hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ميشال نصر - الديار

لماذا التصويب الاميركي ـ البريطاني على حزب الله؟

الأحد ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 07:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

اذا كان ما يجري في نيويورك من اطلاق للمواقف على هامش انعقاد الهيئة العامة للامم المتحدة على وقع النبرة الدولية العالية جداً حيال «حزب الله»، عبّر عنها بدايةً الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومن بعده رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماري، وما حملته دلالات هذا التصويب الأميركي - البريطاني العنيف، فان ما اعلنه عدد من الضباط الاسرائيليين، على رأسهم رئيس الاركان غادي ايزنكوت من تهديدات موجهة لحارة حريك لا لبس فيه مع تحويل الحزب الى العدو الاول الذي تخشاه الدولة العبرية.

ولعل مستور نيويورك انكشف في ما عبر عنه السفير البريطاني في بيروت هيوغو شورتر الذي اعتبر «إن الجناح العسكري لحزب الله يُعتبر مؤسسة إرهابية، وهم ليسوا منفصلين عن جناحه السياسي ولهذا لا نتواصل معهم، ومشدداً على أنّ الجيش اللبناني ليس بحاجة لمساعدة لا من حزب الله ولا من النظام السوري، ونحن نعلم ذلــــك لأنّنا نعمل عن قرب معه»، ما يعني عمليا بحسب اوساط متابعة، ان ثمة مناخاً دولياً يتعاطى مع الحزب على أنه سيكون الهدف التالي بعد الانتهاء من داعش في سوريا والعراق، وأن إضعافه سيكون الممرّ للجم النفوذ الإيراني المتمدد في المنطقة، في ضوء تقارير عن تفاهم روسي - أميركي على إخراج الميليشات الأجنبية من سورية بالتوازي مع الحل السياسي، ومن الضمانات التي تطالب بها اسرائيل كشرط لعدم خربطة الاوضاع.

وبحسب المحللين فان اسرائيل حاولت من خلال المناورة الكبرى التي اجرتها منذ ايام، اظهار حجم ردها في حال تهددت مصالحها الامنية، وما الاحداث المتلاحقة من غارات في سوريا، وتفعيل العمل الامني في لبنان من خلال تحليق الطيران المكثف وعلى علو منخفض، وحركة الغواصات قبالة السواحل اللبنانية، فضلا عن تسلل عناصر اسرائيلية الى الداخل اللبناني وزرعها اجهزة تنصت ومراقبة على طول الحدود، سوى تحذيرات واضحة في هذا الاتجاه.
يشار على هذا الصعيد الى ان لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست سربت بعيد ايام من انتهاء المناورة تقريرا وصف بالسري للغاية، اظهر استمرارا في العجز عن سد الثغرات على مستوى القيادات العليا منذ حرب 2006، ما يعني عمليا فشل المناورة في محاكاة الاهداف التي قامت عليها، اذ جاءت الخلاصة العسكرية للخطط الجديدة إلى أنه في حال نشوب حرب في المستقبل مع حزب الله في لبنان، يجب أن تكون الأوامر الموجهة إلى قادة الفرق العسكرية واضحة جداً. ويجب أن يصلوا إلى الأهداف التي تم تكليفهم بها، في عمق لبنان، خلال الوقت المخصص، والعمل على تقييد قدرات الحزب الصاروخية تدريجاً حتى اليوم الأخير من الحرب.
مصادر مقربة من الثامن من آذار اشارت الى ان لا مخاوف من اي حرب استباقية اسرائيلية حاليا،وان جل ما يحصل هو عملية مناوشات ضمن الخطوط الحمر المرسومة وقواعد اللعبة المعروفة، لعدة اسباب، اولها التغييرات الاقليمية السريعة الحاصلة وعدم القدرة على استيعابها، وثانيا لان الحزب بات قوة هجوم وليس دفاع بعد خوضه الحرب في سوريا، وثالثا لادراك تل ابيب ان اي مواجهة ستكون مؤلمة ومدمرة على طرفي الحدود،ورابعا ،عدم جهوزية جيشها وجبهتها الداخلية لاي حرب على الجبهة اللبنانية.

ما ينتظر إسرائيل، غير واضح لأنها لا تستطيع التنبؤ في ما إذا كانت إيران ستقرر أن الحدود التي تفرضها إسرائيل مقبولة أم لا. وما يمكن أن يكون مفيداً في هذه المرحلة لإسرائيل هو بيان من الولايات المتحدة بأنها توافق على الاجراء الذي اتخذته إسرائيل. وأنه في حالة نشوب نزاع ستكون الولايات المتحدة داعماً لإسرائيل في الدفاع عن نفسها. وقد يساعد مثل هذا البيان، كالقصف الإسرائيلي لمصنع الأسلحة في سوريا، على إقناع إيران والحزب بمراعاة الحدود التي تفرضها إسرائيل. بالتالي، تفادي صراع أوسع نطاقاً معها، اذ ليس من مصلحة الحزب أن يبدأ حرباً مع إسرائيل وهو يشارك في معارك في عمق في سوريا، وليس من مصلحة إسرائيل أن تشن حرباً قد تشمل سوريا أيضاً.
الاكيد حتى الساعة أن حزب الله لن ينتهي من الوجود كما تأمل اسرائيل اقله وفقا لسنريوهاتها، او كما يتخيل بعض أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي. فخلال الحملات الأخيرة صمد الحزب ما جعل توقعات أجهزة المخابرات الإسرائيلية هي ذاتها لاي حرب مقبلة، مع قناعة بتحول ميزان القدرات الاستراتيجية تدريجيا لغير مصلحة إسرائيل.


 

  • شارك الخبر