hit counter script

مقالات مختارة - احمد الدواس - السياسة

الارادة القوية تحرك الجبال

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٧ - 06:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حاول أحد الأميركيين دخول مجال التجارة في العام 1831 فخسر تجارته في العام التالي، ثم دخل مجال السياسة لكنه فشل أيضاً في هذا المجال، فعاد الى التجارة في العام 1834 لكنه خسر، فعاد ثانيةً الى السياسة على أمل الفوز بمنصب نائب في البرلمان الأميركي لكن اسمه لم يظهر في قائمة المرشحين في الانتخابات، ولم يفز أيضاً في انتخابات 1858، لكنه فاز بعد ذلك برئاسة الولايات المتحدة! هذا الشخص الفاشل هو أبراهام لنكولن، فكيف نال أبراهام لنكولن سمعته الطيبة في التاريخ السياسي الاميركي؟ وكيف حصل على أعلى المراكز القيادية؟ الجواب انها الإرادة القوية، إنه «القبول بالهزيمة والبدء من جديد».
لنضرب بعضاً من الأمثلة على ذلك، يقول المهاتما غاندي: «ان القوة لا تأتي من القدرة البدنية، وإنما من العزيمة التي لاتُقهر»:، ويقول والت ديزني: «كل المحن والعقبات التي أصابتني في حياتي منحتني قوة، ربما لن تشعر بنفعها عندما تحدث، ولكن ضربة موجعة توجه لك هي أفضل شيء على الإطلاق»، ومماقيل في التغلب على المصاعب: ان الإرادة القوية تحرك الجبال، كنـز الرجل هو كنـزه من الأخطاء، الحياة سلسلة من الهزات النفسية تجعل بعض الناس من رجل الى سوبر رجل.
رئيس الهند السابق أبو بكر زين العابدين أبو الكلام نشأ من أسرة هندية فقيرة لم يملك نفقات الدراسة، لكنه بذل جهداً شاقاً لمواصلة تعليمه فأصبح فيلسوفاً عالماً ورئيساً لدولة كبيرة مثل الهند، ينصح الشباب بأن «يفكروا بشكل مختلف» ، ويقول: «إن أردنا الفساد يختفي من الدولة فهناك ثلاثة أشخاص يمكن ان يساهموا بذلك وهم : الأب والأم والمعلم».
إننا عندما نواجه المشكلات، سواء كأفراد أو حكومة، «نحتاج لتغيير فكرنا حتى تتغير حياتنا بشكل أفضل»، فالإخفاق والألم مطلوب أحيانا حتى يتقدم المرء، و«المشكلة قد تُعيد صياغة حياتك مرة ثانية بطريقة أفضل، مع التحلي بالصبر»، فكما يقول المثل الصيني «مع الوقت والصبر فإن ورقة التوت تصبح قفطاناً من الحرير الغالي».
في المجال الرياضي، ظهرت العزيمة والإصرار على التفوق عند الألمان، فألمانيا كانت تخطط منذ العام 2001 لهزيمة البرازيل في مباراة كأس العالم لكرة القدم في صيف 2014، أي أن ألمانيا بذلت ثلاث عشرة سنة في تقوية فريقها الرياضي، واستطاعت بالفعل ان تفوز على البرازيل بنتيجة 7 مقابل واحد .
الصدمة قد تحرك في الإنسان التفكير الخلاق وروح الإبداع، فهي « أكبر مُعلم»، وكما يُقال «العدو أفضل مُعلم»، حيث تظهر شخصية الفرد الجديدة، لكن أكثر الناس لا يحاولون استخلاص الدروس من المصاعب والمحن، إذ يعتبرونها تجارب مؤلمة وحسب، وهكذا فطريقة تعامل الإنسان مع المحن والشدائد قد تدفعه إلى «التفكير بعمق « ممايترتب عليه تغيير شخصيته نحو الأفضل، فهذه الصعاب ليست صدفة وإنما هي «قدر» الإنسان أو «قدر الدولة»، يجد من خلالها حلولاً لمشكلاته، فرب ضارة نافعة، فبالعزيمة والإصرار على التفوق ينال المرء ما يريد، فليفهم الشباب الكويتي هذه الدروس وليطور نفسه بنفسه، ولايعتمد على الحكومة لتساعده، فالحكومة نفسها تحتاج الى غربلة وتطوير، وليتها تستفيد من تجارب الأمم والدروس التاريخية، ليت حكومتنا تصحو من سباتها العميق فيبدأ المسؤولون بتطوير أنفسهم لينتفع المجتمع بهم، إلى جانب هذا فان شبابنا لايقرأ حتى يستفيد من دروس التاريخ والعبر.
هناك الكثير من الأمثلة في التاريخ التي تدل على نجاح الأفراد والمجتمعات ممن كانت لديهم إرادة قوية لتغيير واقعهم الى الأفضل، وفشل أولئك الأشخاص والدول ممن كانت لديهم إرادة ضعيفة، لذلك على المجتمع أو الأفراد أن يُقيّموا مسارهم إن كان في الاتجاه الخطأ، إننـا في بلدنا الكويت نحتاج إلى أن نبدأ من جديد، ونغير أوضاعنا بدرجة 180 نحو الأفضل.
أقول هذا الكلام لأني عشت التجربة!

أحمد الدواس (سفير كويتي سابق) - السياسة

  • شارك الخبر