hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الراعي: نضم صوتنا إلى صوت الرئيس للمطالبة بعودة النازحين السوريين

الأحد ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 12:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا إلهيا على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، عاونه فيه راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر ولفيف من الكهنة، بدعوة من مؤسسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري ، ولمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في معركة نهر البارد.

شارك في القداس، العميد غسان حبوس ممثلا وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون، النائب إميل رحمة، العقيد جورج منصور ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، العقيد بسام فرح ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الرائد جوزاف غفري ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، العقيد عادل فرنسيس ممثلا المدير العام للجمارك بدري ضاهر، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان في الجيش العميد كليمان سعد، قائمقام كسروان -الفتوح جوزف منصور، القنصل ايلي نصار، رجل الاعمال كمال القاعي، عائلات الشهداء وحشد من الفاعليات السياسية والعسكرية والنقابية والمؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "من يصبر إلى المنتهى يخلص" (متى 24: 13)، قال فيها:"وسط الحروب والمحن والاعتداءات والتضليل والاضطهادات، يدعونا الرب يسوع للصمود في الإيمان، والثبات في الرجاء، والمحافظة على شعلة المحبة في القلوب. ويؤكد: "من يصبر إلى المنتهى يخلص" (متى24: 13).

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية لنحيي الذكرى العاشرة لشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في معركة نهر البارد بوجه الإرهابيين. وقد دعت إلى هذا الاحتفال لراحة نفوسهم، مؤسسةالمقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري، التي أنشأتها زوجته السيدة ليا إحياء لذكراه وذكراهم، تحت شعار: "لله رجال، إن هم أرادوا أراد".في هذه الذكرى العاشرة شاءت القيادة في الكلية الحربية إطلاق اسمه على فوج الضباط المتخرجين في هذا العام".

وتابع: "تعنى هذه الجمعية مشكورة بأطفال لبنان، وبخاصة بأطفال شهداء الجيش والعسكريين في الخدمة الفعلية. فتقوم بنشاطات لصالحهم من مثل السفر إلى الخارج وتنظيم رحلات ومخيمات ترفيهية؛ بالإضافة إلى إنشاء حدائق عامة في أكثر من منطقة لبنانية، وتجهيز قاعات في ثكنات عسكرية.
إنها مبادرة حميدة تحتاج إلى الدعم والوقوف بجانبها، من أجل تضميد جراح عائلات الشهداء العسكريين، زوجات وأطفالا. وهي مبادرة للاقرار بالجميل للجيش والقوى الأمنية كافة على التضحيات التي يبذلونها حتى إراقة دمائهم من أجل لبنان وشعبه وكرامته".

أضاف: "أود أن أحيي معكم الجيش اللبناني، قيادة وعسكريين، وكل الحاضرين معنا من ممثلين وضباط، وسواهم من عائلات الشهداء. ونحيي "جمعية المقدم المغوار صبحي العاقوري" وزوجته المؤسسة، وأولاده الأربعة: جويس وجو وكلوي وكريستي،الذين كانت أعمارهم، يوم استشهاد والدهم، تتراوح بين الخمس سنوات والسبعة أشهر".

وقال: "من يصبر إلى النهاية يخلص" (متى 24: 13). لقد صمد الجيش، قيادة وضباطا وعسكريين، وصبر على المحن في معركة نهر البارد منذ عشر سنوات. فانتصر على الإرهابيين وجنب ببسالته وحكمته وشجاعته، وبدماء شهدائه، وطننا من شرهم ومطامعهم، وبدل حسابات من كانوا وراءهم. والجيش هو إياه يواصل، من عهد إلى عهد، انتصاراته وصولا إلى انتصاره الأخير في معركة فجر الجرود.إن القاعدة الأساسية عنده حماية المدنيين، واحترام القرار السياسي بموجب المادة التاسعة والأربعين من الدستور التي تنص على أن رئيس الجمهورية "يرئس المجلس الأعلى للدفاع، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تخضع لسلطة مجلس الوزراء".

