hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

احتفال بعيد القديسة تريز الطفل يسوع في المنصورية

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٧ - 12:53

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

احتفل المسيحيون في لبنان بعيد القديسة تريز الطفل يسوع. وفي المناسبة ترأس رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر القداس الإلهي في الكنيسة التي تحمل اسم القديسة في المنصوريّة- بيت مري بدعوة من رئيس كهنة الرعيّة الخوري داني افرام وبمشاركة آلاف من المؤمنين الذين ضاقت بهم الكنيسة وساحاتها الخارجيّة.

وقبيل بدء القداس ألقى الخوري داني افرام كلمة شكر فيها المطران مطر على كل ما يقوم به من أجل المنصورية ورعيتها وأبنائها، وقال: نجتمعُ في هذا المساءِ حولَكُم يا صاحبَ السيادةِ في مناسبةِ عيدِ شفيعةِ رعيتِنا القديسة تريز الطفلِ يسوعَ الوجه الأقدس. هذه القديسةُ العظيمةُ التي بالرغم من حداثةِ عُمرِها لمْ ترضَ إلّا أن تحوّلَ حياتَها الى شُعلةِ حُبٍّ اشتعلَتْ بنيرانِ حبيبِها وأصبحَتْ عروستَه الأبديّةَ.
لا بُدّ لنا يا صاحبَ السيادة ان نشكُرَكَ على كلِّ ما تقومونَ بهِ مِن أجلِ رعيتِنا، فقد أوْليتم قضيتَنا اهتمامًا كبيرًا لا نظيرَ لهُ حتى أصبحْتَ المُدافِعَ الأوّل عن حياةِ مئاتٍ لا بل مئات آلافِ الأشخاصِ في وجه كلّ أنواع التوتر فكُنتَ خيرَ مثالٍ لنا لتجسيدِ تعاليمِ الراعي الأوّلِ الذي قال لنا:" جئتُ لأَخدُمَ لا لأُخدَمَ. هذا ليس فقط على الصعيد المناطقيِّ بلْ أصبحتم قدوةً للوطن برمَّتِهِ من خلالِ مواقفِكُم فلا يستطيعُ ايُّ عاقلٍ أو مسؤولٍ تخطي ما تقولونَه وتنصحونَ به. ونحن نفتخرُ ونشكرُ اللهَ في كلّ لحظةٍ بأننا نسيرُ وراءَ راعٍ قديرٍ لا يبخُلُ علينا بشيءٍ حتّى بذلِ الذاتِ، منْ أجلِ انْ تصلَ أبرشيتُه لا بل وطنُه كلُّه الى برِّ الأمانِ، والشهادةُ ليست لنا فقط فسوف تكون للتاريخِ والجغرافيا في آنٍ معًا. للتاريخ :لأنكم قد انجزتُم وما زِلتُم تنجزون ما عجزَ عنه مئاتُ الأشخاص ولا نستطيع حتّى ولو قرَّرْنا ان نُعدِّدَ انجازاتِكم، وللجغرافيا: لأنكم غيَّرتُم واقعَ حياةِ الكثيرين من أبناءِ أُمَّتكم.

صاحبَ السيادة أخواتي إخوتي إنّها لأُمسيةٌ مبارَكةٌ ومليئةٌ بالنِّعَم والبرَكاتِ كيف لا ونحن نحتفلُ بذكرى عشرين سنةً لإعلان قديستِنا ملفانةً و معلّمةً في الكنيسة مِن قِبَل البابا القديس يوحنا بولس الثاني لأنها أعطتنا بالطريقِ الصغير كيف نعيش الحبَّ و مئة وعشرين عامًا لدخولها الى الحياة الأبديّة ألَمْ تَقِلْ يومًا انا لا أموتُ بل أدخلُ الحياة و منذ ذالك الوقت بقيَتْ وفيّةٍ لوعدِها بأن تُمْطِرَ على الأرضِ الورودَ من نِعَمِ المسيحِ الفياضةِ كيف لا وقد أمطرَتْ علينا راعيًا حكيمًا وشجاعًا.
فباسم كهنةِ الرعيّةِ وكهنةِ الجوارِ ولجنةِ الوقف والمجلسِ الرعويّ والحركاتِ الرسوليّة والكشفية وباسم مجالس بلديات المنصورية وبيت مري وعين سعادة والمخاتير و أبناءِ الرعيّةِ والزوار.أشكرُكُم يا صاحب السيادة لتلبيتِكم دعوتَنا ولترؤُسِكم صلاتَنا في هذا المساءِ. واطلبُ من الله انْ يَهَبَكم العمرَ الطويل والعافيةَ لإكمالِ مسيرتِكم الرعويةِ والإنسانيةِ.

