hit counter script

خاص - روبير فرنجية

الأبونا أستقال من رعيته وختم قداديسه قبل أن ينتقل الى رعية أخرى

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٧ - 05:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قداس الاحد أول تشرين الاول في كنيسة مار بطرس أهدن كان آخر قداديس الاب بول مرقص الدويهي في رعية أهدن - زغرتا .

الخوري المستقيل لم يشر في عظته أو يلمح بكلمة الى الاستقالة أو أسبابها ولم يودع فولكلورياً. كل ما فعله كان الصلاة على نية العمر الثالث في اليوم العالمي للمسن وأنارة شمعة للقديسة تريزا الطفل يسوع، كذلك الصلاة لراحة نفس مواطنه المطران هكتور الدويهي وهو كان أستلم أمانة متأخرة من نيوورك كناية عن كأس القربان الذي كان يقدس فيه المطران الدويهي والذي أوصى فيه قبل رحيله بتسليمه للابونا بول .
أستقالة الدويهي الهادئة والسرية يومذاك لا شك أنه قصد فيها عدم الاستثمار الجماهيري الذي ينبذه وبالتالي عدم تعريض "بيت الكهنة" والصرح البطريركي لاي ردة فعل أرتجالية من المؤمنين والاقارب والاهل والمتعاطفين. الابونا وهو أستاذ جامعي في جامعة البلمند ترك فرنسا حيث كان يدير مصرفاً من أهم العناوين المصرفية في العالم ليلتحق برعية أهدن - زغرتا خادماً ومرشداً ومصلحاً وخدوماً .
لم يكن الكاهن المكلل وكاهن العمادات والوفيات بل أبعد من ذلك على طريق الروحانية والتنشئة ونبل العطاء في الشأن العام وربما تصدره لائحة مجلس بلدية زغرتا - أهدن وحلوله الاول برقم لا يستهان فيه يعبر عن أستفتاء المحبين لكهنوته وتقديرتهم لمسيرته المضيئة في الشأن العام .
أبونا بول حين دخل المجلس البلدي عضواً وكان دخوله السراي بثياب الكهنوت مفارقة رفض أن يكون محسوباً إلا على جهة واحدة هي أهدن - زغرتا محصناً بالثقة التي منحه أياها أبناء الرعية الذين أقترعوا له على أختلاف الميول والاتجاهات والانتماءات والولاءات .
رفض الابونا لعبة الضوء والضوضاء والكاميرا وبقي بسيطاً بحركته ينظم السير في الاحتفالات التي يتنازع عليها وجهاء البلديات على كرسي الصف الاول ويحلحل مشاكل أخر لحظة بمونته وصدقه وشفافيته .
كثيرة هي الجمعيات التي ساهم بتأسيسها وأنطلاقتها من "لجنة راعوية المرأة" الى "منكبر سوا" الى الكثير من "فرق السيدة" وفي كل جمعية ترك بصمة تواضع بدأ ينقرض من الجمعيات .
أستقالة الدويهي وطلبه أن ينتقل الى رعية أخرى لم يعد موضوعاً سرياً فيما هواجسه وأسبابه وأصراره وتمسكه بالاستقالة يبقى السر الاكبر الذي ليس من أختصاصنا التكهن به أو معرفته
يبقى أن ما يحزننا في هذه الاستقالة أنها لم تتصدر صفحات التواصل الاجتماعي لابناء رعية أهدن - زغرتا حيث الهم الاكبر لاغلبية رواد هذه المواقع هو السياسة وأهلها والفضائح ونشر الغسيل على السطوح أما نبأ أستقالة خوري من رعيتهم فهو ليس على جدول الاهتمامات فالكاهن لينصرن أطفالنا وليناولهم جسد المسيح في قربانتهم الاولى ولنصغي اليه في الاعراس يسأل "هل تريد فلانة زوجة لك؟" أو ليكتب نصاً وجدانيا يؤبن فيه فقيدنا الغالي .
أبونا بول لن ألح عليك العودة عن أستقالتك فأنا لست شماساً أو شدياقاً أو رئيس أخوية ولا أعرف عن أسبابها الجوهرية شيئاً كل ما أبغي قوله: "نيال الرعية اللي رايح عليها ".

  • شارك الخبر