hit counter script

مقالات مختارة - ابتسام شديد - الديار

هل تنضم القوات والمردة الى لقاء كليمنصو؟

الأحد ١٥ تشرين الأول ٢٠١٧ - 06:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اكثر من تحليل وتفسير أعطي ولا يزال يعطى للقاء الثلاثي بين بري والحريري وجنبلاط في كليمانصو بين من اعتبرها نهاية حقبة الزعل بين جنبلاط والحريري ولقاء مصالحة ومصارحة بعد مرحلة من الالتباس في العلاقة او من راى فيها محاولة لاحياء او انعاش جبهة سياسية كانت تجمع المحاور الثلاثة وبين من رأى فيها خطوة استباقية تمهيدية تسبق زيارات مفترضة للحريري وجنبلاط الى المملكة السعودية، وبين من غمز من قناة انها موجهة ضد العهد الجديد والهدف منها محاولة مد رئيس الحكومة بجرعات دعم ومقويات بانه ليس وحيداً او متروكاً من جنبلاط حليفه القديم والدائم خصوصاً وان رئيس الحكومة لا يمر بشهر عسل سياسي بل يتأرجح بين ملفات التطبيع مع سوريا من جهة وكذلك النائب وليد جنبلاط وبين مستلزمات المرحلة السياسية وبين التضييق والحشر السعودي في ضوء تصعيد المملكة والعلاقة التي شهدت توتراً كبيراً مؤخراً بين حزب الله والسعودية، فتحليلات كثيرة أعطيت للقاء كليمانصو لكن حقيقة المواقف والقرارات تبقى ملك المجتمعين في الطابق العلوي من القصر الجنبلاطي وان كان يمكن وفق اوساط سياسية تصور بعض الخطوط الواضحة للاستراتيجية التي وضعها اللقاء سوف تظهر معالمها قريباً.
بدون شك فان العنوان العريض الذي يمكن استخلاصه ان اللقاء أعاد تطبيع العلاقة المتوترة بين جنبلاط والحريري او فرض ايقاعاً مختلفاً لها عن الحقبة الماضية، وان لقاء الاقطاب الثلاثة كان هدفه تصويب المسار السياسي الذي شهد انحدارات لم تكن في مستوى الثلاثة بعد التسوية الرئاسية خصوصاً وان الانتخابات النيابية باتت على الأبواب وخوضها يستتبع التحسب لاخطارها والانعكاسات السلبية للمواقف الخاطئة او سوء ادارة الملفات. بدون شك كما تقول الاوساط فان رئيس المجلس هو الأقل ضرراً اليوم، فيما يواجه كل من الحريري وجنبلاط تعقيدات كثيرة، واذا كان جل ما يريده رئيس المجلس فرض استمرار التهدئة بين الحريري وحزب الله في وجه الحملة السعودية الشرسة ضد الحزب والعقوبات الاميركية القاسية، فان الحريري يواجه انتقادات بانه تخلى عن حلفائه وقياداته السياسية ومن داخل طائفته بشان علاقته المتمادية مع العهد فيما يشعر وليد جنبلاط انه خارج المعادلة السياسية الراهنة وفاقد للدور الحاضن الذي كان يمارسه مع الحريري.
بدون شك لكل اهدافه وغاياته من اللقاء، واذا كان ما يشتم منه انه لم شمل مجدد ومفهومه ان اهتزاز التفاهم الرئاسي سيكون البديل عنه تفاهم آخر يقوم بين الثلاثة، فان المؤكد ان ما يتوخاه كل من الثلاثة يختلف بحسب حاجاته اليوم، فرئيس المجلس هو الأقل تطلباً وان كان عراب اللقاء فهو تخطى الهاجس ألأمني لرعاية اللقاء وهو بحسب الاوساط يتوجس من تردي العلاقة بين جنبلاط والحريري وراغب دائما بلعب دور الحاضنة السياسية لترويكا الحكم السابقة، واللقاء حاجة اساسية لوليد