وبعد الإنجيل المقدس ألقى المطران مطر عظة تحدّث فيها عن حياة القديسة تريز الطفل يسوع وأعمالها وقداستها، وقال: أشكر الله من كلّ قلبي على هذا الحضور الجامع في الكنيسة، الذي يدلّ على إيمانكم العميق بالربّ يسوع المسيح وعلى ثقتكم بهذه القديسة التي هي شفيعتكم في هذه الرعيّة، كما هي شفيعة لجميع المسيحيين في العالم. وأشكر كهنة الرعيّة على خدمتهم الصالحة، فإنهم يرعون نفوسكم، يؤمنون لكم خبز المسيح وهم معكم دائمًا بمحبّة كاملة منبثقة عن محبّة الربّ لشعبه. وإني بفرح كبير أقول لكم، أنني حظيت بلقاء قداسة البابا فرنسيس في الفاتيكان وطلبت منه أن يصلّي على نيّة أبرشيّة بيروت وشكرته على كلّ ما يقوم به، باسم المسيح للعالم بأسره وعلى الزيارة التي قام بها إلى مصر وعلى كل ما يقوم به لتجنيب المنطقة الحروب والنزاعات، فأجابني قائلًا: أطلب صلاتك من أجلي. هو معلمنا اليوم، بالمحبّة والرعاية الصالحة التي يجب أن تكون بالمحبّة أولًا. إذا كانت لديّ كل الصفات وليس لدي محبّة للذين أنا موكل عنهم، أنا لست بشيء. المسؤولون يجب أن يحبّوا شعبهم ويخدموهم. ربنا يسوع المسيح أعطانا عن هذه المحبّة والخدمة أمثلة كثيرة. نحن نطلب من جميع المسؤولين، بدءًا منّا، المحبّة للناس ولقضاياهم وخدمتهم، وابن الله سيدنا يسوع المسيح جاء ليخدم لا ليُخدم ويبذل نفسه فداء عن الكثيرين. انها الخدمة المسيحيّة والمحبّة المسيحيّة. القديسة تريز فهمت هذه الحقيقة بعمقها، وهي راهبة شابة ابنة عشرين سنة. فهمت بصلاتها وحسها، أن لا شيء في الكون يساوي المحبّة، التي هي حضور السماء على الأرض. حيث تحضر المحبّة يحضر وجه الله، وعندما تغيب المحبّة يغيب الله. ولذلك كونوا واثقين أن حياتنا جميعًا، سوف نحاسب فيها على المحبّة، وليس على ما نملك أو على ما قمنا به من أعمل وجنينا من مال. كل هذا لا معنى له على باب السماء. بل اله سيسألنا عن محبتنا لوطننا ولعائلتنا ولبلدتنا وهل وضعنا السلام والمحبة والإنسانيّة فيها، وسيسألنا هل ضحينا من أجل الآخر وهل سألنا عنه. حضارة المسيح، هي حضارة التضامن والأخوّة والمحبّة. وهنا تكمن قوّة الكنيسة، أن تكون في هذا العالم، علامة محبّة وحقيقة. وشعاري الأسقفي كان وما زال الحقيقة في المحبّة. فنربط بين الحقيقة والمحبّة. أن أُحبّ الحق ولكن أن يكون لي، أيضًا محبّة. التضامن صفة عشناها في وطننا مئات السنين. القديسة تريزيا، يا إخوتي، تُذّكرنا في كل هذه الأعمال والصفات الجميلة، هذه الراهبة الشابة العظيمة، التي أعلنها قداسة البابا القديس يوحنّا بولس الثاني، معلّمة في الكنيسة، مثل القديسين أُغسطينوس وتوما الأكويني وبولس، وهي لم تقرأ في الكتب العميقة بل هي قرأت في كتاب ربّنا وبعيني ربّنا في تأملاتها وصلواتها.

فليكن لنا عيد القديسة تريز فرصة لنزيد المحبّة في قلوبنا ولنبني مستقبلنا في هذه المنطقة، على أساس محبّة جميع الناس، حتى وإن اضطهدنا. واجبنا أن نكون الخميرة الصالحة في عجين هذا الشرق كلّه. علينا أن ننظر إلى المستقبل الذي هو للربّ. نحن نسير وراء المسيح الذي قال: سيكون لكم في العالم ضيق، لكن تقووا، أنا غلبت العالم، لا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة. هذه أمور نضعها أمام عيوننا وفي قلوبنا، اليوم. تعاملوا مع الناس على أساس أنهم غاية وليس وسيلة. علينا أن نحترم ونحبّ الناس. هكذا نبني التاريخ والمجتمع. ونحن مع المحبّة سائرون حتى النهاية.

  • شارك الخبر