hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

إطلاق اسم الأب أندريه ماس على شارع في البرامية

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 17:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أحيت جامعة القديس يوسف ومركز الدروس الجامعية التابع لها في لبنان الجنوبي، ذكرى مرور ثلاثين سنة على استشهاد المدير السابق للمركز الأب أندريه ماس اليسوعي في ايلول 1987، بلقاء اقامته في باحة المركز في البرامية (صيدا) وتخلله الاعلان رسميا عن اطلاق اسم الأب أندريه ماس على الشارع المحاذي لمبنى الجامعة في البلدة، بناء على قرار صادر عن مجلس بلدية الرامية.

تقدم الحضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري الدكتور أحمد موسى، ممثل الرئيس فؤاد السنيورة طارق بعاصيري، النائبان بهية الحريري وميشال موسى، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ومطرانا صيدا للروم الكاثوليك ايلي حداد وللموارنة مارون العمار، رئيس اقليم الشرق الأوسط للآباء اليسوعيين الأب داني يونس، ممثل رئيس بلدية صيدا محمد السعودي عضو المجلس البلدي نزار الحلاق، الامين العام ل"التنظيم الشعبي الناصري" أسامة سعد، الدكتور عبد الرحمن البزري، ممثل الامين العام ل"تيار المستقبل" احمد الحريري مستشاره للشؤون الصيداوية رمزي مرجان، ممثل قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة العقيد حسين عسيران، رئيس بلدية البرامية جورج سعد وحشد من الفاعليات.

وكان في استقبالهم رئيس الجامعة اليسوعية البروفسور سليم دكاش ومديرة مركز الدروس الجامعية في لبنان الجنوبي الدكتورة دينا صيداني وأسرة المركز من اداريين واساتذة.

استهل اللقاء بكلمة من مديرة المركز الدكتورة دينا صيداني التي توقفت عند تزامن احتفال المركز بالذكرى الأربعين لإنشائه مع الذكرى الثلاثين لإستشهاد الأب اندريه ماس، معتبرة ان "الأب ماس طبع بالتزامه حياة المركز في تلك الفترة الصعبة، فتعهد أن ينشر المحبة والأمل والسلام في هذه المنطقة عبر حضه طلاب المركز المسيحيين والمسلمين على العيش والعمل معا من اجل بناء مستقبل لبنان".

وتحدث الأب داني يونس، وقال: "قبل ثلاثين عاما، كان على الأب أندريه أن يبذل حياته، لأنه اختار الانضمام إلى البعثة اليسوعية في بلد في حالة حرب، لم يأت أندريه للموت في لبنان ولكن كان خياره تعزيز الإنسانية ضد قمع الظلم وهو الذي كلفه حياته".

وألقى المدير السابق لفرع جامعة القديس يوسف في الجنوب مصطفى اسعد كلمة توقف فيها عند "خصوصية اللقاء في حرم جامعة القديس يوسف وفي حضرة ذكرى الأب اندريه ماس"، عارضا تلك المرحلة التي تولى فيها ماس ادارة المركز خلال اقل من عامين من كانون الأول سنة 1985 وحتى اغتياله في ايلول سنة 1987، ومتوقفا عند ما اتسمت به شخصية الأب ماس، "فكان رجلا تربويا وانسانيا ومتواضعا في تعاطيه مع كل من حوله ادارة واساتذة وطلابا".

ثم تحدث الأب جوزف نصار اليسوعي الذي عرف الأب ماس قبل مجيئه الى لبنان وكان قريبا منه خلال ادارته لمركز الدروس الجامعية في صيدا، فرأى انه "رغم مرور ثلاثين سنة على غيابه ما زال الأب اندريه اكثر حضورا. انه حضور للقيم الانسانية والتربوية التي ناضل من اجلها، فتمازجت وتناغمت مع قيم ابناء هذه المنطقة".

وتحدث وليد صالح احد خريجي جامعة القديس يوسف، مستحضرا نثرا وشعرا ذكرى الأب ماس ومعايشته له، طالبا في كلية ادارة الاعمال، وقال: "منذ 30 سنة وقبل يوم واحد من وفاته كنا سويا مع الأب جوزف نصار والأب اندريه ماس نزرع شجرات سرو حول الملعب، واليوم عندما وصلت القيت نظرة على تلك الأشجار وقد كبرت واصبحت اكثر تجذرا في الأرض وفي المكان، وهكذا ذكرى الأب اندريه ماس تبقى فينا ونحن اليوم نحتفل بذكراه".

