hit counter script

الحدث - سامر عزّام

تعاطي البعض مع انتخابات بيروت سطحي ولا موضوعي

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٧ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بدأت عجلات الحملات الانتخابية تتحرك قبل سبعة أشهر على موعد إجراء الانتخابات النيابية في أيار 2018. وتزخر الصحف والمواقع الإلكترونية بالقراءات والتحليلات والتسريبات حول المعارك الانتخابية المتوقعة في أكثر من منطقة، وكأن الانتخابات تقع غداً. صحيح أن البلاد تضج بالملفات الخلافية ويخرج إلى العلن جملة من الصراعات حول هذا الملف أو ذاك، ولكن غالبيتها تقع في خانة التحضير للمعركة الانتخابية.

من ناحيتها، تستقطب بيروت الكثير من الأنظار على جري العادة عند كل استحقاق، خصوصاً أن السنّة في العاصمة لا يخفون استياءهم من التخبّط الذي تشهده الطائفة. عدا عن التململ الذي يسود بعض الأوساط السنيّة بسبب التعيينات والمناقلات القضائية التي جرت مؤخراً.
ماذا يجري في بيروت؟
بيروت أُدخلت إلى المعمعة من بوابة التحالفات المرتقبة أو المتوقعة في ظل الحملات على رئيس الحكومة سعد الحريري، نظراً إلى وجوده على رأس حكومة تمت بتسوية إقليمية – دولية، وانخرطت فيها قوى مختلفة ومتصارعة بين الحين والآخر. لكن الحملة تجري أيضاً تحت عناوين متعددة ليس أقلها الإحباط المستجد عند الطائفة السنية والانقسامات التي شهدها "تيار المستقبل" والرؤوس المتعددة التي بدأت تطفو على السطح على خلفية "الأحقية" بوراثة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
من هنا، يلاحظ مراقبون أن حفلة المزايدات لإبعاد الحريري تتصاعد ولكن بعيداً عن العقلانية والموضوعية ولحسابات شخصانية، ربما بسبب الإرتباك والغموض الذي يكتنف نتائج الانتخابات المقبلة في ظل القانون الجديد الذي يعتمد النسبية. فهنالك سطحية في التعاطي مع بيروت وانتخاباتها خصوصاً أنه من الصعب أن يدخل طرف من خارج بيروت للتأثير على انتخاباتها، فالبعض من أصحاب الحملات هم من خارج بيروت وبالكاد "يخلصوا بمناطقهم". فكيف في بيروت وفي ظل موازين القوى القائمة؟ علماً أن القوى السياسية من خارج السّنة وفعاليات بيروت نفسها لم تزل تعتبر أن سعد الحريري هو الأقوى في الساحة السياسية.
واللافت في هذا السياق، تسليط الأضواء على حراك فؤاد مخزومي وما يخرج من كتابات ترصد حركته. علماً أن مروحة لقاءاته واسعة ومن بينها لقاءه مؤخراً مع اللواء أشرف ريفي، هذا اللقاء الذي أُعطيَ أكثر مما يحتمل. فمخزومي منفتح كما يبدو على مختلف القوى السياسية. وهو نفسه صرّح مراراً وتكراراً وآخرها من على باب دار الفتوى أن الوقت ما زال مبكراً لحسم تحالفاته المقبلة في الانتخابات المرتقبة في أيار 2018. وهو فعل ذلك أيضاً في خطاب افتتاحه لماكينته الانتخابية، إذ أكد على انفتاحه على الأفكار السياسية القريبة من برنامجه، لكنه شدد على أن التحالفات لم يحن أوانها بعد.
في أي حال، فإن الحديث عن أن مخزومي يعمل مع آخرين لإبعاد الحريري أو أنه أحد أبرز الوجوه المعارضة "لتيار المستقبل" خاطئ بحسب أوساط مقرّبة منه، والتي تذكّر بأن مخزومي تحالف إبان الانتخابات البلدية في بيروت مع سعد الحريري، وماكينته الانتخابية عملت لصالح هذا التحالف وأنجزت ونجحت.
باختصار، صحيح أن المعركة حامية، لكن البيارتة على ما يبدو لن يسمحوا باختراق صفوفهم، خصوصاً أن بيروت لديها من الفعاليات والأحزاب ما يكفي لتخوض معركتها الانتخابية وأهل بيروت أدرى بشعابها، وبيروت استوعبت جميع أبنائها في الماضي ولن تألوَ جهداً في قابِل الأيام. فلِم الاستعجال؟
 

  • شارك الخبر