جنبلاط الذي يراقب بحسرة تمادي العلاقة والتناغم غير المسبوق بين حليفه الحريري ورئيس الجمهورية والانطلاقة القوية للعهد الجديد وما يجري من تحولات في الخريطة السياسية الداخلية وانفلاش قوة التيار الوطني الحر في الدولة ومؤسساتها وفي الادارات العامة والتعيينات القضائية والامنية، فضلاً عن القلق والهاجس الجنبلاطي مع الحريري من موضوع التطبيع مع النظام السوري خصوصاً وان رئيس الحكومة رافض لاي شكل من اشكال مثل هذا التطبيع.
واذا كان ثمة من يرى اليوم ان وجهاً مستتراً للقاء الثلاثي يمكن ان يكون شبيهاً لترويكا الحكم السابقة بين رفيق الحريري ونبيه بري ووليد جنبلاط التي قامت في حقبة الرئيس اميل لحود او مقدمة لها على الأقل فان اوساطاً سياسية تقلل من شأن هذا الموضوع او من واقعيته، فرئيس الجمهورية لا يشبه احداً من اسلافه والظروف السياسية لا تشبه نفسها ايضاً كما التحولات وتغير الخرائط في المنطقة، وفي كل الاحوال فان استمار هذا اللقاء واستمراريته او امكان تحوله الى جبهة سياسية ليس وارداُ وكذلك فان توسعه ليضم القوات اللبنانية او التيار الوطني الحر في غير محله، فليس من مصلحة التيار الوطني الحر ان ينضم الى هذا الفريق او اللقاء وهو اصلاً ليس مدعواً اليه، وفي الاساس فان جزءاً كبيراً من شكاوى المجتمعين وما تسرب منها كان مخصصاً للشكوى على باسيل وضرورة الفصل بين المسارات والتعاطي من جهة المجتمعين مع رئيس الجمهورية بدون جبران باسيل، وبالتالي ليس من مصلحة التيار الوطني الحر الذي حقق توسعاً وتطوراً سياسياً وانفلاشاً غير مسبوق في حياته الحزبية وحضوره في الدولة متكئاً على كتف بعبدا ان يكون طرفاً او مشاركاً في لقاء هو بالاساس يشكو منه حتى لا يقال موجه ضده، بل ان من مصلحة التيار الوطني الحر ان يعطل مفاهيم او عقد هذا التحالف. في حين ان مصلحة القوات اللبنانية قد تقتضي في مرحلة لاحقة الانضمام اليه، بعدما بدأ تفاهم اوعا خيك تتبدد معالمه ولم يبق منه تقريباً إلا «ابراهيم كنعان وملحم رياشي» وبعدما تحوَل وزير الاعلام الى «شاك وباك» على حائط بعبدا على تجميد انطلاقة عمله وانجاز التعيينات في ملفات الاعلام وتلفزيون لبنان، وبعد تصريح سمير جعجع عن حرمان القوات في التعيينات وحتى في مجلس ادارة تلفزيون لبنان، وبالتالي فان مصلحة القوات قد تكون بالانضمام مستقبلاً الى مثل هذا التحالف وبالاساس فان التحالف الانتخابي مع وليد جنبلاط حاصل مبدئياً في الانتخابات النيابية في دوائر الشوف وعاليه وبعبدا.اما المستفيد الأول فهو النائب جنبلاط الذي يعيد احياء دوره وتموضعاته تحسباً للاستحقاقات، وبالتالي فاذا كان انضمام التيار الوطني الحر غير مطروح او واقعي وكما يقول قياديون في التيار العوني تعقيباً على المسألة «ليس معقولاً ان نكون ضد انفسنا» في ظل التسريبات عما قيل حول باسيل وامساكه بمفاصل السلطة في الجلسة الثلاثية، فان انضمام القوات او تيار المردة الذي يحتفظ بافضل العلاقات مع رئيس المجلس ورئيس الحكومة مسألة فيها وجهة نظر.
ابتسام شديد - الديار

  • شارك الخبر