hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

مؤتمر التأثير الصيني المطّرد في الشرق الأوسط: التجارة والطاقة والأمن وتعدّدية الأقطاب

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 21:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقام معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت، بالاشتراك مع مكتب سوريا/العراق في مؤسسة كونراد أديناور، مؤتمرًا بعنوان "التأثير الصيني المطّرد في الشرق الأوسط: التجارة والطاقة والأمن وتعدّدية الأقطاب". حضر المؤتمر عددٌ كبيرٌ من السفراء، من بينهم سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية في لبنان وانغ كيجيان وسعادة سفير جمهورية أرمينيا في لبنان سامويل مكرتشيان، وشخصيّات سياسيّة وأكاديميّين وطلّاب من جنسيات عربية وأجنبيّة مختلفة.

افتتح الدكتور طارق متري مدير معهد عصام فارس المؤتمر بكلمة رحّب فيها بالحضور، مشيرًا إلى أنَّ المؤتمر هو الأوّل من نوعه في منطقتنا من حيث النوع والمدى، وإلى أنّه على الرغم من كون الصين جدّ متحفّظة في سياساتها الدولية بشكل عام، فإنّ السؤال الذي بات يُطرح هو حول طبيعة سياسة عدم التدخّل الصينية الكلاسيكيّة المنهج: هل هي عقديّة الطابع أم أنَّه تمّ تحدّيها بعد ما حدث في سوريا؟ كما سأل متري عن مدى التدخّل الصيني في سوريا وأهميّة معرفة ذلك، ليس فقط بالنسبة لنا كلبنانيين وسوريين، بل بالنسبة للمنطقة والعالم بأسره.

تحدّث بعدها نيلز فرمر، مدير مكتب سوريا/العراق في مؤسسة كونراد أديناور، عن صعود تأثير الصين عالميًّا خلال العقود الماضية، وبالأخصّ من خلال مبادرة "حزام الحرير الجديد" الصينيّة التي ساهمت في جعل الصين لاعبًا سياسيًّا إقليميًّا محوريًّا.

ثم أدار الجلسة الأولى بعنوان "حزام واحد، طريق واحد: مصالح الصين وأهدافها ورؤاها بعيدة المدى في الشرق الأوسط"، مايكل فينتسر، مدير مكتب بكين في مؤسسة كونراد أديناور، موضحًا أنَّ للحزام الصيني أبعادًا عالميةً، وأنَّ آخر مؤتمر عقدته الحكومة الصينية حول حزام الحرير الجديد قد ضمَّ أكثر من 120 بلدًا وأكثر من 30 رئيس دولة.

استهلت د. نادين غودهارت الباحثة في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين أول مداخلة بعنوان "رؤية الصين لعالم متعدد الأقطاب: تحدي الهيمنة الغربية"، حيث قالت إنَّ المثل الصيني التالي "لكي تصنع تجارة، عليك بشق طريق"، هو من عدة نواحٍ الدافع وراء قيام هذه المبادرة. لكنها شدَّدَت على الطبيعة الشبكية للمبادرة وعلى أنَّ الهدف منها ليس بناء مؤسسات إقليمية كالاتحاد الأوروبي والمبادرة الأوراسية-الروسية، قدر ما هو إنشاء أروقة من الاتفاقات التجارية والاقتصادية الثنائية والمتعددة الأطراف.

أما د. كريستينا لين من جامعة كاليفورنيا في إرفاين، الباحثة في مركز السلام العالمي ودراسة الأزمات، فاعتبرت أنَّ الشرق الأوسط بالنسبة للصين يُختصر بثلاثة أنواع من المصالح هي: كون الشرق الأوسط مصدرًا للطاقة، ونقطة انطلاق نحوة القارة الأفريقية، وجبهة لمكافحة الإرهاب. كما أشارت إلى الشبه القائم بين بناء الصين مرفأً ضخمًا في الإمارات العربية المتحدة وبين تقارير تتحدث مؤخرًا عن نية صينية في توسيع مرفأ طرابلس بهدف إعادة إعمار سوريا.

أنهى الجلسة الأولى د. بينغبينغ وو من معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية في جامعة بكين، متناولًا موضوع مبادرة حزام الحرير، ومعتبرًا أنها بمثابة مبادرة وليست استراتيجية، وأنها ترتكز على رغبة الصين في تعزيز التعاون بين القوى العُظمى. وفي ما يخصّ الأزمة الراهنة بين الولايات المتّحدة الأميركيّة شدَّد وو على أنّ الاتفاق النووي الذي أُبرم بين دول مجموعة 5 زائد واحد وإيران يمكن له أن يشكّل مسارًا مشابهًا للحلّ مع بيونغ يانغ.

واستهل المدير المساعد في معهد عصام فارس ريان الأمين الجلسة الثانية بعنوان "السياسات الصينية على أرض الواقع"، حيث تطرق إلى أهمية فهم طرق إدارة الصين لمصالحها في أمكنة محددة من الشرق الأوسط كأفغانستان وباكستان والخليج العربي وسوريا. بدأت د. ألكسندرا كابيليتّي من معهد الأبحاث حول الصين المعاصرة في ميلانو بإيطاليا، الجلسة بمداخلة بعنوان "المسرح الأفغاني الباكستاني" متناولةً تأثير حزام الحرير على الداخل الصيني، بناءً على دراسات سوسيولوجية ميدانية قامت بها في محافظة شينجيانغ، حيث حسَّن التعاون الاقتصادي الصيني الباكستاني -وهو جزء من الحزام- من مستوى معيشة أهالي منطقة سنجان الصناعية.

ثم تحدَّث د. موريتز بيبر، من كلية الفنون والإعلام في جامعة سلفورد بمانشستر في مداخلة بعنوان "الصين في الخليج الفارسي: العلاقات مع إيران والسعودية والعراق"، عن ضرورة قيام الصين بتحقيق توازن في علاقاتها مع كل من السعودية والصين. وبعدها تطرَّق إلى نمو العلاقات الاقتصادية في المجال النفطي بين كل من الصين والعراق بسبب تحسن العلاقات بين الصين وإيران.

وفي ختام المؤتمر شارك د. عماد منصور من لبنان من قسم الشؤون الدولية في جامعة قطر في الدوحة في مداخلة بعنوان "سياسة الصين تجاه الصراع السوري"، اعتبر فيها أنَّ سياسة الصين تجاه سوريا لم تكن تتعلق بتحالف صيني مع روسيا بقدر ما تعلقت بإرادة في المحافظة على سمعتها في رفض التدخل الخارجي، لا سيما بعد تدخل الناتو في ليبيا.

  • شارك الخبر