hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الإنتخابات الطالبية تنطلق من الـ"LAU"... عودة المعركة بين "8 و14 آذار"

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٧ - 06:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

دقّت الساعة الصفر، شغَّلت الأحزاب محرِّكاتها، اكتملت التحالفات، أعلِنت اللوائح، طُبعت الشعارات، عُمِّمت البرامج الانتخابية. هكذا تبدو الأجواء في الجامعة اللبنانية - الأميركية (LAU) التي ستشهد انطلاقَ المعارك الانتخابية الطالبية لهذه السنة الجامعية يوم الجمعة في فرعَيها بيروت وجبيل. معركة يتنافس فيها تيار «المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية» في وجه «التيار الوطني الحر» و»حزب الله» وحركة «أمل» والحزب «التقدمي الاشتراكي»، بالإضافة إلى بعض المستقلّين، لحصدِ أكبر عددٍ من أصل 15 مقعداً في كلّ فرع لتشكيل المجلس الطلّابي.
يومان يفصلان طلّاب «اللبنانية - الأميركية» عن انتخاب مجلسهم الطلّابي، إستحقاقٌ ينتظره السياسيون قبل الطلّاب، نظراً لأهمّية معرفة المزاج الشبابي وإمكانية استثماره، بالإضافة إلى ما تحمله النتائج المرتقبة من قراءات وتحليلات يمكن البناء عليها وتوظيفها في الاستحقاقات المقبلة.

القانون وآلية الاقتراع

يَعتمد الاقتراع في «اللبنانية - الأميركية» على التصويت عبر الإنترنت، وفق قانون one man one vote، لكلِّ طالبٍ صوت ويَنتخب مرشّحاً واحداً في الكلّية التي ينتمي إليها. ولكلّ كلّية 3 مقاعد، حيث يفوز في كلّ كلّية أكثر 3 حصلوا على أصوات. فاز العام الماضي تحالف «القوات» و«المستقبل» ومعهم أصوات التقدّمي الاشتراكي بمعظم المقاعد، فيما هذه السنة تكثر التحليلات والتكهّنات بعد استدارة الأصوات الاشتراكية.

«القوّات»

يخوض مرشّحو «القوات اللبنانية» معركتهم الطالبية إلى جانب تيار «المستقبل»، من دون الاشتراكيين، عكسَ العام الماضي، ممّا يضَعهم أمام استحقاق أشدّ حماوةً، فهُم لا يُنكِرون في قرارة أنفسِهم أنّها معركة تتطلّب منهم مجهوداً كبيراً. وفي هذا السياق يُعرب رئيس مصلحة الطلّاب في«القوات» جاد دميان بكلّ ثقة عن استعدادهم للاستحقاق: «نحن على أتمِّ الاستعداد، ونخوض المعركة تحت عنوان «سنكون دائماً أصواتكم»، أي أنّنا على الدوام في خدمة الطلّاب».

ويضيف: «طبعاً لكلّ كلّية خصوصية ومطالب محدّدة، ولكن هناك 3 مشاريع أساسية سنَعمل على تنفيذها، مِثل إكمال مشروع بناء ممرّ لحماية الطلّاب من المطر بين أبنية الجامعة، تنفيذ بطاقة شبابية يستفيد من خلالها الطلّاب من حسومات في عددٍ من الأمكنة التي يقصدونها، ورفع نسبةِ المساعدة الاجتماعية الماليّة في الجامعة».

ويَلفت دميان إلى أهمّية الانتخابات الطالبية، قائلاً: «الانتخابات استحقاقٌ أساسيّ وضروري من أجل انتظام الحياة السياسية ومِن أجل حضّ الشباب على الانخراط في العمل السياسي بالإضافة إلى تعزيز العمل الجماعي»، مشيراً إلى أنّ «الانتخابات الطالبية هي البوّابة التأهيلية للشباب من أجل بلوَرةِ أفكارهم ومعتقداتهم السياسية».

«التقدّمي»

«التحالفات هذه السنة تختلف عن العام المنصرم، سنخوض الانتخابات إلى جانب فريق «8 آذار» في بيروت وجبيل»، يقول الأمين العام لمنظمة الشباب التقدّمي سلام عبد الصمد، موضحاً لـ«الجمهورية»، أسبابَ الاستدارة: «السبب الرئيسي أنّنا وجَدنا الطروحات الانتخابية لقوى 8 آذار أقربَ إلينا من 14 آذار، رغم أنّنا نتلاقى مع هذه القوى في بعض النقاط، ولكنّ الظروف حكمت أن نكون بعيدين عنها هذه المرّة».

