لم يجد أطفال بلانة الحيصا في عكار إلّا الشارع أمامهم لكي يحتجّوا على تجمع أكوام النفايات أمام أعينهم وبيوتهم وطرقاتهم، مهدّدة حياتهم. فلا يعرف هؤلاء الصغار إلى من يلجأون، وإذا ما لجأوا إلى مسؤول، فهل سيتحرك؟
وفي هذا الإطار، نفّذ عدد من الأطفال من سكان بلدة «بلانة الحيصا» في سهل عكار أمس، اعتصاماً رمزياً على الطريق الذي يصل الى بلدتهم وبلدات سهل عكار، مرتدين الكمامات احتجاجاً على تحوّل الطريق إلى مكبّات للنفايات، حيث يعمد البعض الى تفريغ حمولة «البيك اب» ليلاً إلى جانب الطرقات على مداخل بساتين الحمضيات بطريقة عشوائية.
ويتخوّف الأطفال الذين تحدثوا في الإعتصام «من انتشار الأمراض والأوبئة، في ظل انتشار كثيف للحشرات والذباب والبرغش، والروائح الكريهة، والمشاهد المقززة للنظر، بالإضافة إلى التشويه البيئي للبساتين والطريق الذي يعتبر شرياناً حيوياً للمارّة الذين يلجأون إليه للهروب من زحمة السير كما أنه مقصد الناس من أجل ممارسة رياضة المشي، لِما يتميّز به من جمال طبيعي وأشجار الكينا التي تشكلت بشكل نفق طبيعي في هذه المنطقة».
في هذا الصدد، يشار الى أنّ مشكلة المكبات العشوائية في عكار أصبحت آفة خطيرة تهدد حياة السكان، حيث تُرمى النفايات في كل مكان على الطرقات العامة من دون حسيب ولا رقيب، والطريق البحري من العبدة حتى الحدود السورية شاهدة على عشرات المكبات العشوائية على جوانبها على مرأى البلديات والاتحادات البلدية التي لم تحرّك ساكناً في هذا الإتجاه.
ما يطلبه الأطفال ليس تعجيزياً، هم يريدون الحفاظ على حياتهم وهذه أبسط حقوقهم، فماذا سيفعل المسؤولون حيال ذلك؟
مايز عبيد - الجمهورية
أخبار ذات صلة