والقى رئيس بلدية البرامية جورج سعد كملة اعتبر فيها ان "الأب اندريه ماس هو شهيد العلم والمحبة والسلام، وان البرامية المتميزة بموقعها وجمالها تزداد تميزا وتألقا بوجود اليسوعية على كتفها، لا بل في قلبها ووجدانها، وهي تمثل القيمة العلمية المضافة الى اناقة البرامية عاصمة الجمال، لتصبح ايضا بجامعتها عاصمة العلم والمعرفة والثقافة".

وتلاه البروفسور دكاش فأشار الى ان "الأب ماس مر بسرعة بيننا ووهب حياته لمدينة صيدا التي احبها حين رضي ان يصبح مدير مركز الدروس الجامعية في لبنان الجنوبي ووهب حياته الى الأبد لهذه الأرض التي احب". وقال: "اليوم اللفتة التي تقوم بها بلدية الرامية باطلاق اسم الأب اندريه ماس على شارع بجانب المبنى تشهد على حياته التي بذلها من اجل هذه المدينة وتخبرنا ان حياته لم تذهب سدى. ونحن نريد ان نرى في هذه اللفتة دعوة لأن تواصل الجامعة رسالتها هنا بالذات كشهادة على العيش المشترك والايمان بقيمنا اللبنانية".

وتوقف دكاش عند ثلاثة جوانب من شخصية ماس: "حبه للتواصل مع الناس والسؤال عن فرص المصالحة في لبنان وكيف يمكن لرهبنة ان تساعد في انجاز هذه المهمة بين اللبنانيين. والجانب الثاني ان السياسة لم تكن تستحوذ اهتمامه، لكن الجانب الانساني للحياة في لبنان، والجانب الثالث اصراره على اقتفاء خطى يسوع المسيح متجاوزا الحدود والمسافات، وبذله حياته لتستمر رسالة الجامعة في الازدهار وحمل الثمار في هذه الأرض من جنوب لبنان والتي تضرجت بدماء العديد من الشهداء في قتالهم من اجل الحرية والكرامة".

بعد ذلك قدم دكاش بمشاركة صيداني دروعا تكريمية باسم جامعة القديس يوسف الى كل من النائبة الحريري ورئيس بلدية البرامية وممثل رئيس بلدية صيدا تقديرا لدعمهم مبادرة تسمية الشارع المحاذي لمبنى مركز الدروس الجامعية في الجنوب باسم الأب ماس.

وأمام النصب التذكاري وشجرة الزيتون التي زرعها الأب ماس بيديه وسقاها بعرق جبينه ورواها بدمائه في باحة الجامعة في البرامية، رفع المطران حداد صلاة لراحة نفس الأب ماس، معتبرا أنه سار في الكمال محاولا أن يعكس صورة محبة الله في بيئته، وإنه وإن مات فسيحيا في قلوبنا وفي مناهجنا وطريقة حياتنا وتربيتنا لأجيالنا الجديدة موحدين ومنفتحين على بعضنا البعض".

تلت ذلك ترانيم من وحي المناسبة للطالبة مار كلير اندراوس.

بعد ذلك جرت ازاحة الستارة عن اللوحة التي تحمل اسم الأب ماس في الشارع المحاذي للجامعة في البرامية.

وكانت للحريري كلمة توجهت فيها بالشكر الى بلدية البرامية ورئيسها على تبني هذه الارادة التي تقدمت بها اسرة اليسوعية، وقالت: "نحن نبارك هذه الخطوة لأن من لا يتذكر الناس الذين استشهدوا لكي تعيش الناس بسلام يكون بعيدا عن الخط السليم. نشكر كل الذين تحدثوا وكان كلاما رائعا ورسالة الأب ماس تكملها اليسوعية وكل المؤمنين بدور لبنان العيش المشترك وقبول الآخر والعيش بسلام لأجيالنا التي نراها تتقدم وتطور. رسالة لبنان رسالة العلم والمعرفة وهذه الوظيفة التي تليق به وان شاء الله نستطيع ان نضع يدنا بيد بعضنا البعض ليكون لبنان فعلا هذا البلد النموذج والرسالة كما الارشاد الرسولي صنف هذا البلد بكل تنوعه وبكل غناه بإنسانه. شكرا على هذا الاحتفال وهذه المبادرة الرائعة، ونحن نفتخر بأن يكون لدينا شارع باسم الأب اندريه ماس".  

  • شارك الخبر