أضاف: "في إنجيل اليوم، ينبهنا الرب يسوع عن الأخطار التي نواجهها وتواكب حياتنا وفقا لظروف تتبدل وتتراوح بين سهلة وصعبة. ينبهنا عن ثلاثة:

أ - شر المضللين والمشككين الذين يبثون افكارا تولد الفوضى وانعدام الثقة، سواء على المستوى الديني أم الأخلاقي أم الاجتماعي أم الوطني، هؤلاء يزعزعون الإيمان، ويتلاعبون بالضمائر.
ب - واقع الحروب والاضطرابات والمجاعات والزلازل التي قد تضعف الإيمان بالله وبعنايته، وتحمل على الظن أن الشر أقوى من الخير، وانه يحد من قدرة الله؛ كما قد تحمل على الاعتقاد أن القوة والمال والسلاح هم الوسيلة الفضلى والضامنة.
ج -العداوة والنزاعات والاعتداءات بين الناس، التي تتسبب بالارتداد عن الإيمان، وبجفاف المحبة والمشاعر الإنسانية في القلوب، وتكسر وحدة المجتمع المدني".

وتابع: "بوجه هذه الأسباب، مهما كبرت وتفاقمت، يدعونا الرب يسوع لنلوذ بالصبر الذي ينطوي على إيمان عميق بالله، ورجاء ثابت بعنايته، ومحبة له مترسخة في القلب.
هذا موقف يمليه علينا إنجيل يسوع المسيح المسمى "إنجيل الملكوت". أعني الإنجيل الذي ينشر، في المجتمعات البشرية، ثقافة السلام والحقيقة واحترام الآخر، وثقافة العدالة والمحبة والحرية، وثقافة الأخوة الشاملة وقدسية الحياة البشرية وكرامة الإنسان".

أضاف: "لقد ترك هذا "الإنجيل" معالمه في بلدان الشرق الأوسط حيث ينادى به منذ ألفي سنة، منذ عهد المسيح والرسل. لكن معالمه الشاملة تثبتت في لبنان، في ثقافة العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين على اختلاف مذاهبهم، مثلما حددها الميثاق الوطني والدستور، وفي ميزة تنوع شعبه وحضارته التي هي عصارة حضارات متراكمة، كما أشار فخامة رئيس الجمهورية في كلمته أمام الجمعية العمومية لمنظمة الأمم المتحدة في 21 ايلول الجاري. وطرح بالتالي "ترشيح لبنان ليكون مركزا للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق، ومؤسسة تابعة للأمم المتحدة". لكن هذا الترشيح يقتضي حياد لبنان وتحييده عن الصراعات الإقليمية والدولية، وفي الوقت عينه، والتزامه في قضية العدالة والسلام بين الشعوب والدول، وجوا سياسيا ملائما تسوده الوحدة واحترام حقوق الجميع وواجباتهم".

وتابع: "نضم صوتنا إلى صوت فخامة الرئيس، للمطالبة بعودة النازحين السوريين الآمنة لا الطوعية إلى وطنهم وبيوتهم، مثلما أوضحها في كلمته، ونطالب بها، ليس فقط لأن لبنان لا يمكنه أن يتحمل بعد الآن نتائج عددهم الباهظ والمرهق الذي يفوق المليون ونصف، ويتهدد لبنان اقتصاديا وأمنيا ومعيشيا وسياسيا، ولكن ايضا لكي يحافظ الشعب السوري على ثقافته وحضارته الغنيتين. الأمر نفسه نقوله بالنسبة إلى النازحين العراقيين. ونضم صوتنا إلى صوت فخامة الرئيس من أجل عودة اللاجئين الفلسطينيين، وعددهم نصف مليون، إلى أرض فلسطين، مطالبين الأسرة الدولية بإقرار مشروع الدولتين، وإلزام إسرائيل بالتوقف عن إقامة مستوطنات جديدة على أرضهم المعدة لتنشأ عليها دولتهم".

وختم الراعي: "زمن الصليب الذي نعيشه، يذكرنا بأننا نسير في دنيانا تحت لواء صليب محبة الفادي الإلهي، موقنين أننا "نسير بين اضطهادات العالم وتعزيات الله"، على ما كتب القديس اغسطينوس. فنرفع دائما نشيد المجد والانتصار، بقوة الصليب المقدس، للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

وفي نهاية القداس، قدم أطفال الشهداء صورة تذكارية للراعي.  

  • شارك الخبر