أمّا بالنسبة إلى البرنامج الانتخابي الذي أعدّته المنظمة فيقول: «منعُ زيادة الأقساط، ضمان الشفافية في منحِ المساعدات المالية إلى الطلّاب وتحديد نسبتِها، إعطاء مجلس الطلّاب حقَّ الفيتو على القرارات الكبرى المتعلقة بحياة الطلّاب الجامعية، تحديد ميزانية ثابتة للمجلس الطالبي لتنفيذ مشاريع بطريقة أقلّ بيروقراطية، المطالبة بممرٍّ شتويّ من وإلى مختلف المباني، العمل على تنظيم الكتب الجامعية، والمطالبة بشرحٍ تفصيلي عن تغيير الكتب (لا يمكن بيع جزء من الكتب في السنة اللاحقة، بعد أن يكون قد اشتراها الطالب بمبلغ كبير)، المطالبة بدراسة رسمية توضح للطلّاب سببَ رفعِ الأقساط، في الوقت الذي لا يوجد أيّ تطوّر في المشاريع أو الجامعة».

ويتابع متحدّثاً عن نيتِهم «العمل على تحديد موعد ثابت يجتمع فيه المجلس الطالبي يصغي لمطالب الطلّاب ويُطلعهم على الإنجازات والمشاريع المقترحة، وإحداث بطاقة خاصة بطلّاب الجامعة تُمكّنهم من الحصول على حسومات ماليّة من بعض المحلّات».

«حزب الله»

«سَوى» هو عنوان التحالف الذي دخَل فيه «حزب الله» في الجامعة مع حركة «أمل» و«التيّار الوطنيّ الحرّ» والحزب «السوري القومي الاجتماعي»... «الجديد هذه السنة هو تحالف الإشتراكي مع حملة «سَوى»»، يقول مسؤول الشؤون السياسية لـ«حزب الله» في الجامعة «اللبنانية - الأميركية» لقمان حكيم، متوقّفاً في حديثه لـ«الجمهورية» عند أهمّية الانتخابات الطالبية، معتبراً «أنّها تؤثّر في إدارة شؤون الطلّاب على المستويات كافة، من متابعة ارتفاع الأقساط الجامعية سنويّاً، مروراً بالمساهمات المادية التي تُقدَّم للطلّاب، إلى متابعة حقوقهم في الحصول على أفضل الخدمات العلميّة والتقنيّة مقابل ما يتكبّدونه من مصاريف سنوية».

ويذهب حكيم أبعد من نتائج يوم الجمعة، قائلاً: «سواء ربحنا أو خسرنا، يبقى العمل التعبويّ في الجامعة لنا على الصُعد كافّةً أهمَّ وأفضل من نتيجة انتخابات، وهذا ما يهمّنا فعلاً، وهو الذي يُعطي لـ«حزب الله» الوجود في الجامعة أو عدمه».

أمّا بالنسبة إلى البرنامج الانتخابي، فيقول: «يضمّ مطالبَ عدّة، أبرزُها: محاولة معالجة ارتفاع الأقساط الجامعية، تحسين المساهمات المادية للطلّاب، تحسين الخدمات اليومية مِثل الإنترنت وفتحِ مكتبة الجامعة ٢٤/٧، تحسين الحياة السياسيّة داخل حرَم الجامعة وإعطاء الطلّاب أوسعَ حقّ للمشاركة في حقّهم في التعبير عن آرائهم، بالإضافة إلى بعض المسائل اللوجستية كزيادة المقاعد العامّة».

«أمل»

ولا يُخفي حكيم امتعاضَه من آلية الاقتراع وما تشهده من خروق، فيقول: «نفضّل الانتخابات التقليدية الاعتياديّة وليس عبر الإنترنت، نتيجة بعض الخروق التي تحصل مع حسابات الطلّاب أثناء الانتخاب، ممّا قد يؤدّي إلى تغيّرٍ نتيجة الانتخابات زوراً».

الانزعاج نفسُه يعبّر عنه الدكتور علي ياسين مسؤول الجامعات الخاصة في حركة «أمل» في حديثه لـ«الجمهورية» قائلاً: «هناك مفارقة بين الاقتراع الإلكتروني في جامعات أخرى تُخصِّص الحواسيبَ للاقتراع حيث يَدخل الطلاب إلى القاعة ويقترعون وبين النظام المعتمد في جامعتنا حيث يُرسَل للطالب رابط إلكتروني يصوّت من خلاله سواء عبر هاتفه أو عبر الحاسوب ومن منزله عبر البريد الإلكتروني.

