hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

جمعية "بيليف" ترفع صوت السلام... بو عاصي: هذه الخطوط الحمر لنعيش إنسانيتنا!

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 16:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رغم أصوات الحروب والنار والدمار التي تفتك بمنطقتنا التي ترقص على أنغام الموت، يبقى صوت الرجاء والأمل يصدح في قلوب ونفوس الذين لا يعرفون الاستسلام والهروب، بل المواجهة والإنطلاق في سبيل فتح كوّة مُشرِقة في جدار الشرق المظلم والمشاكل الإجتماعية والسياسية والإنسانية التي نعاني منها في وطننا لبنان... إنه "صوت السلام" sound of peace الحفل الموسيقي الذي أقامته ونظّمته جمعية BELIEVE وأنشدته فرقة syncope برعاية وحضور وزير الشؤون الإجتماعية بيار بو عاصي، وقدّمته الإعلامية منى سكّر لبكي، بحضور ممثلين عن المدارس والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية وحشد من الأهالي والشباب من مختلف الفئات العمرية.

وأعلن بو عاصي في كلمته أن "العنف هو جزء من طبيعتنا البشرية، وأنا كوزير أعيشه كل يوم في وزارتي "من دون ضربة كفّ"، فالفقر عنف، والإدمان عنف، المرأة المعرّضة للتعنيف وحكم المجتمع عليها حتى من دون أذية جسدية مباشرة هو عنف، واقعنا يرزح تحت نير العنف".

ورأى أن المصدر الأساسي للعنف ليس الحقد إنما الخوف، فالإنسان الخائف يتحوّل إلى إنسان عنيف تجاه الآخر ليحمي نفسه. وأشار إلى أن الحلّ يبدأ من الذات عبر التخلّص من الخوف من الآخر.

وشدّد على ثلاثة خطوط حمراء لنعيش إنسانيتنا وهي حياة الإنسان التي لا يجب التعرّض لها أو تهديدها مهما كانت الظروف، وكرامة الإنسان الملزمين على المحافظة عليها وتامينها، وحرية الإنسان في الإعتقاد وفي التفكير وفي تقرير مصيره وهي قمّة الإنسانية.

بو عاصي دعا الشباب والحضور إلى الإنخراط في العمل الإجتماعي وفي الشأن العام من خلال الجمعيات على غرار ما تقدّمه جمعية believe، لأنّ في ذلك تأمين النقاط الثلاث التي تعطي الإنسان حياة كريمة.

وكانت كلمة الإفتتاح لرئيسةBelieve تانيا تابت صدقة التي تحدّثت عن الأسباب والدوافع والأهداف التي أدت إلى نشأة الجمعية، فقالت: "منذ سنتين، التقينا مجموعة أشخاص لنفكّر معا كيف يمكن أن نساهم في إنقاذ مجتمعنا وإنساننا ووطننا، فطرحنا سؤالاً من أين نبدأ؟ من وجع الفقير الذي لا يجد من يهتمّ به؟ من وجع الإنسان المشرّد، المتروك والمنسي على هوامش الحياة والطرقات؟ من مشاكل شبابنا والهجرة والإدمان على الكحول او المخدرات؟ أم يجب العمل على مكافحة الفردية واللامبالاة مرض العصر؟ أم من ملفات العنف ضدّ المرأة وحقوقها السياسية والعنف ضدّ الأطفال...؟".

وتابعت: "أمام تلك الهواجس، ارتأينا العمل على بناء الإنسان فكانت Believe حيث نسعى إلى تطوير وتمكين مجتمعاتنا بالعمل مع الشباب والطلاب والأهالي والمدارس بالاعتماد على مهارات وطاقات اختصاصيين من لبنان وخارجه، بالإضافة إلى برامج عالمية أثبتت فعاليتها ونجاحها في المجتمعات التي سلكت طريق السلام وبناء الإنسان على مدى عشرات السنين".

وأضافت: "الهدف هو بناء ثقافة السلام عند شبابنا الذين هم قوّة التغيير، وأن يؤمنوا بالسلام، ويشكّل هويتهم وشخصيتهم وثقافتهم، ويحققوه أولاً في خياراتهم وقراراتهم وسلوكياتهم، ثمّ في عائلاتهم ومدارسهم وبلداتهم ومناطقهم ومحيطهم الأكبر".
وتوجّهت إلى الوزير بو عاصي مثنية على إنسانيته وجهوده في وزارته لبناء ذهنية جديدة بالتعاطي في الشأن العام، متمنية أن يتبوّأ الشباب في المستقبل مراكز المسؤولية ليخدموا وطنهم ومجتمعهم وأن يكونوا على مثال بو عاصي في التواضع وفي غمرة طفل يتيم والإنحناء أمام موجوع، وأن يكتسبوا لقب معالي الإنسانية، لكي نخلق قيادات تساهم في تغيير مفهوم القيادة من منطق الزعامات إلى مفهوم خدمة كرامة الإنسان".

وختمت كلامها بالدعوة إلى ضرورة إعلاء صوت السلام لإسكات أصوات الموت، وإشعال ثورة القيم والأخلاق التي تتحقّق بالتضحية والعمل الجماعي بعيداً عن الارتجال العشوائي والأنانية".

وكانت فرقة syncope قد عزفت وأنشدت أجمل المقطوعات والأغاني عن الحبّ والسلام والطفل والمرأة والوطن حيث تفاعل معها الجمهور بكثير من الإيجابية والحسّ الإنساني مما خلق شعوراً عند الحاضرين بأن العمل من أجل السلام يبدأ من الإنسان أولاً لكي يبقى صوت السلام أقوى من أصوات الحروب.
 

  • شارك الخبر