hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - سيمون ابو فاضل - الديار

باسيل التقى المعلم تحت انظار المجتمع الدولي والحريري تجاهل اللقاء

الأحد ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 07:27

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تميزت مشاركة لبنان في الدورة العادية للأمم المتحدة باللقاء الذي عقده وزير الخارجية جبران باسيل مع نظيره السوري وليد المعلم ومندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري. فطغى هذا اللقاء على زيارة الوفد إلى نيويورك نظرا لواقع العلاقة المتردية بين فريق 14 آذار المفكك وبين سوريا من جهة في مقابل تمسك فريق 8 آذار بضرورة اعادة ترتيبها مع الرئيس السوري بشار الأسد نظرا لوجود عدة ملفات مشتركة بين البلدين تتطلب متابعة.

وقد انطلق باسيل من مسؤولية ثنائية يمثلها لعقد هذا اللقاء مع المعلم، إحداها تتمثل في كونه وزير خارجية لدولة تعاني من أزمة نازحين سوريين على أرضها على أكثر من صعيد أمني اجتماعي... وهو امر حسب أوساط مضطلعة يتطلب التواصل مع ممثل الدولة السورية الذي التقاه خارجها وتحديدا في نيويورك حيث شارك في جلسات الجمعية العمومية ممثلا لبلاده.على قاعدة ان مصلحة الدولة تتطلب ذلك وشكّل وجود المعلم في نيويورك مناسبة للتلاقي
أي أن باسيل قام بتبرئة ذاته من أن يكون اللقاء في دمشق على سبيل المثال، بل هو حصل في ظلّ الأمم المتحدة التي لا زال ممثل سوريا يشارك في اجتماعاتها ويلقي بمواقف مدافعة عن سياستها. كما ان اللقاء كان امام أعين المجتمع الدولي الذي بعضه لم يقطع علاقته بالأسد وبدأ يعدّ العدّة لاعادة التواصل معه على أنه رئيس مستمر في حكمه ولذلك فإن اللقاء كان لا بدّ منه لطرح عدة مواضيع مشتركة وفي مقدمتها هاجس النازحين السوريين.

ثم ان باسيل تتابع الأوساط ذاتها انطلق من كونه رئيس حزب مسيحي ببعد وطني له تطلعاته إلى العلاقة مع سوريا خصوصا وأن الكلام والحراك والمؤتمرات ذات الصلة بالمشرقية المسيحية التي رفع شعارها الرئيس ميشال عون هي إحدى الوزنات التي يحملها باسيل من موقعه بهدف الحفاظ على هذا الواقع إضافة إلى القلق وفق المصادر من الخلل الديمغرافي الذي سيترتب على لبنان نتيجة ما يعاني من انعكاسات اللجوء السوري وكذلك الفلسطيني،
من هنا يجد بان اللقاء بالوزير المعلم لا يحمل استفزازا لأي فريق لبناني ولا تجاوزا لقرار حكومي أو تحديا لرئيس الحكومة سعد الحريري الذي يرفض التواصل مع النظام السوري.

وفي السياق ذاته بدا بأن هذا اللقاء لم يستتبع بمروحة مواقف حادة من معارضيه سيما أن الحريري لم يكن يستبعد حصوله إلا أنه حسب اوساط متابعة له يفضّل تجاوزه لعدم تعكير الاستقرار السياسي الذي تمر به البلاد بعد ان شهدت مؤخرا ملفات ساخنة عدّة عسكرية واقتصادية ولذلك عمد الى تجاهله بهدف عدم فتح باب المواقف المضادة المتبادلة وما قد ينتج عنها من توتر سياسي.

وان الحريري تتابع الاوساط يتعاطى مع بعض الخروقات التي حصلت فيما خصّ العلاقة مع سوريا على حساب التفاهم القائم للحفاظ على سياسة النأي بالنفس بأنه منذ انتخابه لعون توقع أن يعطي كل فريق في بعض المراحل هامشا لذاته نتيجة مواقف وتحالفات وبينها ما له علاقة بسوريا.

ولا يجد الحريري بأن لقاء باسيل المعلم يشكل تحديا له لأنه عقد العزم على عقد تسوية مع فريق 8 آذار الذي يتمثل في معادلة الحكم اللبناني بحيث بات هو مسؤولا كغير قوى حكومية عما تشهده البلاد، فإذا كان ثمة توتر قد ينتج عن أي آداء فسيكون على الجميع تحمّل تبعاته لأن الاستقرار والهدوء هما حاجة ملحّة للعهد ولكل القوى التي ارهقتها تداعيات الأزمة السورية بحيث بات على لبنان أن يثبّت مناخ الهدوء الذي هو عليه حاليا.لكن كل هذه اللقاءات والزيارات لا تلزم الحكومة باي ارتباط لانه سبق وشدد على ان هذه المبادرات تجاه الجانب السوري تحمل خطوات شخصية.  

  • شارك الخبر