكمة وروية بعيدا عن الانفعال والارتجال، وعلى اللبنانيين ان يحفظوا وطنهم بحفظهم لبعضهم البعض، ويتعاونوا في ما بينهم لما فيه مصلحة الوطن واهله".

بعد اللقاء، ادلى تقي الدين بتصريح قال فيه: "تشرفنا بزيارة سماحته وكانت زيارة كريمة تباحثنا خلالها في مواضيع الساعة، وسماحته يدعو دائما لمد اليد في مرحلة دقيقة تستدعي ان نتضامن في مواجهة الفتن والمؤامرات الصهيونية والاستعمارية التي تتهدد المنطقة. لذلك، يجب علينا اليوم ان لا نذهب الى مواضيع الفتنة ونحافظ على السلم الاهلي والسلم الداخلي والتقارب على مستوى كل الطوائف لما فيه مصلحة لبنان.

اضاف: "لقد تباحثنا في موضوع الحكومة والحفاظ عليها، فهي تشكل عامل استمرار للدولة، لأننا في مرحلة دقيقية تمر فيها المنطقة. والانتصار الذي حققته اليوم المقاومة وخط المقاومة والممانعة على الساحة اللبنانية والساحة السورية، أمر نعتز به لانه في المحصلة هذا خطنا وهذه قناعتنا. لذلك طالبنا بالتنسيق مع الحكومة السورية في موضوع النازحين وهو موضوع دقيق جدا ويصب في خانة المصلحة اللبنانية، فعلى الحكومة اللبنانية عدم التكابر ومد اليد والتنسيق في أسرع وقت مع الحكومة السورية".

واستقبل الشيخ قبلان، في حضور الشيخ الخطيب والامين العام للمجلس جمول، المنسق العام لشبكة الامان والسلم الاهلي المحامي عمر زين، على رأس وفد ضم: الدكتور عبد الحسين شعبان، الدكتور امين فرشوخ، يوسف مرتضى، ايلي سرغاني، قاسم قصير، وجرى التباحث في الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وأطلع الوفد قبلان على نشاطات المنسقية ومشاريعها.

وبارك الشيخ قبلان "كل مسعى وجهد لحفظ الانسان من الانحرافات والظلم لانه خليفة الله على الارض، والاديان جاءت لحفظ الانسان وتكريمه وهدايته، ما يحتم ان نعمل لحفظ الانسان ليكون محورا للعناية والاهتمام بمنأى عن دينه وقوميته، فالانسان دعامة المجتمع وعلينا ان نهتم به ونوفر له مقومات الامن والاستقرار وسبل الهداية والصلاح، ليكون نواة المجتمع الصالح والوطن المستقر".

واكد قبلان "ضرورة ان تتعاون النخب والطاقات العلمية مع علماء الدين لمواجهة التطرف ونبذ التعصب ومكافحة الارهاب والعمل الجاد للنهوض بالمجتمع وحفظ الانسان وعدم السماح بظلمه وانتهاك حقوقه".

بعد اللقاء، ادلى المحامي زين بتصريح جاء فيه: "تشرفنا بزيارة سماحته وهو الحريص دائما على السلم الاهلي، ووضعناه في اجواء ما صدر من قرارات وتوصيات المؤتمر الموسع للجمعيات والمنظمات والهيئات العاملة للسلم الاهلي وضد التطرف الديني الذي عقد في الاونيسكو العام الماضي وانبثقت عنه المنسقية العامة التي وضعت وثيقة السلم الاهلي، وهي الوثيقة المبنية على القيم المشتركة في الاديان والداعية الى تعميم مساحات الحوار المجتمعي بينها، والتأكيد ان ما يحصل في العالمين العربي والاسلامي لا علاقة له البتة بالاسلام ومذاهبه، والعمل على تطوير الخطاب الديني في ضوء المقاصد الاخلاقية السامية، وعلى المرجعيات الدينية كافة مسؤولية تقديم الحلول الممكنة عبر الحوار المباشر والمشاركة في أنشطة هذا الحوار وبرامجه. وقد اكد سماحته الالتزام بميثاق الصيغة اللبنانية في العيش الوطني الواحد، وتكريس مبدأ المواطنة والعمل على انهاء حالة الاحتقان المذهبي والطائفي الذي هو مسؤولية جميع المواطنين دون استثناء الى جانب الهيئات الدينية ورؤسائها وتأكيد الفارق الجذري بين الارهاب والمقاومة، هذا وستبقى المنسقية العامة على اتصال دائم مع سماحته بما يخدم تحقيق وتعزيز الوحدة الوطنية والاسلامية".