hit counter script

مقالات مختارة - نبيه البرجي - الديار

مطرقة و... تنهال على رؤوسنا

الأحد ١٥ تشرين الأول ٢٠١٧ - 06:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ربما كانت فظاعة المشهد تقتضي مثل هذا السؤال: هل ثمة من تواطؤ بين الله وأميركا لتحويل الشرق الأوسط الى... مقبرة؟!
ذاك الذي في البيت الأبيض نيرون أم كاليغولا؟ هنا النيران لا تحرق مدينة، بل تحرق منطقة. الباحث الأميركي روبرت ساتلوف تساءل ما اذا كانت الكرة الأرضية تؤدي رقصتها الأخيرة على حافة الهاوية.
هنا، ليس دفاعاً عن ايران، بنظامها التيوقراطي، وبتوظيف الايديولوجيا لأغراض جيوسياسية، أو بامتطاء ظهر التاريخ الذي يتقيأ الكراهيات (والغطرسة)، ودون التخلي عن هويتنا القومية اذا كان لا يزال لها من معنى...
كل ما في الأمر أن الذي يحكم الأمبراطورية هو بأمس الحاجة الى اللوبي اليهودي الذي قد يكون السند الوحيد له في البيت الأبيض. انه بائع بنات الهوى الذي لا يتقن سوى لعبة المال. وثمة في الرياض من يغدق عليه المال دون حساب. كل عائدات المملكة تذهب الى الأقتصاد الأميركي، فقط من أجل العرش، ولوكانت العودة، حفاة, الى أزمنة الابل.
اذاً، هي نقطة التقاطع بين الرياض وتل أبيب. بعضهم يتحدث عن نقطة التقاطع بين جبل عرفة وجبل الهيكل...
دائماً نسأل، ويفترض أن نسأل، ذلك الطراز من العرب أين أنتم وأين كنتم حين كان الايرانيون يخترقون المنطقة؟ كل ثرواتكم اما ذهبت الى ساقي شهرزاد، اولاستضافة الأساطيل، أو لاقتناء الأسلحة التي ان لم يأكلها الصدأ تقتصر مهمتها على قتل العرب، ناهيك عن تسويق ثقافة القرون الوسطى.
عبارات دونالد ترامب يوم الجمعة، والتعليقات العربية عليها، جعلتنا نستشعر أي مطرقة تنهال على رؤوسنا. أي مصلحة للذين حالوا دون بناء دولة عربية، بالمفهوم.
الحديث للدولة، وللذين جعلوا منا خدماً للقناصل ولسراويل القناصل، في أن تنفجر المنطقة من أدناها الى أقصاها؟
العرب هللوا للرئيس الأميركي، وقد سكت عن بيونغ يانغ التي صنعت القنبلة الهيدروجينية، وانتجت الصواريخ التي تصل الى فراشه. بيونغ يانغ التي ردت بأنيابها على تهديداته.
حتى دانيال بايبس يقرّ بأن الرجل لا يرى فينا سوى «كثبان» من الذهب. هل تناهى اليكم ذات مرة كلاماً له عن حقوق الانسان، وعن تحديث القيم، وعن بناء مجتمعات تكنولوجية لا تتقن الدخول في القرن فحسب، بل والشراكة في صناعة القرن.
بونيت تالوار، وقد شارك في المفاوضات السرية حول الاتفاق النووي، وصف الاتفاق بالانجاز الديبلوماسي الفذ، سأل عن التداعيات الكارثية لالغائه واطلاق يد آيات الله في حيازة القنبلة.
لا كلمة واحدة من اولئك العرب عن الترسانة النووية الاسرائيلية، الترسانة الشقيقة، ولطالما أخذ العديد من الأميركيين بالفرضية القائلة ان الموساد اغتال جون كنيدي غداة اعتزامه ايفاد فريق للتفتيش على البرنامج النووي الاسرائيلي.
واضح أن دونالد ترامب لامس أزرار التفجير. الرباعي وزير الدفاع جيمس ماتيس، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزف دانفورد، حالوا بينه وبين أي خطوة أخرى الى الأمام. بقي وراء الباب...
هؤلاء حذروه من أي محاولة اجرائية للتصعيد، بما في ذلك تصنيف الحرس الثوري منظمة ارهابية، وهو الذراع الفولاذية للجمهورية . توقعوا الرد بأن تطلق طهران «ذئابها» في أرجاء المنطقة وصولاً الى أفغانستان، لتدخل الولايات المتحدة في حروب سيزيفية وغامضة.
الايرانيون جادون. قرارهم تدمير المصالح الأميركية في المنطقة. مئات آلاف الصواريخ قيد الاستنفار. من يستطيع أن يتحمل صاروخاً واحداً على منشأة نفطية وأكثر؟
في الرياض من هو مطمئن الى أن البنتاغون سيرد، نووياً، وبالضربة القاضية. في هذه الحال، كيف سيكون وضع الخليج العربي ؟ فريد زكريا يدعو، فوراً، الى اقفال فم المهرج بالشمع الأحمر...
نبيه البرجي - الديار

  • شارك الخبر