لا يشارك أحد في الفرز، وترسَل النتائج عبر البريد الإلكتروني، لذا قد تغيبُ الشفافية في آلية الانتخاب». ويسأل: «مَن يضمن ألّا يعطي أحد الطلّاب اسم المستخدم لزميله وكلمة المرور ويصوّت عنه؟».

ويُبدي ياسين تمسّكه بأهمّية الانتخابات الطالبية، قائلاً: «هي فرصة لتعزيز مفهوم الديموقراطية بين الطلّاب، وتحصينِ مبدأ احترام حرّية الرأي وتقبّلِ النتائج بإيجابية»، مضيفاً: «سنخوض الانتخابات وفق مبدأ تغيير آلية الاقتراع لتعزيز مبدأ الشفافية في التصويت والفرز عبر حصرِ التصويت داخل حرم الجامعة وتأمين العازل لصون حرّية التعبير، وعبر تأمين ممثّل لكلّ مرشّح عند الفرز، بالإضافة إلى خفض الأقساط».

«المستقبل»

في المقابل، يثني المنسّق العام لقطاع الشباب في تيار «المستقبل» محمد سعد على قانون الاقتراع المعتمد، «صوت واحد لكلّ مقترع، إذ يعطي صحّة تمثيلٍ للطلّاب في كلّ كلّية، لأنه يوزّع الأصوات على المرشّحين، فيتمثّل الجميع».

ويضيف في حديث لـ«الجمهورية»: نخوض الانتخابات منذ سنوات عدة تحت شعار «خطوة إلى الأمام» (Step Forward)، وهو يَرمز إلى اندفاعنا الدائم للتطوير والتقدّم في العمل المطلبي الطالبي والشبابي».

أمّا بالنسبة إلى واقع التحالفات فيوضح: «كما كلّ سنة، نخوضها بتحالفنا كشباب «المستقبل» مع طلّاب «القوات اللبنانية» في فرعَي بيروت وجبيل، بمواجهة كلّ الأحزاب، ونتوقع أن نفوز في الفرعين بأغلبية المقاعد».

«الطالب أوّلاً»، عنوان يختصر برنامج حملة «المستقبل»، فيقول سعد: «الانتخابات الطالبية فرصة لنا لكي نقوم بواجباتنا تجاه جميع الطلّاب، فالهدف الأساسي من الفوز خدمة الطالب من خلال المجلس».

ويشدّد على «أنّنا نعطي الأولوية لحاجات الطلّاب، وما قمنا به في السابق يَشهد لنا، من تحسين الباحة في الجامعة، والضغط من أجل ضبطِ الأسعار في كافيتيريا الجامعة، وغيرها من الخطوات التي نقوم بها انطلاقاً من مسؤوليتنا، بالإضافة إلى حضورنا في أندية الجامعات، ومشاركتِنا في الأنشطة الثقافية والاجتماعية والترفيهية وغيرها».

«الوطني الحرّ»

من الواضح أنّ المعركة الطالبية في اللبنانية الأميركية تُعيد إحياءَ مشهد 8 و14 آذار، في هذا السياق، يقول مندوب التيار الوطني الحر في الجامعة أنطوان اسكندر: «لا تزال التحالفات الانتخابية في LAU تأخذ الطابَع القديم أي 8 و 14 آذار، والاستحقاق الطالبي فرصة ليُشارك كلّ طالب في صنعِ القرار، سواء في الانتخابات أو بعدها، من خلال اختياره لمن يمثّله في مجلس الطلّاب».

ويتابع في حديث لـ«الجمهورية»: «الاستحقاق الطالبي نموذج مصغّر عن الانتخابات البلدية والاختيارية والنيابية لاحقاً، وهنا تكمن أهمّية الانتخابات الجامعية بالإضافة إلى تنمية روح الديمقراطية».

تتنافس معظم الأحزاب والتيارات على خدمة الطالب، إذ يؤكّد اسكندر «أنّ هدفَنا من الترشّح أولاً وأخيراً مصلحةُ الطلّاب، لذا يُركّز برنامجُنا الانتخابي على تحسين المختبرات في الجامعة بالإضافة إلى زيادة المساعدات المالية، وتحسين الانترنت ومكتبة الجامعة».

بعد الإشكال العرَضي الذي وقع مطلع الاسبوع في «اليسوعية» والذي تمت لملمة ذيوله سريعاً، تنشَدّ الانظار إلى استحقاق يوم الجمعة، وتبقى النية ألا ينتهي الاسبوع كما بدأ «إشكال بإشكال».

ناتالي اقليموس - الجمهورية

  • شارك الخبر