hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

طريق داعش الكسروانية تحصد ارواح الشباب يومياً!

الأحد ١٥ تشرين الأول ٢٠١٧ - 07:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ليس في علم المنطق ولا العلم ولا السياسة تقف الدولة متفرجة على سقوط شباب وشابات لبنان اما ضحايا على الطرقات او نتيجة فعل الاغتصاب والخنق الذي هز لبنان طوال السنوات الماضية، وليس من باب الشتم ولا التحريض القول ان نقل التوابيت البيضاء بشكل دوري على اكتاف البشر لدفنهم تحت الارض وهم في ريعان شبابهم القول ان مسؤولية الدولة عن سقوط هؤلاء الشباب واغلبهم تقفل ابواب بيوتهم الى الابد بفعل عدم وجود شاب آخر او فتاة شقيقة لضحية فيعمد الاهل الى تسكير منازلهم لينطبق القول بالفعل: «سكر بيتو»، وقضى على عائلة كاملة.
ما الذي يحصل:
«الديار» التي تثير الموضوع من جانبه الانساني والاخلاقي، اجرت دراسة معتمدة على بيانات قوى الامن الداخلي وارقام وفصائل قوى الامن خصوصاً في منطقتي كسروان وجبيل حيث تحصل حوادث السير والقتل بشكل شبه يومي وتزايدت بفعل عدة عوامل ابرزها الآتي :
1- عدم وجود طرقات في لبنان تليق بالبشر وهي ما زالت قائمة منذ الانتداب الفرنسي، ضيقة وتتحكم بها المنعطفات كل مئة متر ليصح قول الكسروانيين ان الدولة ستشق طرقاتها وفقاً لخطة سير الحمير التي كانت معتمدة منذ القدم دون دراسة ولا تخطيط ولا بنية تحتية بالاضافة الى العنصر الاهم المتمثل بعمل المتعهدين والتغطية السياسية التي يعتمدون عليها للعمل بشكل ملتو ودون ضمير او وازع اخلاقي، وهذا امر اصبح معروفاً منذ عشرات السنين بحيث يطغى عامل الربح لدى المتعهد على ما عداه من اخلاقيات وبالتالي فقدان الرقابة على عمله.
2- ان سقوط ضحايا السير ليس متعلقاً فقط بمدى قدرة السائق على القيادة حتى ولو كان مسرعاً الا ان اي طريق في لبنان لا يمكن السير عليها بسرعة بفعل التصاق السيارات بعضها ببعض من الشمال الى الجنوب وصعوداً نحو الجرود، ومن يعاين طريق «داعش كسروان» كما يطلق عليها الكسروانيون لكثرة سقوط ضحايا عليها يتبين له انها غير صالحة خصوصاً ما يسمى اوتوستراد ذوق مصبح مروراً بجعيتا وبلونة وعجلتون وصولاً الى فيطرون وفاريا وكفرذبيان وهذه بلدات كبيرة وعريقة لا يمكن الوصول اليها عبر طريق غير صالحة تماماً لسير السيارات لا في الليل ولا في النهار. منذ ان تم شقها في اوائل الخمسينيات، وما زالت على حالها ووعود توسعتها وانارتها ووضع الحواجز الحديدية بقيت وعوداً على ورق.
3- ان هذا الاوتوستراد المزعوم تتحكم به العتمة ليلاً وزحمة السير في الليل والنهار نظراً لانها منطقة سياحية بامتياز ويقصدها اللبنانيون من مختلف المناطق وكان يكفي في غياب اي مبادرة للدولة لتنظيم شؤون الناس بالوصول الى منازلهم ان تعمد البلديات الى اضاءة هذه الطرقات اما بواسطة الطاقة الشمسية المعتمدة في الجنوب او من خلال المولدات الكهربائية المنتشرة بكثرة في البلدات وتفرض على اصحابها اقله اضاءة مصباح واحد بين العمود والآخر والتكلفة زهيدة جداً ولكن اهتمام البلديات ببناء حيطان الدعم والقصور البلدية المنتشرة على جانبي الطريق والعمل على تضييق هذه الطرقات بحجة تسوية ممرات للمشاة وكأن الناس تسير حشوداً حشوداً وبذلك تضيق الطريق وتصبح بالكاد تتسع لسيارتين مما يحدث ازدحاماً لا يستطيع الناس معه ضبط اعصابهم لساعات تحت الشمس في الصيف والمطر والثلج في الشتاء، وبالتالي هناك اهمال يجب ان يتحمله احد من المسؤولين في الدولة او البلديات ونتيجته سقوط الشباب والشابات على قارعة الطريق ضحايا وموتى وجرحى بالعشرات كل فترة من الزمن وهناك تقصير فاضح كما يقول الاهالي، فالسيارات تسير وسط عتمة المجهول ودون وجود مسامير مضيئة على الطرقات مما يسهل حصول حوادث السير في الامكنة نفسها... امر عجيب.
4- يقول والد شربل جهاد ابي نخول الذي قضى ولده وعمره ست عشرة سنة بحادث سير على طريق عجلتون - فيطرون: ان اناساً قدموا له التعزية بولده اخبروه انهم خسروا اولادهم منذ ثلاثين عاماً على الطريق نفسها ولم يحرك احد من المسؤولين ساكناً وكل هم الوالد ان لا يرى دماء شباب آخرين على الطريق نفسها الا ان الواقعة ما زالت هي عينها : الطريق غير صالح حتى الساعة والشباب الذين يموتون على الطرقات اكثر عدداً من الذين سقطوا خلال الحرب الاهلية بشكل يومي، وبالتالي ان الاهالي الذين حرقت قلوبهم على اولادهم الذين تعبوا على تعليمهم في الجامعات لا يلتفت اليهم اي مسؤول في الدولة في مسألة لا تحتاج للكثير من الاموال، ولكن السؤال: هل ينتظر المعنيون سقوط اولادهم ضحايا لا سمح الله كي يتدخلوا ويقوموا بواجباتهم؟؟
5- وتورد «الديار» بعض اسماء الضحايا الشباب والشابات الذين سقطوا على هذه الطريق خلال اقل من شهر وفق الآتي :
- انطوان مسعد.
- رامي الحاج عشرون عاما.
- سيلفيا عبد الساتر 19 عاما.
- شربل ابي نخول 16 عاما.
- الملازم اول ميشال خزام الذي سقط البارحة 25 عاماً.
وهذه عيّنة شهر ايلول او في خلال حوالى ثلاثة اسابيع فقط وخلال ثلاثة ايام فقط توفيت الشابة سيلفيا عبد الساتر والضابط ميشال خزام والاخير ما زال دمه ساخناً ولم يتم تشييعه بعد، ليتم طرح السؤال الآتي : ألم يحن الوقت لدق ناقوس الخطر والتحرك سريعاً نحو معالجة الامر خصوصاً طريق عجلتون التي سجلت اكبر عدد من الوفيات قبل ان تقع غداً ضحية اخرى على الطرقات عدا عشرات الجرحى الذين لم يتم ذكر اسماؤهم.
ويجب ايضاً التذكير بأن السرعة عامل اساسي في حصول حوادث الصدم ولكن اين المراقبة والتوعية وتشديد العقوبات من قبل الاجهزة الامنية قبل ان تحصد الطرقات شباب لبنان بعد ان خرجوا سالمين من بطش داعش وعمليات الاغتصاب والقتل!!

(عيسى بو عيسى- الديار)
 

  • شارك الخبر