hit counter script

الحدث - جورج غرّة

أزمة مستجدة بين أركان العهد... هل يسقط التحالف؟

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

سوء التفاهم انطلق من نيويورك لدى لقاء وزير الخارجية جبران باسيل مع نظيره السوري وليد المعلم من دون سابق انذار لجميع الفرقاء اللبنانيين، وبالرغم من حصر اللقاء بين باسيل والمعلم بملف النازحين السوريين، إنزعج اركان تيار المستقبل، كما ان وزير الداخلية نهاد المشنوق لم يفصل بين وزير الخارجية ورئيس الجمهورية وقرر مقاطعة الرئيس عون وعدم مرافقته الى باريس في زيارته الرسمية.
قناة الإتصال مع دمشق مفتوحة منذ أعوام والحرب السورية لم توقفها، ولو اقفلت القنوات وقطعت العلاقات لكان على كل أركان الحكومة طرد السفير السوري من لبنان منذ اعوام وعدم رفع الايدي موافقة على تعيين سفير جديد منذ شهرين في مجلس الوزراء. ولكن ما حصل قد حصل وقنوات الإتصال مع سوريا تفتح من جديد من باب النازحين السوريين، فكيف سنعيد مليون ونصف المليون سوري من دون التواصل مع النظام الذي بات يسطير على غالبية المناطق السورية، وما يسمى بالمناطق الآمنة أمنها النظام وهي تحت سلطته؟
الرئيس سعد الحريري يواجه اليوم ضغوطات من البيت الداخلي في تيار المستقبل ومن نوابه ووزراء حكومته، لانهم يرفضون اي تواصل رسمي مع سوريا، ويعتبرون ان ما فعله باسيل يهز عرش العهد كله، ولكن الرئيس الحريري يفكر بواقعية ويقول لهم ان الرئيس عون والوزير باسيل فعلا له الكثير وهما على تنسيق كامل بين بعضهم البعض، وهما مررا له ملفات عدة ويجب تمرير هذا الامر لان لقاء كهذا لن يدخل النظام السوري الى لبنان مجددا.
الشائعات انطلقت بان الحريري فكر بالإستقالة، ولكن الحقيقة ان الفكرة لم تراوده ابدا كما لم تراود اي شخص من فريق عمله، بل ان بعض الطامحين اتوا بفكرة كهذه وعملوا على تسريبها. ولكن الحريري الواقعي لا يفكر بالقطيعة ابدا، لان لباسيل وللرئيس جميل كبير لديه وخصوصا في موضوع تطيير الانتخابات الفرعية والمشاريع التي تخص الحريري وجماعته كما التمديد للمجلس النيابي والتعيينات.
مصادر مطلعة تشير الى ان حليف الحريري الأساسي اليوم في لبنان والقادر على دعمه وان يكونا نصف البلد هو التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية، وبما ان الحريري لا وجهة أخرى يسلكها فهو سيبقى في هذ التلحالف وسيسعى الى توضيح مسألة لقاء باسيل - المعلم مع وزير الخارجية مباشرة فور عودته الى بيروت.
وترى المصادر ان رسالة المشنوق الى باسيل والرئيس عون لم يقم بها المشنوق من دون تنسيق مع الحريري، وهي ردة فعل اجبر الحريري على القيام بها بواسطة المشنوق امام فريقه السياسي، مشددة على انه لا يمكن قطع العلاقات من قبل كل الفرقاء في لبنان مع السوريين لان هناك تواصل سيفتح مجددا في المنطقة والجميع يتواصل مع السوريين واولهم الاميركيين وحلفاء لهم، ولبنان لديه ملف النازحين لا يمكنه بحثه سوى مع المعنيين به في سوريا، وإلا سيعمل النظام السوري على عرقلة الملف اكثر مما هو معرقل اليوم.


 

  • شارك الخبر